يعد الحصول على القسط الكافي من النوم من أكبر التحديات التي تواجهنا في هذا الوقت، من المعروف أن النوم بمعدل 7 ساعات يوميا كاف لجعلك صحي ومتيقظ ولكن هل هناك موعد محدد ومثالي للخلود إلى النوم؟
يقسم الناس عادة إلى قسمين، محبي الاستيقاظ الباكر ومحبي السهر الطويل وهذا التقسيم يعتمد على ساعاتك البيولوجية الخاصة التي تنظم إيقاعات حياتك كلها. منطقة صغيرة تحت المهاد في الدماغ تدعى النواة فوق التصالبية suprachiasmatic nucleus (SCN) وهي التي تتحكم في ساعتنا البيولوجية. تدور هذه النواة أو – الساعة- بشكل متواصل كل أربع وعشرين ساعة. نومنا ويقظتنا كلها مرتبطة بالنشاط وبالهرمونات التي تفرزها هذه النواة.
يلعب تقلب الليل والنهار دورا مهما في تنظيم ساعتنا البيولوجية كذلك. تقول باحثة النوم سالي فيرغوسن من جامعة كوينزلاند الاسترالية “إن وضعت إنسانا في بيئة خالية من تعاقب الليل والنهار ومن أي دلالة على أخرى على اختلاف الوقت فإنه بالتأكيد سينام 24 ساعة، الضوء هو أقوى منبه لساعتنا البيولوجية وهو ما يبقينا متصلين ومنتظَمين مع بيئتنا الخارجية”
لذا، هل يتوجب علينا جميعا أن ننام عند مغيب الشمس وأن نستيقظ عند شروقها ؟ لا، ليس بالضرورة أن نفعل ذلك. رغم أن التعرض للضوء مرتبط ارتباطا وثيقا مع إنتاجنا للميلاتونين، الهرومون الذي يجعلنا نشعر بالنعاس. فعندما نتعرض للشمس أو الضوء، يقلل دماغنا إفراز الملاتونين ولهذا نبقى متيقظين. ولكن الأفراد مختلفون في درجة تجاوبهم مع الملاتوينين خصوصا عندما يحل الظلام، ولهذا يختلف موعد الخلود إلى النوم من شخص إلى آخر.
يضيف الباحث رافييل بيلايو لصحيفة وول ستريت ” إنه من الخطأ أن تخلد للنوم مبكرا جدا، محاولتك أن تنام بينما يريد جسد الاستيقاظ تشبه إلى حد بعيد السباحة عكس التيار”.
بصيغة أخرى، إن كنت تقاوم ساعتك البيولوجية الطبيعية وتجبر نفسك على النوم، لن تحصد إلا القلق والتوتر. وتوضح الباحثة اليسون سيبيرن من جامعة ستانفورد، إنّ أفضل وقت للخلود إلى النوم هو الوقت الذي تشعر فيه بالنعاس وهذا ما يجعل الأمر أسهل على من لا يملكون نظام نوم محدد كالأطباء مثلا.
ورغم ذلك، فإن الخبراء يوصون دوما بأن أفضل طريقة للحصول على نوم جيد وصحي هو ضبط موعد الاستيقاظ صباحا والخلود للنوم عند النعاس. وهو أمر قد يتغير من يوم لآخر. ولتحديد موعد نومك المثالي، اضبط المنبه على وقت محدد وحدد ساعات النوم المعتادة التي تحتاجها كل ليلة، وأعد ضبط المنبه على 15 دقيقة قبل الموعد الذي حددته مسبقا. يضيف بيلايو ” إن تحديد وقت نومك أكثر سيساعدك على ضبط ساعتك البيولوجية، النوم أسرع وبصورة أعمق كذلك”
ملاحظة أخيرة مهمة حول نوعية النوم، نحن ننام تقريبا في دورات قدرها 90 دقيقة، ننتقل من النوم الخفيف إلى العميق (مرحلةREM الأحلام وحركة العين السريعة) وهذا ما يحصل تقريبا في النصف الثاني من الليل، لذا إن كنت تخلد للنوم مبكرا –قبل منتصف الليل- هذا يعني أنك ستحصل على نسبة أكبر من النوم العميق وسيجعلك ذلك أكثر إنتاجية وتيقظا في اليوم التالي >