اليوم.. الذكرى الـ103 لنجم الكوميديا إسماعيل ياسين
تمر اليوم الذكرى الـ103 على ميلاد أيقونة الكوميديا فى مصر والوطن العربى النجم إسماعيل ياسين، ورغم أن إسماعيل ياسين كان ومازال أسطورة الكوميديا فى الوطن العربى، حيث إنه كان يضحك الكبير قبل الصغير، إلا أنه لا أحد يعلم أن حياة هذا النجم الذى أضحك الملايين على مر الأجيال كانت مليئة بالمآسى والأحزان، حيث بدأت حياته حزينة وانتهت بقصة مأساوية للغاية، فعاش نجم الكوميديا إسماعيل ياسين طفولة بائسة مشردة، بعد وفاة والدته وهو طفل صغير ودخول والده السجن عقب إفلاس محل الصاغة الذى كان يمتلكه وتراكم الديون عليه، فلم يستطع إسماعيل الذى ولد فى محافظة السويس إكمال تعليمه الابتدائى، حيث ترك المدرسة وعمل مناديًا أمام محل لبيع الأقمشة ليستطيع الإنفاق على نفسه، ووجد إسماعيل فى نفسه موهبة الغناء وتأثر كثيرًا بالموسيقار محمد عبد الوهاب وأعد نفسه ليكون مطربًا مثله، وانتقل إلى القاهرة فى سن السابعة عشرة محاولا تحقيق حلمه وانضم إلى فرقة بديعة مصابنى، والتفتت إليه السينما، حيث قدمه فؤاد الجزايرلى فى فيلم “خلف الحبايب”، وبعدها قدم عددًا كبيرًا من الأدوار الصغيرة حتى استطاع أن يثبت نفسه فى أدوار البطولة واتجهت إليه أنظار المنتجين ليقدم سلسلة من الأفلام تحمل اسمه منها “إسماعيل ياسين فى الطيران”، و”إسماعيل ياسين فى الجيش”، و”إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين”، كما أصبح ياسين ملكًا متوجًا على عرش المنولوج لمدة 10 سنوات كاملة.
كما ساهم إسماعيل ياسين فى صياغة تاريخ المسرح الكوميدى المصرى وكون فرقة عام 1954م تحمل اسمه بشراكة توأمه الفنى “أبو السعود الإبيارى”، والتى ظلت تعمل على مدى 12 عامًا قدم من خلالها ما يزيد على 60 مسرحية بشكل شبه يومى منها “عفريت خطيبى”، و”الحب لما يفرقع”، “يا الدفع يا الحبس” وغيرها،.
ومن المواقف النادرة والغريبة التى تعرض لها إسماعيل ياسين بسبب شهرته هو دعوته فى عام 1950 لإلقاء بعض مونولوجاته أمام الملك فاروق فى الاستراحة الملكية للتسلية عنهم وقال الملك لإسماعيل: “يلا يا إسماعيل سمعنا نكتة جديدة”، ومن فرط ارتباك إسماعيل وحظه السىء أيضا بدأ النكتة قائلاً: “مرة واحد مجنون زى جلالتك كده، فصرخ الملك: أنت بتقول إيه؟ يا مجنون”، أدرك إسماعيل الموقف فما كان منه إلا أن سقط متظاهرًا بالإغماء، وغادر الملك غاضبًا لمتابعة بقية الحفلة، وإن ظل بعض رجال الحرس حول إسماعيل، لينفذوا العقاب الذى سيأمر به جلالة الملك.
يوسف رشاد- طبيب الملك الخاص- قال لتمرير الموقف، إن إسماعيل مريض، تصيبه حالات من ضعف الذاكرة وفقد الإدراك، وهو فى حاجة لأن يقضى فترة تحت الرقابة الطبية لمعالجة هذه الحالة، فأمر الملك بإيداعه “مستشفى الأمراض العصبية والنفسية”، وصدرت الصحف فى اليوم التالى مشيدة بالعطف الملكى الكريم على إسماعيل ياسين، الذى عاوده مرض الصرع أثناء الحفل الخيرى، فأمر الملك بعلاجه على نفقته الخاصة.
وبعد 10 أيام، غادر إسماعيل المستشفى لكن محنته مع الملك ظلت ذكرى أليمة، فكان يخشى أن يعاود التنكيل به وظل فى هذا الوضع لمدة عامين إلى أن قامت ثورة 23 يوليو والتى غنى لها إسماعيل ياسين.
ولكن الحياة أبت الابتسام لإسماعيل كثيرا، حيث أصيب بمرض القلب وتراكمت عليه الضرائب والديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية، كما تم الحجز على العمارة التى بناها بكفاح عمره ليخرج من رحلة كفاحه الطويلة دون شىء يملكه، ثم سافر إلى لبنان وشارك هناك فى بعض الأفلام بأدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه، وعمل مرة أخرى كمطرب للمنولوج كما بدأ ثم عاد إلى مصر محطما كسيرا وعمل فى أدوار صغيرة أيضا بمصر دون أن يرحمه أحد أو يراعى تاريخه الفنى العريق حتى وافته المنية إثر أزمة قلبية حادة فى 24 مايو 1972 قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير فى فيلم من بطولة النجم نور الشريف.
إسماعيل ياسين مع الشاويش عطية الذى شاركه معظم أفلامه
إسماعيل ياسين يقرأ الجريدة
إسماعيل ياسين مع النجم الراحل محمود المليجى
إسماعيل ياسين فى بدايته الفنية مع شادية وشكوكو وزينات صدقى
إسماعيل ياسين فى مشهد من فيلم الستات ميعرفوش يكدبوا
إسماعيل ياسين مع ابنه ياسين
إسماعيل ياسين يقدم دور امرأة
منقول
رد مع اقتباس
