Sunday 10 June 2012
"رائد حسين" شاب عراقي يعزف للسجناء!
يقيم أمسيات ثقافية يستعرض فيها إبداعاته وسط إقبال كبير من المحبوسين على ألحانه الحزينة
العربية نت - الناصرية
في مجتمع مازال يعاني من آثار الحروب المدمرة، وحيث ينتشر العنف بأقسى صوره، اهتدى الشاب رائد حسين، عازف العود، والذي يشتغل شرطياً في سجن عراقي، إلى وسيلة لطيفة لإقناع السجناء بترك العنف والتفكير بإيجابية.
وفي قرار شخصي يعكس تفكيره الإيجابي، دأب رائد حسين على العزف يومياً في السجن وإسماع المحبوسين مقطوعات موسيقية دافئة، تعيد لهم البسمة التي افتقدوها مع فقدان نسيم الحرية وراء القضبان.
واختار رائد أن ينظم بمفرده أمسيات ثقافية داخل السجن يستعرض فيها مهاراته في العزف على آلة العود، مقدماً لهم وجبة موسيقية مما يستجد في عالم العزف، عسى أن تقنعهم نغماته بالعدول عن حياة العنف.
وفي هذا الإطار، قال الشاب رائد حسين لقناة "العربية" إن "الصدفة دفعته للعمل كشرطي في هذا المجال، رغم حصوله على شهادة جامعية"، معرباً عن استغرابه الكبير لطريقة التربية التي يحظى بها الأولاد في مجتمعاتنا.
وتساءل: "لماذا يكون المسدس أجمل لعبة نقدمها لأطفالنا، ولماذا لا تكون الهدية عبارة عن آلة موسيقية أو شيء آخر بدل السلاح".
تجدر الإشارة إلى أن آلة العود وجدت أقدم نماذجها في آثار الحضارتين العراقية والمصرية، وهي بذلك واحدة من أقدم الآلات الموسيقية في العالم.
وفي العراق، يرى صانعو هذه الآلة العود أنها اكتسبت تحت أيديهم شهرة خاصة، فهم يقولون إن مصر مشهورة بصناعة آلة القانون، وسوريا مشهورة بصناعة الناي بسبب القصب الحلبي الجيد، وإيران بآلة السنطور، وتركيا بآلة البزق، أما العراق فمشهور بآلة العود.