لا يستطيع اي عاشق لنادي برشلونة الاسباني لكرة القدم، بطل ثلاثية الدوري وكأس الملك ودوري ابطال اوروبا، ان ينكر الدور الذي قام به الحارس الالماني الشاب تير شتيغين، في مساعدة فريقه على تكرار الانجاز التاريخي بتحقيق الثلاثية التاريخية للمره الثانية.

الحارس الشاب، شتيغين، كان سدا منيعا امام هجمات المنافسين، وحمى عرين البلوغرانا في عديد المناسبات، مهديا فريقه الفوز في اغلب المباريات التي لعبها، وقاده للتويج في لقب اعرق البطولات، دوري ابطال اوروبا، وساعده في تحقيق لقب كاس ملك اسبانيا لكرة القدم.

شتيغين كتب اسمه بحروف من ذهب في سطور تاريخ البرشا، ونصب نفسه حارسا مستقبليا لاسوار البلوغرانا، كونه لا يزال شابا في مقتبل عمره، وقام صحبة التشيلي برافو، بانهاء فترة ضعف الحراسة الكتالونية التي كانت متمثلة بالاسباني فالديس، الذي غادر البرشا متوجها لمدينة مانشيستر، والاسباني بينتو، الذي لم يرتقي لمستوى برشلونة، لكن لم يكن هناك من بديل لاشراكه وايكال مهمة حراسة عرين البرشا له.




الالماني الشاب كان له نصيب كذلك في الجوائز الفردية التي سيطر عليها لاعبو البرلوغرانا، فتمكن من حصد جائزة افضل تصدي للموسم الماضي، وكانت امام العملاق البافاري في اياب نصف نهائي دوري ابطال اوروبا للموسم الماضي، ولم ينسى عشاق البرشا تصدي شتيغين الرهيب لتسديدة كافاني، نجم باريس سان جيرمان، في المباراة التي جمعت الفريقين في ذهاب الدور ربع النهائي من البطولة ذاتها.



بدأ شتيغين موسمه الحالي باربعة اهداف كاملة، تلقاها مرماه في مباراة السوبر الاوروبي التي جمعت فريقه برشلونة بفريق اشبيلية الاسباني، والتي انتهت بفوز برشلونة بنتيجة 5/4، بداية خالفت جميع التوقعات والامال التي عقدت على الالماني الشاب.

بعد تلك المباراة تم اختيار شتيغين مرة اخرى من قبل المدرب الاسباني لويس انريكي، مدرب فريق برشلونة، ليكون اساسيا في مباراة ذهاب السوبر الاسباني امام اسود الباسك، فريق اتلتيك بلباو.

وهنا كانت المفاجئه، فوز الباسكيين وبنتيجة عريضه وصلت ل 4/0، اربعة اهداف جديده تلقاها شتيغين، اربعة اهداف في مباراة واحده كانت كافية لانهاء الحلم الكتالوني بتكرار الانجاز التاريخي الحصري، وتحقيق السداسية للمرة الثانية.

وشهدت تلك المباراة تلقي شباك البلوغرانا لهدف عالمي من منتصف الملعب، بعد ان استغل ميجيل سان خوسيه، مدافع بلباو، تقدم شتيغين واطلق قذيفة بعيدة المدى، استقرت في شباك الالماني معلنة تقدم اسود الباسك في المباراة، وعرفت ايضا تلقي شباك برشلونة لهاتريك من اقدام المتألق اودوريز، ما دفع انريكي لاستبعاد شتيغين عن مباراة الاياب واستدعاء التشيلي برافو لتشكيلة مباراة الاياب.




بدأت الانتقادات تطول شتيغين، وبدأت صورته التي رسمها لنفسه في الموسم الماضي بالاهتزاز امام انصار البلوغرانا وامام مدرب الفريق انريكي، وانتشرت شائعات مفادها ان اللوتشو لن يعتمد على شتيغين كاساسي في بطولة دوري الابطال لهذا الموسم، بعد التراجع الكبير الذي عرفه مستوى الحارس الشاب.

واتيحت لشتيغين فرصة لكي يستعيد الثقة التي تزعزعت لدى مدربه وجماهير البلوغرانا، بعد ان ابعدت الاصابة التي تعرض لها الحارس الاساسي لبرشلونة، التشيلي برافو، عن قائمة برشلونة المستدعاة للمواجهة الكبيرة امام فريق اتلتيكو مدريد في الجولة الثالثة من منافسات الدوري الاسباني، وبالرغم من فوز البرشا في اللقاء، الا ان شتيغين لم ينجح بالمحافظة على شباكه نظيفة كما فعل زميله برافو في اول جولتين من الليغا، امام ناديين لا يقلا شئنا عن الروخي بلانكوس، فريق نادي بلباو الذي هز شباك شتيغين في اربع مناسبات، وفريق نادي ملقا العائد بقوة هذا الموسم.

بدأت البطولة الاعرق، دوري ابطال اوربا، والتي يعتبرها البعض ذات اهمية اكبر من الدوريات المحلية، جاءت فرصة شتيغين مرة اخرى لكي يستعيد ثقته بنفسه، ويكمل في طريق صناعة تاريخه الشخصي مع البلوغرانا.

كانت الانطلاقة امام الذئاب، فريق روما الايطالي، وللاسف، تلقى شتيغين صفعة قوية قد تكون السبب في دخول الالماني الشاب في ازمة ثقة، قد لا يتمكن من الخروج منها.

تكرر سيناريو مباراة السوبر الاسباني امام بلباو، تقدم شتيغين خلف المدافعين، اندفع فلورينزي مدافع روما الايطالي عند منتصف الملعب، مطلقا كرته التي عانقت شباك شتيغين تحت انظار الجميع، وفي ذهول من الحارس الشاب، لتنتهي المباراة بالتعادل الايجابي 1-1، هدف كلف برشلونة خسارة اول نقطتين في حملة دفاعه عن لقبه في دوري ابطال اوروبا.




عادت الانتقادات تعصف بشتيغين، كيف لا والاحصائات تشير انه من آخر 6 أهداف تلقاها برشلونة من خارج منطقة الجزاء(في كل البطولات)، 5 كانت في شباك الاماني، كذلك فان ﺗﻴﺮ ﺷﺘﻴﻐﻦ استقبل ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ 10 ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻓﻲ 4 ﻣﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ، علما انه ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ باكمله ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ 16 ﻫﺪﻑ ﻓﻘﻂ .

يذكر انه وفي سلسلة الانتقادات التي واجهها الالماني الشاب شتيغين، الا انه حظي بدعم مدربه بعد الهدف العالمي لذئاب روما، وتحمل اللوتشو مسؤولية الهدف، مبررا ذلك بانه هو من طلب من شتيغين ان يتقدم، كذلك سارع برافو، الحارس الاساسي للبلوغرانا، بدعم زميله الشاب قائلا: "خطأ شتيغن؟؟ لا اعتقد انه أخطأ، بل هو توفيق من اللاعب الذي سدد، نحن مطالبون بعض الأحيان بالتقدم، ولولا الحظ لكنت انا قد تلقيت هدفا مثله أمام ملقا".

كذلك دافع الحارس الالماني العملاق، اوليفر كان، عن ابن بلده، واصفا ان ما حدث ما كان الا ضربة حظ للايطالي فلورينزي وانه يجب الا يقلق وان يستمر في اسلوبه وقال الحارس السابق للمانشافت معلقا على ما حدث: "لا اعتقد أن الهدف الذي سجله روما كان خطأ تير شتيجن، مبينا أنه لم يكن بمقدوره فعل أي شيء للتصدي له".

فهل يعود تير شتيغين لمستواه الذي تعودنا عليه الموسم الماضي، ام ان سلسلة الانتكاسات التي تعرض لها ستكون السبب وراء استمرار تراجعه، علما ان الحارس الرئيسي للبلوغرانا، كلاوديو برافو، لا زال غائبا عن التشكيلة الاساسية لانريكي بسبب الاصابة، وفي ذلك فرصة للحارس الشاب لكي يتالق من جديد.