كـ عادتِها كُلّما كتبتْ حرفاً
خلعتْ أصابعَها المزروعة بـ وحشةِ الليلِ
وأستعارتْ من النهارِ ألواناً وتعابيرَ أُخرى
كي تبيِّضَ شراشفَ المعنى الواحد بعدَ الآخر
ولكي لا يستريحُ التعبَ على كتفِ العمرِ
نحرتْ أمنيةً صباحيةً على سريرِ الماءِ ...
ورسمتْ في مدارِ الضوءِ وردةً نرجسيةً
وأغنيةً لـ أُمسيةٍ حاصرَها المطر
فـ غسلتْ الشمسَ بدونِ حذرٍ
حُقبٌ من أشجانِها حملتها حقائبَ الغروبِ
وأستدارتْ بها على طاولةِ الأبجديةِ
كتبتْ ومازالت تكتبُ
ألفاً وياءً وباءً بائسةً
أرهقت المساء
وأوردةُ النبضِ تملأُ جيوبَ الريحِ اِصفراراً
يسقطُ منها حرفاً من رخام
ووتراً سابعاً لا يحدثُ ضجَّةً في الفراغِ ..
تأرجَحتْ فيها الأماني قربَ الماءِ
وهي تنشدُ قصائدَ محشوةً برائحةِ الغيابِ
تشقُّ وجهَ السراب ......
لترتمي كطفلةٍ تعرَّتْ في ثيابِ الخوفِ
هاربةً من ذاتِها
مطرودةً ومطاردة ...
تفرشُ العينَ سريراً ينامُ فيه المجهول
شربَ اللعنةَ من وريدِ الأرضِ
وظلَّ يغازلُ الليلَ ويغني جرحاً
يدورُ ويدورُ حولَها
بـ بياضٍ وقلبٍ طاهرٍ
بـ شهقة قلميــــــــــــــ