الكوليرا ، والتي تعرف أحيانا باسم الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية هي الأمراض المعوية المعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي ، وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين .
ولقد كان يُفترض لفترة طويلة أن الإنسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا ، ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئات المائية يمكن أن تعمل كمستودعات للبكتيريا .
ضمة الكوليرا هو جرثوم سلبي الجرام ينتج ذيفان الكوليرا ، وهو ذيفان معوي ، يعمل على تبطين الأغشية المخاطية للأمعاء الدقيقة ، وهذه العملية هي المسؤولة عن هذا السمة الأكثر بروزا للمرض ، والإسهال المستنزف [1] وفي أشكاله الأكثر حدة ، الكوليرا هي واحدة من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة ، وقد ينخفض ضغط الدم في الشخص السليم إلى مستويات انخفاض الضغط في غضون ساعة من بداية ظهور أعراض المرض ، وقد يموت المرضى المصابين في غضون ثلاث ساعات إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي وفي السيناريو الشائع ، يتطور المرض من البراز السائل أولا إلى صدمة في غضون 4 إلى 12 ساعة ، ملحقا بالوفاة في غضون من 18 ساعة إلى عدة أيام ، ما لم يُقدم العلاج الإماهي عن طريق الفم أو في الوريد بالحالات الأكثر خطورة .
ومعظم حالات الكوليرا المبلغ عنها في جميع أنحاء العالم تحدث في أفريقيا ، فمن المقدر أن معظم حالات الكوليرا المبلغ عنها هي نتيجة لسوء نظم الترصد ، وبخاصة في أفريقيا ، ويقدر معدل الوفيات بـ 5 % من مجموع الحالات في أفريقيا ، وأقل من 1 % في الأماكن أخرى .
طرق العلاج ..
يمكن علاج معظم حالات الكوليرا بنجاح بواسطة المعالجة بالإِمْهَاءِ الفَمَوِيّ ، ويعتبر الاستبدال الفوري للمياه ، والكهارل هو العلاج الرئيسي لمرض الكوليرا ، بسبب سرعة حدوث الجفاف ونضوب الكهارل ، وتعد المعالجة بالإِمْهَاءِ الفَمَوِيّ {أو ار تي} فعالة للغاية وآمنة وسهلة التطبيق .
أما في الحالات التي يكون بها كيس الطبيب {أو ار تي} المنتج تجاريا باهظ الثمن أو صعب الحصول عليه ، فهناك حلول بديلة منزلية الصنع باستخدام الصيغ المختلفة للمياه والسكر ، وملح الطعام ، وصودا الخبيز ، والفاكهة والتي تعتبر وسائل ذات تكلفة أقل لاشباع الكهارل ، وفي حالات الكوليرا الشديدة مع حدوث جفاف خطير ، قد يكون تطبيق حلول الإماهة عن طريق الوريد ضروريا .
تعمل المضادات الحيوية على تقصير مسار المرض ، والحد من شدة أعراضه ، ومع ذلك يظل العلاج بالإمهاء الفموي هو العلاج الرئيسي ، وعادةً ما يسخدم التتراسيكلين كالمضاد الحيوي الأساسي على الرغم من أن بعض سلالات ضمة الكوليرا أظهرت وجود مقاومة ، وتشمل المضادات الحيوية الأخرى التي قد ثبت أنها فعالة ضد ضمة الكوليرا : الكوتريمازول، الاريثروميسين ، الدوكسيسيكلين ، الكلورامفينيكول ، والفورازوليدون ، ويمكن استخدام الفلوروكينولون مثل نورفلوكساسين أيضا ، ولكن تم الإبلاغ عن بعض المقاومة له .
تتوافر طرق تشخيص سريعة للتعرف على ضمة الكوليرا المقاومة للأدوية المتعددة ، وقد تم اكتشاف جيل جديد من مضادات الميكروبات ، والتي أثبتت فعالية ضد ضمة الكوليرا في الدراسات المعملية .
ويتأثر نجاح العلاج كثيرا بسرعة وطريقة العلاج ، فإذا تم علاج مرضى الكوليرا بسرعة وبشكل صحيح ، يصبح معدل الوفيات أقل من 1 % ، ولكن مع عدم علاج الكوليرا يرتفع معدل الوفيات إلى 50-60 % .
وفي العراق سجلت وزارة الصحة عدداً من الإصابات بمرض الكوليرا ، وعلى الرغم من ان عدد الاصابات محدود ومحصور في مناطق تعاني من شحة المياه في نهر الفرات وروافده ، الاّ ان توجيه رئيس مجلس الوزراء بتكثيف العمل من قبل اللجنة العليا التي ترأستها وزيرة الصحة ، وخلية إدارة الأزمات المدنية في مكتب رئيس الوزراء جاء لتفادي انتقال المرض الى مناطق أخرى ، حيث ستتم معالجة حالات الإصابات من خلال تنفيذ الإجراءات وتوصيات اجتماع خلية الأزمات .
ووجه رئيس الوزراء حيدر العبادي خلية إدارة الأزمات المدنية بتقديم خطة عمل طارئة ؛ للحد من انتشار الكوليرا في العراق .
المصدر
http://alforatnews.com/modules/news/...?storyid=95460