عقل الأطفال أكثر حساسية لاستخدام الإلكترونيات مما يظن أغلبنا، والواقع مختلف عن الاعتقاد الشائع، فالامر لا يحتاج للكثير من محاكاة الإلكترونيات لإبعاد عقل حساس وفي طور التطور عن مساره. يعتقد الكثير من الآباء خطأً، أن وقت استخدام الشاشة التفاعلي، كالانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، إرسال الرسائل النصية، الإيميل والألعاب، ليس ضاراً، خصوصاً بالمقارنة مع وقت الشاشة السلبي مثل مشاهدة التلفاز. غير أنه في الواقع، وقت الشاشة التفاعلي الأقرب للتسبب بمشاكل في النوم، المزاج والإدراك، لأنها الأقرب للتسبب في فرط الانفعال والاستخدام القهري. ما ينتج عنه العصبية، التوتر، المزاجية، والكسل.
إليك 6 آليات فسيولوجية تشرح ميل الإلكترونيات للتسبب في تقلبات مزاجية:
1. وقت الشاشة يعيق النوم ويجعل ساعة الجسد غير متزامنة
لأن النور من شاشة الأجهزة يحاكي النهار،مما يؤدي لكبح هرمون الميلاتونين، وهو إشارة نوم تفرز نتيجة الظلام. ويمكن لدقائق فقط من تحفيز الشاشة تأجيل إفراز الميلاتونين لعدة ساعات وجعل الساعة الجسدية غير متزامنة. وبمجرد إعاقة الساعة الجسدية، تحدث كل أنواع التفاعلات الغير صحية، مثل اختلال التوازن الهرموني وإلتهاب المخ. بالإضافة، أن الإثارة العالية لا تسمح بالنوم العميق، وبالنوم العميق نشفى.
2. وقت الشاشة يبلد نظام المكافأة المخي
العديد من الأطفال “متعلقون” بالإلكترونيات، وبالألعاب المفرزة للدوبامين، ” كيمياء “الشعور الجيد”، بحيث أن صورة المسح الدماغي ستبدو مثل مستهلك الكوكايين. لكن عندما يبالغ في نظم المكافأة، يصبحون أقل حساسية، ويحتاجون للمزيد والمزيد من التحفيز لاختبار المتعة. وحيث أن الدوبامين هاماً للغاية للتركيز والتحفيز، فلا داعي للقول، أن حتى التغيرات الصغيرة في حساسية الدوبامين يمكنها تعيث فساداً في كيفية شعور الطفل وعمله.
3. ينتج وقت الشاشة ” النور في الليل”
تم ربط النور وقت الليل من الإلكترونيات بالاكتئاب وحتى خطورة “العرضة” للانتحار في عدداً من الدراسات. كما أظهرت دراسات الحيوانات أن التعرض لضوء من شاشة قبل أو خلال النوم يسبب الاكتئاب، حتى عندما لا يكون الحيوان ناظراً للشاشة. رغم تردد الآباء في منع استخدام الإلكترونيات في غرف نوم الأطفال أحياناً، لقلقهم من دخول الطفل حالة من اليأس، إلا أن إزالة الضوء الضوء ليلاً حماية في الواقع.
4. يحفز وقت الشاشة ردود أفعال ناتجة عن التوتر
كل من التوتر الحاد ( فرط الانفعال) والتوتر المزمن ينتجا تغير في كمياء المخ والهرمونات التي يمكنها زيادة الانفعال. بوالتأكيد، يبدو الكورتيسول، هرمون التوتر المزمن، سبباً وتأثير للاكتئاب، خالقاً حلقة خبيثة. بالإضافة، أن كل من طرق فرط الانفعال والادمان يكبحا الفص الأمامي للمخ، المنطقة المسؤلة عن تنظيم المزاجيات.
5. وقت الشاشة يثقل الجهاز الحسي، يشتت الانتباه ويستنزف الاحتياطيات الذهنية
يقول الخبراء أن ما يكون عادةً وراء التصرفات العدائية والانفعالية هو قلة التركيز. وعندما يعاني الانتباه، تعاني أيضاً قدرة الشخص على معالجة بيئته الداخلية والخارجية، لذا تصبح المتطلبات الصغيرة، كبيرة. ومن خلال إضعاف الطاقة الذهنية بإدخالات مرئية وإدراكية عالية، يشارك وقت الشاشة في استنزاف الاحتياطيات. إحدى الطرق ل “الدفع” المؤقت للاحتياطي المستنزف هو أن تصبح غاضباً، لذلك الانهيارات تصبح فعلياً آلية تأقلم.
6. يقلل وقت الشاشة من مستويات النشاط الجسدي والتعرض “لوقت الخضرة”
أظهر البحث أن الأوقات بالخارج، بالأخص في التفاعل مع الطبيعة، يمكنها استرجاع الانتباه، تقليل التوتر وتقليل العدائية. هذا، الوقت الممضى مع الإلكترونيات يقلل التعرض لمحسنات المزاج الطبيعية.
في عالم اليوم، قد يبدو من الجنون منع الإلكترونيات بشكل كبير. لكن الأطفال يعانون، ونحن لا نفيدهم بشىء بتركنا للإلكترونيات والتمني بأن ينتهي بهم الأمر باستخدام الإلكترونيات إلى ” الاعتدال”. الأمر لا يصلح هكذا. على العكس، بالسماح للجهاز العصبي للعودة لحاله أكثر طبيعية بالصرامة السريعة، يمكننا أخذ الخطوة الأولى في مساعدة الأطفال ليصبحوا أكثر هدوءاً، قوة وسعادة.