إعترافات رجل يحترم النساء
إعترافات رجل يحترم النساء حليب محترق في بيت خالي ايهما اكثر مرارة ان تبقى المراة من دون زواج طيلة عمرها ام ان تتقبل باقتسام رجل مع امراة اخرى.. يبدو كلامي غير مرغوب فيه من فرط ما اكل الدهر عليه وشرب وتغطى ونام ان قضية الملايين من نساء العرب ممن ينتظرن النصيب انتظارا عبثيا اين منه انتظار جودو تشغلني منذ ان تفتحت عيني على الدنيا وراقبت احوال ابنة خالي التي كانت وردة متفتحة لم يحالفها الحظ في الزواج حتى شاخت وماتت قبل الاوان (حليب محترق في بيت خالي). حتى كنت وكنا نذهب الى زيارتهم كنت اتعمد ان اتسلل الى غرفتها متحصنا بطفولتي وبراءتي وكانت هي اكبر في سنوات كثيرة تفوح منها بهارات الثلاثين من دون ان تجد من يجني انوثتها ويقطف ثمارها وهناك في تلك الغرفة العلوية القريبة من سطح الدار كانت تفتح لي ادراج دولابها وطاولت زينتها فأراى الشراشف وردية مطرزة ومطوية بعناية واثوابا للنوم من الحرير وقناني عطر مستوردة او شرقية واطارا من الفضة على شكل قلب وفي داخله صورة من مجلة لعروس وعريس كان ذلك جها ز ابنة خالي التي تجلس في انتظار ان تاخذه معها وتذهب الى بيت زوجها المقبل لكن ظروفا قاسية اقوى منها حرمتها من الزواج وامضت حياتها تعتني بوالدتها المريضة وباطفال شقيقها الذي طلق زوجته ولم يتزوج بعدها يوم بدأ الشعر الابيض يغزو راسها كانت تتعمد ان تحكم من وضع خمارها بحيث لا تظهر منه خصلة واحدة من شعرها ولما تسللت التجاعيد الى يديها واطراف عينيها وشفتيها لم تعد تخرج من البيت وقاطعت العالم كله وكانها قد يئست من السعادة ثم عندما عاجلها الموت.. بكيت عليها لانها كانت حلوة وطيبة وكريمة ومهذبة ولم تفرح في حياتها وان مثيلاتها خلقن ليكن امهات فقد كانت كل ذرة في كيانها توحي بالامومة والحنان الذي يفور من اعماقها وينسكب في الفراغ مثل وعاء حليب منسي على الموقد. هل تعرفون رائحة الحليب المحترق؟.. تلك هي رائحة ذكراها حين تغزو افكاري اليوم وانا اكتب هذه الكلمات ان ابنة خالي لم تكن الانثى الوحيدة التي قمعت انوثتها في مجتمعنا المحافظ بل وهي احد النماذج التي عايشتها وشعرت بمعاناتها وقد كتبت كثيراً عن مشكلة العنوسة بالرغم من انني اكره هذه المفردة واتحسس من قسوتها لذلك اسال.. هل يكون الحل بالفعل هو اقتسام الرجال؟ لست امراة لاعطي جوابا قاطعا واعرف ان اراء النساء تختلف حول هذا السؤال ومع هذا استطيع ان اتصور مرارة زوجة راسها على الوسادة وحيدة وهي تعترف بان زوجها يضع رأسه على وسادة اخرى مع زوجة ثانية ان الامر لا يقبل توصيفا دبلوماسيا بالرغم من شرعيته انه نوع من الخيانة الحلال لكن هناك فئة كبيرة من النساء يقبلن بها راضيات او مرغمات ويواصلن التعايش مع المرارة بالتي هي احسن. انا شخصيا اؤمن بان الحب المقدس بين الزوج والزوجة لا يقبل الشراكة ولو كنت متزوجا وتسامحت زوجتي في ان تكون لها ضرة فهذا دليل على انها لا تحبني بالقدر الكافي الذي يسمح الحياة بيننا هذا الموضوع يبقى يشغلني بتعقيداته .. كلي امل لمعالجة العنوسة وقيام منظمات انسانية ومنظمات نسوية بمعالجة مشكلة العنوسة لوضع الحلول ومنحها امتيازات للتي تبلغ من العمر المحدد للعنوسة كمنحها دار سكن مع امتيازات لكل من يتزوج العانس وفق ما تقرره منظمات المجتمع المدني والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية خدمة للصالح العام وخدمة للمراة والمجتمع.. ومن الله التوفيق.