التضاد في اللغة العربية "تعريفه, أبرز عوامله, أسبابه"
تعريف التضاد
الكلمات التي تؤدي دلالتين متضادتين بلفظ واحد, ومن سنن العرب في الأسماء أن يسموا المتضادين باسم واحد، ولذلك اهتم العلماء بالتضاد فجمعوا الكلمات المتضادة عن "كلام العرب, القرآن, الحديث", وأفردوا لها كتباً حظيت حديثاً بكثير من العناية نشراً وتحقيقاً.
أبرز العوامل التي تؤدي إلى التداخل الدلالي الذي يعطي للفظ معنى الضد
1. دلالة اللفظ على العموم: كأن يكون للكلمة معنى عام ثم يتخصص، مثل الطرب التي تعني الخفة تصيب الرجل لشدة الفرح أو الحزن، ثم تخصصت بالفرح".
2. التفاؤل والتشاؤم: المفازة، أصل معناها النجاة من الهلاك، أما إطلاقها كأسم للصحراء وهي تعني الهلاك والموت فمن قبيل التفاؤل.
3. التهكم والسخرية: التعزير، أصل معناها في العربية التعظيم، ولكنها تستخدم لمعنى التعنيف واللوم والتأنيب تكهماً وسخرية، وإطلاق الطويل على القصير.
4. الخوف من الحسد.
الأسباب الحقيقية للأضداد
في الواقع ليس هناك سبب واحد للأضداد بل إن هناك أسباب متعددة ومختلفة، منها الصوتي ومنها الاشتقاقي ومنها الدلالي, ويمكن تصنيفها كالتالي:
1. أضداد بسبب التغيير الصوتي: ونعني به أن يكون هناك في الأصل كلمتان مختلفتان في اللفظ ومتضادتان في المعنى، ثم حدث تغيير صوتي في إحداهما مما جعلها تشبه الأخرى في اللفظ, وهذا السبب كان وراء تضاد عدد من أسماء الفاعل والمفعول من الفعل الأجوف على صيغة افتعل والفعل المضعف على صيغة فاعَل.
2. أضداد بسبب الاشتقاق: بعض الصيغ الاشتقاقية قد تؤدي معان متضاده أو شبه متضادة، منها على سبيل المثال ما يلي: ("جدا: أعطى، وسأل", "تصدّق: أعطى الصدقة، وسأل الصدقة". "أفزع: أخاف، وأزال الفزع").
3. أضداد لأسباب دلالية: هذا النوع من الأضداد يقسم على النحو الآتي:
• أضداد بسبب اختلاف النظرة إلى الشيء: قد يطلق اللفظ على أشياء أو معان تختلف النظرة إليها بحسب الأحوال والظروف، مما يُولد نوعا من الضدية في معاني اللفظ، على سبيل المثال ("لمق كتب في لغة بني عقيل، ولمق محا في سائر لغة قيس, وتفسير هذا أنّ لمق تفيد معنى الضربة السريعة الخفيفة، وهذه الحركة هي حركة الكتابة السريعة وكذلك المحو السريع", "لطع: كتب، ولطع: محا, أصل معنى لطع: ضرب ولحس، ومعنى الكتابة جاء من الضربة السريعة، وكذلك جاء منها معنى المحو لأنه ضربة بمسحة سريعة").
• أضداد بسبب التفاؤل والتطيّر: ("بصير: قوي البصر، وقالوا بصير للأعشى على سبيل التفاؤل، ومن ذلك تكنيتهم للشاعر الجاهلي الأعشى بأبي بصير", "السليم: الذي لم يصبه سوء، والسليم: الملدوغ، تطيرا من اللفظ وتفاؤلا بالسلامة، وقد يطلق على الجريح الذي أشفى على الهلاك", "المفازة: الفوز، والمفازة الصحراء المهلكة", "اليسرى: الأمر السهل، واليسرى: اليد الشمال، وهي اليد العسرى التي يصعب العمل بها").
• أضداد بسبب التخصيص في لغتين أو عصرين مختلفين: ("المأتم: الاجتماع في حزن أو فرح, وأصل أتم: اجتمع", "الجون: الأسود، والجون: الأبيض. جون كلمة فارسية معناها اللون، وقد اقترض العرب هذه الكلمة وتخصص معناها عند بعضهم باللون الأسود وعند البعض الآخر باللون الأبيض", "شرى: باع، وشرى: اشترى. وأصل معناها المقايضة أي تبادل السلع بدون نقد").
• أضداد بسبب تغيّر المعنى وانحرافه: ("عفا: نما وزاد، وعفا: درس وانطمس, المعنى الأصلي لعفا هو نمو الشعر والنبات وهذا المعنى أعطى معنى التغطية والستر، وهذا بدوره نتج عنه معنى الدروس والانطماس", "الغرِض: الضجر، والغَرَضُ: الضَّجَر".
قائمة مختارة للتضاد من كتاب المزهر في علوم اللغة للسيوطي
• النَّاهِل في كلام العرب: العَطْشان والناهل: الذي قد شرِب حتى رَوي.
• السُّدْفة في لغة تميم: الظّلمة والسُّدْفة في لغةِ قيس: الضوء.
• بعتَه: اشتريتَه وبعته.
• شريت: بعت واشتريت.
• شعَبْت الشيء أصلحته وشَعَبته شَقَقتُهُ.
• الجَوْن: الأسود والأبيض.
• المشِيح: الجادّ والحذر.
• الجَلَل: الشيء الصغير والشيء العظيم.
• الصَّارِخ: المستغيث والمُغِيث.
• الإهْماد: السرعة في السير والإقامة.
• الصّريم: الصّبح والليل.....
• بَثرٌ: كثير والقليل.
• الظّنُّ: يقينٌ وشكّ...
• الرَّهْوة: الارتفاع والانحدار.