يا أيّها الجـلاّدُ أبعِدْ عن يدي
هـذا الصفَـدْ
ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ
ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ
ولـمْ يبـقَ جسَـدْ
كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا
فيـه عظـامٌ ونكَـدْ
فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـاً
بِحبـلٍ منْ مَسَـدْ!
مواطِـنٌ قُـحٌّ أنا كما تَرى
مُعلّقٌ بين السمـاءِ والثّـرى
في بلَـدٍ أغفـو وأصحـو في بلَـدْ!
لا عِلـمَ لـي وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ
فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرُّشـدَ
ضيّعـتُ الرّشـَدْ
وإنّني - حسْبَ قوانينِ البلَدْ - بِلا عُقـدْ
أذنـايَ وَقْـرٌ وَفَمـي صَمـتٌ
وعينـايَ رَمَـدْ
من أثـرِ التّعذيبِ خَـرَّ مَيّـتاً
وأغلقـوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ:
ماتَ ( لا أحَـدْ ) !
*احمد مطر .