العقل: هل أنت أعمى؟
القلب: و هل أنت عالم؟
العقل: لقد سمعت انك تختار من تحب؟
القلب: و ما العيب في أن يختار الطبيب مرضاه؟
العقل: لكن أحيانا يكون الاختيار خاطئاً و قد تندم على فعلك!!
القلب: لا يهم.. فمن أهواه أفديه بنفسي ولا أنساه.
العقل: زمن غريب.. قد يبيع المرء نفسه من اجل الحب.
القلب: لا يا صاحبي ليس كذلك.. ولكن الحياة رحلة طويلة وشاقة تكثر فيها الاختبارات قد تنجح فيها أو تفشل لكن هناك محطات عدة تتخللها متاهات من كهوف تمثل صفات المرء ويدخلها من لديه الشجاعة ليكتشف فيها الغدر و الخيانة وأحيانا الكذب و الخداع..
العقل:إذاً..
القلب إذاً.. هل تعتبر نفسك بروفسور الحياة؟ و هل تعتقد بأن سر النجاح فيها هو سببه أنت؟
العقل: طبعاً.. لأنك قد تموت في أي لحظة و يموت ما بداخلك من أعضاء كالمشاعر و الحب.
القلب: لعلمك! إن الحياة تتطلبني و تحتاج إلي و من غيري لم تؤسس و لم يخلق فيها البشر.
العقل:
القلب: أحيانا يسعد و يفوز من يمتلك أعماقك لكن.. ليس هناك من يؤمن بك ليتبعك دائماً.
العقل: أنا الفكر.. أنا الحقيقة.. وأنا حياة الواقع.. ومن يتبع طريقي و يسير على خطاه يكسب الأفضل.
القلب: يا صاح.. إن الحياة تضحية!
العقل: ليس في كل الأمور.. لأنه لا يمكن لشخص أن يمتلك زهور الحياة من دون قوة الفكر.
القلب: لماذا يقول البعض من لا يملك قلبا فهو قاس كالحجر!
العقل: يقولها من يمتلكني بكل ثقة و يقرأ منهجي بقوة و حماس و من يتبعك يصل الى طريق مغلق و يتوه لأن المرء قد يندفع و يرهن كرامته و يهينها من أجلك..
القلب: عديم الإيمان تنقصه التضحية و الإخلاص.
العقل: مبدؤك لا يعجبني!
القلب: لأنك عالم و العالم من يملك الدنيا ولا تملكه..
العقل: بكل جرأة أبوح بها انك أساس الكون لكنك سريع التأثر بمن حولك فالبعض يدعك تبكي وحيدا ويجهلك و البعض الآخر يدع جروحك تنزف بغزارة و مع كل ذلك فأنت لا تبالي.. لماذا؟
القلب: لأن التسامح من أشهر صفاتي و لعل الجميع يدرك ذلك.
العقل: الحب ليس كل شي..
القلب: لكن راحتي هي الحياة..
العقل: بإمكان الفرد أن يشتري الدنيا بكل ما فيها.. وما أجمل من ذلك!
القلب: لكن ابداً لا يستطيع أن يشتري قلباً ليهواه..
(( قد يكون العقل هو التفكير لكن القلب هو الحياة..و يمكن للعقل أن يكون أساس الواقع لكن القلب وحده طريق السعادة))