الكتاب : زمن الثورة..
تأليف / سلامة كيلة
يسعى كتابُ "زمن الثورة.. الأزمات والفرضيات الأولى"، لمؤلفه سلامة كيلة، إلى استكمال تحليل المشهد العربي المرتبك بعد أكثر من أربع سنوات على الحراك الشعبي في العالم العربي، وسقوط أنظمة.
ويبينُ الكاتب انه بعد النشوة التي رافقت انتصار بعض الثورات العربية ساد وجوم، حيث لم تحقق الثورات أيا من أحلام الشعب الذي ثار وهو يعرف مطالبه المباشرة، وشارك في الثورة لأنه يريد تحقيق هذه المطالب. ما جرى تغيير "في الشكل"من دون المضمون، تغير اسم الحاكم، وظلت الأوضاع التي فرضت التهميش والفقر والبطالة وانهيار التعليم وتراجع الاهتمام بالصحة العامة.
وأدى ذلك إلى ردود فعل متعددة.. وكل ذلك فرض متابعة المشكلات التي رافقت صيرورة الثورات العربية، منذ خلع زين العابدين بن علي في تونس في يناير 2011، وتلمس أسباب العجز عن تحقيق التغيير المنشود، ومتابعة ردود الأفعال التي واجهت الثورات.. ردود فعل الطبقة المسيطرة، والدول الإقليمية والدول الإمبريالية.
وبالتالي تحوّل الحراك الشعبي إلى صراعات وتدخلات عالمية، وميل عميق لإجهاض الثورات وتدميرها، وإطفاء نيرانها لكي لا تتوسع أكثر بعد أن امتدت من تونس ومصر إلى اليمن والبحرين وليبيا وسوريا، وطالت دولاً أخرى، ليظهر أن احتقاناً هائلاً يسكن العالم العربي.
ويرى المؤلف أن "الربيع" صار "خريفا" بسرعة لا مثيل لها، أو هكذا بدا الأمر، وتعمم في الإعلام، وتردد على ألسنة "النخب" والأحزاب الكهلة.. وهو يحاول أن يواجه هذه الموجة من اليأس وسوء الفهم والتخبط..
ففي رأي سلامة كيلة أن القوى الجديدة لا تنجح في الحكم، كون برنامجهم الاقتصادي ورؤيتهم الديمقراطية سيفرضان استمرار صراع الطبقات الشعبية ضد كل حكومة جديدة، وضد كل حزب لا يحمل حلا لمشكلات هذه الطبقات، وبالتالي دخلنا في مرحلة عدم استقرار على صعيد النظم، مع استمرار حركات الاحتجاج بمستويات مختلفة. وهو ما ظهر واضحا في مصر، حيث انتهى حكم الإخوان بثورة شعبية، وفي تونس حيث تراجعت حركة النهضة بعدما شهدت ما جرى في مصر.
ويقول: الآن وقد سقط حكم الإخوان المسلمين بزحف مليوني لم يحصل ضد حسني مبارك، ماذا سيقول هذا وذاك؟