المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حيدر (البغدادي)
سيدتي الكريمه
ان القومية بافكارها المختلفة والمتعددة واينما وجدت هي حركات اجتماعية وايديولوجية سياسية رادفت ومفهوم الامة التي نشأت في بدايات النهضة والتحرر هنا في المشرق العربي وفي الغرب الاوربي مع الثورات , منها الثورة الصناعية وغيرها .
قبل القرن التاسع عشر لم تكن القومية معروفة بهذا المعنى والتفسير والتطبيقات التي حدثت بعد ذلك , وبمعناها المتداول المعروف الان . جميع الحضارات العالمية نشأت على اسس دينية والشواهد في الكتب التاريخية والدينية والجغرافية تثبت ذلك .
اذن لم تكن القومية يوما شعارا او اسما او هدفا لحضارة ما لأي شعب من شعوب الارض , لنأخذ مثالا من التاريخ الحديث وهذا ما يهمنا , جميع الحضارات الاوربية قامت تحت أسم / الحضارة المسيحية الغربية / , لهذا قد سيطرت الكنيسة على مجريات الحياة العامة كافة بمختلف مجالاتها وانواعها واشكالها , كذلك في الشرق والدول العربية والاسلامية قامت حضاراتها تحت عنوان / الحضارة الاسلامية / , لكن هناك اختلاف كبير , بان منذ حوالي 1430 عام وظهور الاسلام اتخذوا الدين كرمز وشعار وهدف لحضارتهم , ولا يزالون متمسكين بهذا المفهوم بعد ان تخلت عنه جميع الحضارات في العالم وخاصة الاوربية .
ومن المضحك هنا ان الاسلام لم يربط القومية العربية بالدين الاسلامي بالرغم من ان في القران تكلم عن العرب والعروبة ولغتهم كثيرا , بل القوميون العرب او ما نسميهم بالقومجية بادروا بربط القومية بالاسلام والدين . في الاسلام كما هو معروف لا يعطي جوابا محددا وواضحا ومفهوما , بل يعطي عدة تفاسير واحتمالات واسماء مختلفة وروايات منقولة بلغة ونظرية العنعنة وفي النهاية الله اعلم ! , لكي تبقى تائها ولا تفكر وتسأل , يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم .
فالا يوجد تفسير واضح في الاسلام عن مفهوم القومية , من قال أن القومية هي الوطن او الجماعة أو اللغة او النسب والخ , الله اعلم . بمنظور الاسلام فان الدعوة الى القومية العربية يؤدي الى التقسيم والتفرقة بين الامم والقبائل المسلمة , القومية عادة جاهلية وهي دعوة فساد والحاد ولها اهداف خبيثة من اهمها , فصل وعزل الدين عن الدولة والسياسة , القومية دعوة غش ومكر وخداع ومحاربة الاسلام والقضاء عليه .
ان القومية في المفهوم الغربي تمثل الجميع , وهي على نقيض وخلاف عند التيارات والحركات السياسية والفكرية العربية التي شوهت القومية وانزلتها الى الحضيض لانها لم تعرف يوما ما المعنى الحقيقي والصحيح لمفهوم ومصطلح القومية , انطلاقا من بعض المفاهيم المغلوطة والاراء التي جاءت من بعض الذين ادعوا بانهم من المفكرين والنخبة التي آمنت بانها المخولة فقط لقيادة هذه الشعوب وتسيرها , نظريتهم تقول / لا ناخذ القشور من الغرب وانما الجوهر وهذا يتم تعديله ايضا ليتماشى والعقل العربي , بعد ذلك يقولون انها تجربتنا واشتراكيتنا وديمقراطيتنا الخاصة بنا , متناسين بان الديمقراطية والاشتراكية واي مفهوم سياسي او اقتصادي او علمي او ثقافي والخ هو نفسه في اميركا او في العراق او جنوب افريقيا , لهذا قاموا عمدا بتشويه القومية حيث بدلوا الجميع بشخص واحد لولاه لم تشرق الشمس وتسقط الامطار وتم تحويلها الى شخصيات مؤلهة تمثل الجميع , كما حصل مع عبد الناصر في مصر وصدام في العراق والقذافي في ليبيا , ونستطيع القول ان الحالة هذه تنطبق على جميع الانظمة العربية والاسلامية .
توضيح اخير
ان مؤسسي الفكر القومي العربي اغلبهم كانوا من المسيحيين بالرغم من اكثرية هؤلاء ليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالعرب والعروبة والاسلام , ألا القليل منهم يقول انه من اصول وجذور عربية , لان المسيحيين في الدول العربية والشرق الاوسط معروف تاريخم وانتمائهم العرقي منذ الاف السنين , هناك الشعب المصري القبطي الفرعوني , السريان في سوريا ولبنان ودول اخرى , العراق هناك الاشوريين والكلدانيين , والقائمة طويلة في الدول العربية الاخرى , أما العرب اصولهم وجذورهم من الجزيرة والصحراء العربية وما تسمى اليوم بالسعودية .
السبب الرئيسي لقيام بعض المسيحيين للترويج للفكر القومي وتاسيس احزاب قومية كان خوفهم على الاقليات والمسيحيين بصورة خاصة بعد زوال الاستعمار العثماني والقديم وتحرر الدول العربية ومجيئ انظمة اسلامية تحكم بالشريعة ويتم تكرار الماسي السابقة في قهر واضطهاد الاقليات والنصارى واعتبارهم من اهل الذمة وتدفع الجزية ومواطن من الدرجة الثالثة وكافر ويعبد ثلاثة الهة , وتطبق عليه الوثيقة العمرية الفاشية السيئة السيط والسمعة وغيرها من القوانين المجحفة والجائرة ويقولون عنها بانها تشريع الهي , وان تكرار قال الله ورسوله وهذا الشرك بالله في كل شيئ يخص الحياة العامة والخاصة . اذن ترعرعت القومية العربية وازدهرت منذ الاربعينات الى نهاية السبعينات من القرن الماضي .
الانهيار التدريجي :
اسف على الاطاله تقبلووو مروري