بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى :
{ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }
غفلنا كثيرا عن هذه الايه الكريمه رغم اننا طالما رددناها في الستنا . تلك اللحظه نمر بها عند الاحتضار فيكشف عنا الغطاء
لنرى حقيقة انفسنا من تجردها ولطافتها وانها علامه ومحيطه بالعوالم ولا تقيدها المسافات ولا يؤثر عليها الزمن لان الزمن
عندها متوقف وانها خلقت للبقاء وليس للفناء وانها خلقت لعالم النورانيه هنا اتوقف لا اصرح اكثر من ذلك . لا خلقت لعالم
الظلمه والدورات . وان شريط حياتك يعرض عليك كامله خلال لحظات . لتجد ان كل ما عملته هو من اجل ذلك الجسد الكثيف
الذي سوف تتركه في هذه الدنيا . وقد غفلت عن ذلك الجسد اللطيف الذي سوف يرافقك الى ابد الابدين وان هناك حياة اخرى
كان الاجدر بك الاعداد والعمل لاعمارها باصلاح نفسك باطاعة الله ورسوله - صل الله عليه واله - والاقتداء بسيرة الائمه
الاطهار . لكنك كنت في طاعة الاعراف والتقاليد التي وضعها رؤساء عشيرتك والوجهاء . واتبعت ما وجدت عليه ابائك
واقربائك واصدقاءك . واضفنا اليها اتباع السياسين من رؤساء كتل واحزاب . حتى اصبحنا كمن قال الله بحقهم :
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ }
اطعنا اشخاص ونحن ندعوا لاتباعهم ونصرتهم بدل ان ندعوا الى الله تعالى وشريعته وسنة نبيه - صل الله عليه واله - والعمل بها .
عثوا في الارض الفساد ودمروا البلاد . ونهبوا خيرات البلاد ونشروا الفقر والعوز والجهل . حتى هاجرنا الى بلاد الكفر نطلب الامن
والعدل والحقوق والمساوات والشعور بانسانيتنا .
اليست مفارقه نملك ارقى شريعه انسانيه اسلاميه ونفتقر الى ابسط الحقوق . مما يدل على اننا فقط بالاسم اذا صح علينا مسلمين
حقيقة البعض منا كما قال تعالى { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى
عَذَابِ السَّعِيرِ } .
وجدنا انفسنا غير قادرين على تغيير مما نحن فيه . كعادتنا نبحث عن الاسهل ولا نكلف انفسنا مشقة اصلاحها . فالتجأنا بالدعاء
بالفرج للامام - عجل الله فرجه الشريف - لا نملك غيره في الوقت ذاته نحن متمسكون بهؤلاء السياسيين وان جاؤنا باسم الدين .
عزيزي ليست الامور كما تظن وانها على اهؤاءك ورغباتك وان الامام - عجل الله فرجه - منتظر دعائك حتى يظهر .
واننا منتظرون لظهوره المبارك . ونحن مشتتون متفرقون لا نعرف من ديننا الا رسمه . وان بين ظهارنينا مراجعنا العظام الذين
هم على خطى شريعة نبينا - صل الله عليه واله - والائمه الاطهار . كان بالاجدر بنا اذا نحب الامام المنتظر - عجل الله فرجه - اتباعهم
اولآ . ليس فقط التقليد والاحتفاظ بالرسائل العمليه ولا ندري ما بها ولا عملنا بحرف منها . فقد جعلناهم محل جدالنا وتعصبنا فقط .
وهم في رسالتهم يقولون لك بيني وبين الله هذا ما توصلت له اذا عملت به فانه يبرأك يوم القيامه .
من فتح الرساله العمليه لمقلده .
{ وفي غيبة النعماني روى مسندا عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه دخل عليه بعض أصحابه فقال له: جعلتُ فداك، أني واللهِ أحبّك
وأحبّ من يحبّك يا سيدي ما أكثر شيعتكم!
فقال [عليه السلام ] له : اذكرهم ، فقال : كثير ، فقال : تحصيهم ؟ فقال : هم أكثر من ذلك ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) :
(( أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ! ولكنّ شيعتنا من لا يعدو صوتُه سمعه ولا شحناؤه بدنَهُ ،
ولا يمدحُ بنا مُعلنا ولا يخاصِمُ بنا قاليا ، ولا يجالس لنا عايبا ، ولا يُحدّث لنا ثالبا ، ولا يحبّ لنا مبغضا ولا يبغض لنا محبّاً !
فقلت : فكيف أصنعُ بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنّهم يتشيّعون ؟
فقال ( عليه السلام ) : فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل ، يأتي عليهم سنونٌ تفنيهم ، وسيفٌ يقتلهم ، واختلافٌ يبدّدهم ،
إنّما شيعتنا من لا يهرُّ هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب ، ولا يسأل الناس بكفّه وإن مات جوعا .
قلتُ : جُعلت فداك فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة ؟
فقال : اطلبهم في أطراف الأرض ، أولئك الخفيض عيشهم ، المنتقلة دارهم ، الذين إن شهدوا لم يُعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا ، وإن
مرضوا لم يُعادوا ، وإن خاطبوا لم يزوّجوا ، وإن ماتوا لم يشهدوا ، أولئك الذين في أموالهم يتواسون ، وفي قبورهم يتزاورون ،
ولا تختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان )) .
وروى النعماني الحديث بسند آخر وفيه إضافة هي : (( وإن رأوا مؤمنا أكرموه ، وإن رأوا منافقا هجروه ، وعند الموت لا يجزعون
وفي قبروهم يتزاورون .
ماذا تقولون في كلام الامام المعصوم وتمر بنا تلك السنين التي تفنينا . وتلك الجماعات المرتده تتكالب علينا نتيجة اختلافنا وتمزقنا وادعائنا التشيع بنفاق
الامام المنتظر - عجل الله فرجه الشريف - ينتظرنا هو وليس نحن المنتظرين !!
الارض الرابعه والتي تسمى الاولى . وهي ليست من ارض الدنيا ولا من ارض الاخره . ولا من ارض البرزخ . وانه سار بسرعه لتجرده من هذه الدنيا
الكثيفه الجسمانيه الى النشأه اللطيفه والتي هي بعد تلك النشأه الكثيفه .
انظر اخي الى قولهم - سلام الله عليهم - في الزياره الجامعه { وححج الله على اهل الدنيا والاخره والاولى } . ركزوا سلام الله عليهم على الدنيا لانها
ارض التكليف والاخره لانها ارض الحساب والاولى لانها ارض الامام المنتظر - عجل الله فرجه الشريف .
الامام المنتظر - عجل الله فرجه - هو الذي ينتظرنا في تلك الارض . فيجب علينا العمل بتعاليم ديننا ومعالجة انفسنا للحصول على التجرد لكي نسير
بالسرعه التي توصلنا اليه .
للموضوع بقيه
والحمد لله رب العالمين