"أوراق اللهب تحرقها ريح الشيطان.. الموت طويل يتنامى في كل مكان" عبارة اطلقتها على شكل بيت شعر الفلسطينية فدوى طوقان وبها تختصر ثاني حالة إنسانية منطقية تعقب الولادة وهي الموت.
ما بين بداية الحياة ونهايتها عبارة عن أنفاس متنوعة ومختلفة تتعدد فيها المسببات وتوحدها في النهاية كلمة "الموت".
في الرياضة كما في غيرها من صنوف المهن والأعمال، لا سبيل للمواجهة ولا تأكيد إلا لكلمة "استسلام".
ولأن بعضها اشتهر بشكل جماعي كحادثة ميونيخ التي شهدت وفاة 8 من لاعبي مانشستر يونايتد وبعضها اشتهر بشكل فردي، فإن التذكير بأهم حالات الموت التي حدثت اثناء أداء الواجب الرياضي، قد يضيء الشموع على صفحة سوداء طويت لأبطال كانوا ينيرون الدروب لبلادهم ولأنفسهم أيضا.
وفي الحلقات التالية يرصد موقعكم لأبرز الحالات طبقا لتاريخ حدوثها وكما وجدنا بداياتها في كتاب بمتحف التاريخ البريطاني قبل ان نكمل الرصد بأنفسنا منذ مطلع الألفية الجديدة.. أملين ان يجنبنا الله وأياكم الشرور وأن يحسن الله سبحانه وتعالى خاتمتنا وأن يجعل خير أيامنا يوم نلقاه، خاشعين محسنين منيبين.
الحلقة الأولى
1 - في 24 آب/ أغسطس من العام 1875 أبحر ماثيو ويب من بحرية بيير بالدنفير في رحلة في القنال الإنجليزي. وبعد ان قطع مسافة 39 ميلا في نحو 22 ساعة، ظهر من بين الأمواج في كالايس، ليكون أول من يقطع القنال الإنجليزي سباحة محققا بذلك رقما أبديا ظل صامدا لنحو 48 عاما بقي فيها ويب بطلا لفترة طويلة.
وبعد السباحة وخلالها، كان ويب محاطا بالمعجبين الذين باتوا يتكاثرون لسماع النصائح والإرشادات حول الغطس والسباحة والإنقاذ.. وبعد ثمان سنوات اشتاق للموت والسباحة فقرر العام 1883 أن يقطع مسافة أبعد، فأبحر باتجاه نيجيريا، التي كانت اخر ما شاهده من عالمنا.
2 - بعكس الماء هذه المرة ترصدت الشمس العداء البرتغالي فرانشيسكو لازارو في العام 1920، فسقط خلال سباق الماراثون في الألعاب الأولمبية فجأة على الأرض مغشيا عليه وظل كذلك حتى اسلم الروح في اليوم التالي للسباق.
3- خلال الـ104 أعوام الماضية كان نجم البيسيبول رايموند جونسون شابمان اللاعب الوحيد الذي قتل في فعالية متخصصة بهذه الرياضة العام 1920 ومات المتسابق المنحدر من كليفلاند نتيجة إصابة لحقت به ضد فريق "نيورك يانكس" وقد قتل بعدما رمى كاري ماسي مضرب البيسبول تجاهه وتجاه جماجم الجمهور المحيط بالملعب ومعهم شابمان الذي فقد الوعي بعد إصابته ونقل الى المستشفى، وبعد ساعات فارق الحياة. وأوضحت الصور الطبية أن هناك جريمة مثل بسببها مايز أمام القضاء، لكنه قال في معرض دفاعه عن نفسه: "لم أكن أقصد قتل شابمان.. فقط أردت أن أصيبه".
4- كان الانجليزي جورج ماللوري مشغولا بمحاولة تسلق قمة افرست لثاني مرة العام 1924 بعدما كان قد فشل في فعل ذلك قبلها ب22 عاما لكن هذه المرة بتصميم أعلى وأكبر، وبعد محاولتين بائستين قرر جورج القيام بمحاولة أخيرة، وبدأ يستعد فعليا لها.
وقد كتب أيامها قائلا: "نعرف الآن ما الذي يتعين علينا عمله. المحاولة الثالثة ستكون إما الأفضل أو الأسوأ، ونحن لا نتوقع الرحمة من الحصان كما في المثل الانجليزي".
وفي الثامن من حزيران وصل ماللودي وأندريه ارفين لارتفاع 800 قدم من القمة، وكلاهما حلق عاليا فوقها، لكن المفاجأة حصلت عندما داهمهما البرد ولم يعد بالإمكان رؤيتهما ثانية، التأمل والانتظار بقيا طويلا.. والروح وحدها حلقت للأعلى.
5- دخلت رياضة كرة القدم للمرة الأولى على خط الرياضات الخطرة العام 1931 حين كان عمر حارس مرمى سلتيك الاسكتلندي جون ثيمسون 23 عاما فقط، وقد مات وهو يحمي عرين فريقه أمام رينجرز في انطلاق الموسم الإسكتلندي لذلك العام.
وقتها ركض مهاجم رينجرز سام إنجليش لكرة طويلة، وفوجئ بمهارة حارس سيلتيك وهو يحاول خطفها من تحت قدميه، وهناك اصطدما!!.
مات في نفس اليوم بالمستشفى.. وحملت أمه صورة الحادث وذهبت بها لنادي سيلتيك دون ان تجني غير الدموع وعبارات الأسف.
6- في السادس من شباط- فبراير من العام 1958 تحطمت الطائرة التي كانت قادمة من بلغراد وهي تقل لاعبي مانشستر يوناتيد لإيصالهم لميونخ، لأداء مباراة هناك.
مات تحديدا ثمانية من نجوم الفريق الإنجليزي، وقتل معهم 21 راكبا. واللاعبين الذين قضوا نحبهم هم "دونكان إدواردز، روجر براين، إيدي كولمان، ديفيد بيغ، تومي تايلور، بيل فالين، غروف بينت ومارك جونز" وكان معهم الممرن توم كوري والمدرب بيرت ويللي وعدة صحافيين، والحارس المخضرم السابق فرانك سويفت.
وجد النجم الشهير بوبي تشارلتون ودينيس فيلدا مصابين في الجوار، وكان بقاؤهما أحياء معجزة حقيقية.
7- توفي الايطالي لويجي موسو سائق فيراري في سباق فرنسا في رانس 1958، ومعه توفي كولينز في سباق المانيا على حلبة نوربرجرينج بعد فوزه بالسباق السابق في بلده على حلبة سيلفرستون. كما توفي لويس ايفانز سائق فانوول الذي كان يدير أعماله بيرني ايكلستون متأثرا بحروق بعد ستة أيام من تعرضه لحادث في سباق المغرب.
8- انفصلت رأس البريطاني كريس بريستو عن جسده بعد اصطدامه بسلك شائك. يعتقد أن طائرا تسبب في وفاة زميله الان ستيسي بعد ان اصطدم به قبل ان يفقد السيطرة على السيارة وقد توفيا العام 1960 في سباق بلجيكا في منعطف برنينفيل خلال بضع دقائق.
9- شهد العام 1961 وفاة الالماني فولفجانج فون تريبز في سباق ايطاليا على حلبة مونزا بعد اصطدام سيارته فيراري بسيارة لوتس يقودها جيم كلارك. واصطدمت السيارة بالجماهير ما تسبب في مقتل 13 شخصا.
10- توفي يوم 21 أذار من العام 1963 الملاكم الأميركي ديفي مور، بطل العالم في وزن الريشة، بعد أربعة أيام على خسارته للقبه أمام الكوبي شوغار راموس اثر ضربة صاعقة كانت اخر ما عرفه في حياته المهنية.