اليكم الوجوه في أمية النبي صلى الله عليه وآله هي :
.
الأول: كونه صلى الله عليه وآله من قوم أمّيين، والأمّي في لغة العرب الذي لا كتاب له من مشركي العرب. وكان أكثر قومه صلى الله عليه وآله كذلك ويؤيّد ذلك المعنى من الأمّي قوله تعالى: ( هُوَ الَّذي بَعَثَ في الأمِّيِّينَ رَسُولاً منْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإنْ كَانُوا منْ قَبْلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ )
.
الثاني: كونه صلى الله عليه وآله أميّا نسبة إلى مكة، وهي أمّ القرى.
.
الثالث: كونه صلى الله عليه وآله ممّن لم يقرأ ولم يكتب ويؤيّده قوله تعالى: ( وَما كُنْتَ تَتْلُوا منْ قَبْلِهِ منْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إذاً لارْتابَ الْمُبْطِلُونَ )، وهذه الآية تدلّ على أنّه صلى الله عليه وآله لم يقرأ ولم يكتب قبل نبوّته، من غير تعرّض لنفي الكتابة والقراءة بعدها ولا لإثباتها كذلك .
.
الرابع: كونه صلى الله عليه وآله أمّياً بمعنى أنّه صلى الله عليه وآله بعقله الكلّي أمّ الأقلام وبنفسه الكلّية أمّ الكتاب ولا يخفى أنّ المعنى الأخير أدقّ وأرقّ وفقاً للمشارب العرفانية كما نص على ذلك صاحب درر الفوائد..
1 (1267) [ص 1]