العراق الى اين..؟ / اعداد مرتجى رفعت
السيد العبادي ماذا تنتظر بعد ؟
منذ تولي رئيس الوزراء الحالي السيد حيدر العبادي رئاسة الوزراء ونحن نرى التفائل واضح بأعين الناس لغدِ مزهر قد يكون مستقبل افضل من الماضي الذي عشناه وسمعنا به,ولم يتولد هذا الامل من فراغ بل نتج من القرارات والاصلاحات التي صرح بها السيد العبادي منذ توليه منصبه الى الان كأوامره بإستقاله نواب رئيس الجمهورية وغلق مكتب القائد العام للقوات المسلحة وفتح الطريق الى المنطقة الخضراء وايضا توجيهه بتسهيل فتح القروض امام الفلاحين ومحاولته ( الظاهرية ) لكشف الفاسدين وتضييق النطاق عليهم وغيرها من الاصلاحات التي سمعنا بها.
وقد اثرت هذه التصريحات في مجالس المحافظات التي قدمت كما سموها ( حزمة الاصلاحات ) كما نشرت,وشاهدناه من تصريحات اقالة وتفويض ..
وفي هذه المدة سمعنا الكثير من الكلام حول الاصلاحات والارتقاء بمجتمع افضل ورفع المستوى المعيشي وطرد داعش وغيرهم من الذين يدنسون بلادنا الحبيبة لكن كل هذا كان مانستطيع تسميته مجرد كلام بلا افعال فمن اول تصريح للسيد العبادي وهو لم يبادر رسمياً بفعل تصريحاته والعمل بها بل اكتفى بالقاء الخطابات ومحاولة اخذ المزيد من الصلاحيات وضمها الى نفسه لتوسيع قدرته وسيطرته بصورة قانونية اضافة بما يمتلك من سلطة كرئيس لوزراء البلد الذي هو ليس مسؤولا عن السلطة التنفيذية فقط انما عن التشريعية ايضا بحسب الدستور العراقي.
بعد فترة من الزمن على تسلم العبادي صلاحياته انتشرت التظاهرات في اغلب محافظات العراق تضامننا معه رافعة شعارات مؤيدة لرئيس الوزراء وموجهته لكشف الفساد والتخلص من المندسين في العمل السياسي والغير وطنين ومن يدعون النزاهة وهم من سرقوا الوطن وغير ذلك كما رأينا من خلال وكالات الانباء,تزامناً مع المظاهرات التي خرجت في ساحات الاعتصام دخلت المرجعية الدينية الساحة بتصريحاتها مساندةً لسيد العبادي لتخليص الشعب من الحالة التي يعيشها مع انه يعيش في ارض تملك امكانيات صنع دول وليس دولة واحدة وهذا التصريح الذي نستطيع ان نعده مفاجئ ( لعدم مساندة المرجعية الدينية في النجف الاشرف اي شخصية سياسية من قبل ) اثقل كفة الميزان لصالح السيد العبادي وزادت صلاحياته وسندته في الكثير من المواقف.
عند تولي السيد العبادي رئاسة الوزراء عوضا عن المالكي سمعنا اشاعات ملخصها ان حزب الدعوة ضد تولي السيد العبادي رئاسة الوزراء لكن وبعد فترة قليلة شهدنا تصريحا من الحزب المذكور انهم مع العبادي وسند له ومتوافقين مع تصريحاته وحزمه الاصلاحات التي اقرها.
كل تلك الفقرات التي تذكرناه عملت حاجزاً لايمكن ان يكسر او يمس من احدهم وسدت جميع الثغرات التي قد توجد لدى العبادي او الاخطاء التي قد يرتكبها فيما بعد (نظرا لأننا لم نرى شئً ملموساً منه الى الان ) ولا اعتقد ان العبادي سيصدر قرار ضمن صلاحياته ويعترضه احد بأي وسيلة كانت لعدم قدرت اي شخص على مواجهة المقبولية للسيد العبادي التي نراها منتشره الان في كل مكان بحسب التظاهرات ورأي المرجعية الدينية في النجف الاشرف.
لكن في اول ايام تولي السيد العبادي رئاسة الوزراء شاهدنا ضعفاً منه على لسانه عندما قال في جلسة النواب ( عند التصويت على الوزراء ) حيث قال ( اعتذر عن عدم نقل كلام السيد العبادي بصورة حرفية ) : هذه القائمة تحوي اسماء الوزراء الذين سوف يصوت عليهم مجلس النواب في هذه الجلسة ومع ان من صلاحياتي تمكنني من عدم قبول اي شخص ارفضه الا اني نزلت عند طلب الاحزاب والكتل السياسية لترشيح بعض الوزراء !!,مع الرغم ان عندها لم يكن يمتلك هذا الكم من القبولية في الشارع العراقي الى انه كان يستطيع رفض الوزراء الذين يعترض عليهم لكنه في الحقيقة لم يفعل وطرح الاسماء التي تمت الموافقة عليهم جميعا ذاك اليوم.
من ماسردناه سابقاً استخلص ان السيد العبادي دخل بنية صادقة ( ظاهرياً والله اعلم ) ولكن ليس لديه الشجاعة والقوة كما صرح الكثير من السياسيين بذلك ومنهم النائب الشمري قائلا ان على العبادي التحلي بالشجاعة لمحاربة الفاسدين بدل حمايتهم !! ( *السومرية نيوز)
السيد العبادي ان الشعب والمرجعية خولتك كامل قواها ودعمها لك على تغيير الحال والوضع الراهن الذي يأس العراقيين منه لمزامنتهِ لهم على مدة سنين طويلة تجرعوا فيها الهم والخوف والذل والفقر والكثير من الامور التي لانريدها ان تعاد.
طلبنا التغيير ولبيت فما السبب الذي لم يجعلك تحرك ساكنا بصورة فعلية بعد كل ماقمنا به لأجلك؟
الموضوع حصري لمنتديات درر العراق وتذكروا ان ردودكم تعبر عن مستوى ثقافتكم ودعونا نترك انطباعا جيدا لمنتدانا عند الزوار