كان للرشيد جارية سوداء ، اسمها خالصة . ومرة ، دخل ابو نواس على الرشيد ، ومدحه بأبيات
بليغه ، وكانت الجارية جالسة عنده ، وعليها من الجواهر والدرر ما يذهل الابصار ، فلم يلتفت
الرشيد اليه . فغضب ابو النواس ، وكتب ، لدى خروجه ، على باب الرشيد :
لقد ضاع شِعري على بابكم ......... كما ضاع در على خالصة
ولما وصل الخبر الى الرشيد ، حنق وارسل في طلبه . وعند دخوله من الباب محا تجويف العين من
لفظتي ( ضاع ) فأصبحت (( ضاء )) . ثم مُثل أمام الرشيد . فقال له : ماذا كتبت على الباب ؟
فقال :
لقد ضاء شِعري على بابكم ........... كما ضاء در على خالصة
فأعجب الرشيد بذلك واجازه . فقال احد الحاضرين : هذا شعر قلعت عيناه فأبصر .
قال احدهم للشاعر الظريف كلثوم بن عمرو العتابي(*) ، عندما كان يأكل خبزا على الطريق :
ويحك ياعتابي ، الاتستحي ؟
فقال : لو كنت في حظيرة ، أكنت تستحي ان تاكل وما فيها من البقر يراك ؟
قال الأول : بالطبع لا .
فقال : اذاً انتظر حتى أُريك انهم بقر .
فوقف العتابي يخطب في الناس ، ويعظ ، ويدعوا حتى كثر الزحام ، ثم قال لهم :
روى لنا غير واحد انه من بلغ لسانه ارنبة انفه دخل الجنه !!
فأخذ كل واحد من الحضور يخرج لسانه ، ويقيسه ليراه اذا بلغ ارنبة انفه ام لا.
ولما تفرق الجمع ، قال العتابي للرجل :
ألم أقل لك أنهم بقر ؟!!!!!!!!