إيلي مندلق
بولندا
تعادل المنتخبان الإسباني والإيطالي بهدف لمثله في المباراة التي جمعت بينهما على استاد غدانسك في بولندا مساء اليوم الأحد في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة في بطولة أمم أوروبا 2012 التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا حتى الأول من تموز/يوليو المقبل.
جاءت المباراة مفتوحةً ومثيرةً وحماسية جداً قدّم في خلالها الطرفان "سيمفونية كروية" جميلة جداً، وتبادلا السيطرة والهجمات حتى افتتح البديل أنطونيو دي ناتالي التسجيل في الدقيقة 61 قبل أن يدرك تشيسك فابريغاس التعادل في الدقيقة 64.
وجهاً لوجه
فشل الإيطاليون في تحقيق ثأرهم من الإسبان الذين أخرجوهم من الدور ربع النهائي لنسخة 2008 بالفوز عليهم بركلات الترجيح (4-2) بعد أن تعادلا صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي، وقبل ذلك كان المنتخبان قد التقيا مرة واحدة في المسابقات الرسمية وجاءت في ربع نهائي كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة حيث فازت إيطاليا (2-1) وتابعت طريقها إلى النهائي حيث خسرت بركلات الترجيح أمام البرازيل بعد تعادل الفريقين من دون أهداف طوال 120 دقيقة.
أما آخر مواجهة بين الطرفين فكانت ودية وفازت بها إيطاليا بنتيجة (2-1) في 10 آب/أغسطس الماضي في باري، ولا تزال إيطاليا تتفوق تاريخياً بـ11 فوز مقابل 8 خسارات في حين تعادل الفريقان 10 مرات.
الخطة
لعب المدرب الإيطالي تشيزاري برانديلي بخطة 3-5-2 مشركاً لاعب الوسط دانييلي دي روسي في قلب الدفاع مكان الغائب أندريا بارزالي، وعاونه كل من جيورجيو كيييليني وليوناردو بونوتشي، أما خط الوسط فتألف من ايمانويلي جياكشيريني وكلاوديو ماركيزيو واندريا بيرلو وتياغو موتا وكريستيان ماجيو في حين لعب في خط الهجوم كل من ماريو بالوتيلي وأنطونيو كاسانو.
في المقابل، اعتمد المدرب الإسباني فيسنتي دل بوسكيه على خطة 4-3-3 مشركاً في الدفاع كلاً من جوردي ألبا على الناحية اليسرى وأربيولا على اليمنى وسيرجيو راموس وجيرار بيكيه في قلب الدفاع، أمام في الوسط، فأقحم كلاً من تشابي الونسو وسيرجيو بوسكيتس وتشافي، فيما أشرك في خط المقدمة كلاً من أندريس انييستا على الجناح الأيسر ودافيد سيلفا على الأيمن فيما لعب سيسك فابريغاس في الوسط من دون الاعتماد على مهاجم صريح مثل فيرناندو توريس في ظل غياب دافيد فيا.
إيطاليا الجريئة
لعب الفريقان بحذر منذ الدقائق الأولى، قبل أن تميل السيطرة للمنتخب الإسباني حامل اللقب وبطل كأس العالم الذي انتظر حتى الدقيقة 11 ليشن أول هجمة معاكسة عبر ثلاثي المقدمة انييستا وفابريغاس ودافيد سيلفا الذي اخترق المنطقة الإيطالية وهو في وضعية جيدة أمام المرمى لكنه تسديدته الضعيفة لم تقلق الحارس الكبير جيانلويجي بوفون.
وفي أول ردة فعل من جانب الـ"سكوادرا أتزورا" احتسب الحكم خطأ على سيرجيو راموس الذي اعترض كاسانو في الدقيقة 13، وانبرى بيرلو لركلة حرة نفذها من مسافة 20 متراً طار لها كاسياس وأبعدها عن المرمى.
واقتسم الفريقان السيطرة على الكرة مع أفضلية نسبية للإسبان الذين فشلوا في اختراق الخطوط الخلفية لمنافسهم الأزرق الذي هدد مرماهم في الدقيقة 23 عندما مرر ماركيزيو كرة جميلة إلى كاسانو الذي أطلقها قوية لكنها مرت أمام المرمى حيث بالوتيلي الذي لم يتمكن من استثمارها.
وفاجأ انطونيو كاسانو دفاع "لا فوريا روخا" بتوغل جريء في الدقيقة 33 لكن تسديدته المحكمة تصدى لها كاسياس الذي أوقف بعد دقيقتين تسديدة قوية ثانية أطلقها ماركيزيو من 25 متراً اثر كرة مرتدة وصلته من منطقة الجزاء حيث نجح كاسانو مرة أخرى في الاختراق.
وحاول أبطال العالم خطف هدف في الدقائق العشر الأخيرة قبل الاستراحة، وكادوا ينجحون في مسعاهم عندما أنقذ المدافع بونوتشي المرمى الإيطالي من كرة صوبها انييستا من مسافة قريبة في الدقيقة 42 قبل أن يرسل تشافي إلى زميله انييستا الكرة من حوالي 30 متراً روضها الأخير وأطلقها قوية علت مرمى الحارس بوفون.
وفي الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً عن ضائع، ارتدى كاسياس قفاز الإجادة مرة جديدة وأنقذ فريقه من هدف محقق عندما تصدى بذراعه لكرة رأسية جميلة جداً صوبها موتا غير المراقب بعد أن تلقى عرضية من ماجيو على الجانب الأيمن لينتهي الشوط الأول بنتيجة لا تعكس الأحداث المثيرة التي دارت طوال أكثر من 45 دقيقة كانت الأفضلية فيها لتشكيلة المدرب برانديلي.
إثارة وجمالية
انطلق الشوط الثاني كما انتهى الأولى، لعب مفتوح ولمسات جميلة وهجمات متبادلة استهلها الإسبان بتسديدة جميلة لفابريغاس في الدقيقة 49 أنقذها بوفون ببراعة قبل أن يمرر الأخير بعد دقيقتين كرة في العمق إلى إنييستا الذي صوبها على المرمى لكنها تحولت من أطراف أصابع بوفون إلى خارج المستطيل الأخضر.
وفي الدقيقة 54 كاد المنتخب الإيطالي أن يخطف هدف التقدم من هجمة مرتدة قادها ماريو بالوتيلي الذي تواجه مع الحارس، لكن تأخره في التنفيذ أتاح لسيرجيو راموس انتزاع الكرة منه في لقطة بدت كأن راموس أعاق اللاعب الإيطالي الذي طالب مع زملائه بركلة جزاء لم يحتسبها الحكم.
ودفع بالوتيلي في الدقيقة 57 سريعاً ثمن إهداره هدفاً في مباراة لا ينفع فيها الندم، فأخرجه برانديلي ودفع مكانه بأنطونيو دي ناتالي الذي أثلج صدور الإيطاليين لدى دخوله بافتتاحه التسجيل في الدقيقة 61 اثر تمريرة بينية جميلة جداً من "مايسترو" الفريق بيرلو الذي ضرب بها ظهر الدفاع قبل أن يتلقفها دي ناتالي ويخدع كاسياس بتسديده الكرة بقدمه اليمنى على يسار كاسياس.
لم يفرح الإيطاليون كثيراً بالهدف إذ سرعان ما نفض حاملو اللقب غبار الخيبة عنهم وعادلوا النتيجة بعد ثلاث دقائق عندما مرر دافيد سيلفا الكرة بـ"حرفنة" إلى فابريغاس داخل منطقة الجزاء فتلقفها الأخير وأرسلها بقدمه اليسرى إلى داخل الشباك.
وأخرج دل بوسكي صانع الهدف ومسجله ودفع بكل من خيسوس نافاس وفرناندو توريس الذي كاد يخطف هدف التقدم في الدقيقة 75 عندما تلقى كرة من العمق وانفرد بالحارس بوفون الذي تفوق عليه وتمكن من تشتيت الكرة من أمامه قبل أن يرد دي ناتالي بعد دقيقتين بكرة سبح لها وسددها على الطائر مرت بجانب المرمى.
وعلى الرغم من مرور الدقائق، واصل الفريقان عزف سمفونية كروية نادرة نفذها لاعبو الفريقين الذين أمتعوا من حضر إلى استاد غدانسك ليتفرج، والملايين التي شاهدت عبر الشاشات، وتوالت الفرص على المرميين، وكاد توريس في الدقيقة 85 أن يخدع بوفون مرة أخرى وهو في مواجهته، لكنه تسرّع وسدد الكرة "ساقطة" على سقف المرمى وسط استياء نافاس الذي كان على يمينه والمرمى مشرّع أمامه.
ورغم تفوّق الإسبان في الدقائق العشر الأخيرة تمكن ماركيزيو من اختراق الجدران الإسبانية وصوّب على المرمى، لكن كاسياس تمكن من السيطرة على المستديرة قبل أن يسدل تشابي ألونسو الستارة على "العرض" في الدقيقة 92 بتسديدة جميلة مرت بجانب المرمى الإيطالي.
التشكيلتان:
إيطاليا: بوفون – بونوتشي، دي روسي، كييليني – ماركيزيو، موتا (نوتشيرينو د89) ، ماجيو، بيرلو، غياتشيريني – بالوتيلي ( دي ناتالي د56)، كاسانو (جيوفينكو د65).
المدرب: تشيزاري برانديلي
إسبانيا: كاسياس – أربيولا، بيكيه، راموس، ألبا – بوسكيتس، تشافي، ألونسو – إنييستا، سيلفا (نافاس د66)، فابريغاس (توريس د 74).