يستمر وباء إيبولا في الاستشراء، بالتلازم مع سعي البلدان إلى مكافحة هذا الوباء المتصاعد، إلا أن تعاطي الدول معه كشف عن عجز للنظم الصحية وتراجع بالقدرات اللازمة لمكافحة هذا الوباء.
فقد أظهر تفشي إيبولا حجم "الوهن الصحي"، حتى في البلدان المتقدمة التي تعرضت له، من القدرات المختبرية، مرورا بالموارد البشرية وحتى قدرات الاستجابة لمكافحة المرض.
تجربة ذات دلالات
ففي الولايات المتحدة الأميركية، انتقدت ممرضة أميركية عائدة من سيراليون إجراءات فرض الحجر الصحي، بمجرد وصولها مطار نيوارك بنيوجيرسي، ورؤيتها لموجة الفوضى والخوف.
وفي مكتب الحجر الصحي بالمطار، قالت كاسي هيكوكس، التي عادت لتوها من العمل مع فرع منظمة أطباء بلا حدود، إنه راودها الشعور، كأنها سجينة أو مجرمة عندما أخذ ضابط هجرة ينهال عليها بالأسئلة، بينما يظهر سلاحه الذي يحمله في حزامه.
وذكرت هيكوكس لصحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" أنه بعد 3 ساعات من المكوث بمكتب الحجر الصحي، شعرت بالتعب والإرهاق والجوع فضلا عن شعورها بالصدمة، لكنها حاولت الاحتفاظ بالهدوء، في وقت لم يبلغها أي مسؤول عما يحدث، أو عما ممكن أن يحدث لها.
وبعد 4 ساعات من وصولها إلى المطار، تم قياس درجة حرارة هيكوكس عن طريق الجبين لتصدم بإبلاغها بأنها تعاني من حمى، إلا أن هيكوكس التي تتمتع بخبرة طبية خاصة في التعامل مع مرضى إيبولا، أوضحت أن قياس الحرارة عن طريق الفم سيكون أكثر دقة، وأن الماسح الضوئي للجبين سجل درجة حرارة مرتفعة نظرا لأنها مستاءة وتشعر بالغضب فقط.
وظلت الممرضة بغرفة الحجر الصحي بمفردها لمدة 3 ساعات أخرى، حتى تم إبلاغها بضرورة التوجه إلى مستشفى محلي، لتصطحبها 8 سيارات شرطة إلى المستشفى الجامعي في نوارك، وكأنها ذات سجل إجرامي خطير.
أخطاء مبكرة
وعند وصولها، تم اقتيادها إلى خيمة خارج مبنى المستشفى، ليعاود الأطباء قياس درجة حرارتها عن طريق الفم ليكتشفوا أنها لا تعاني من حمى.
وفي النهاية، قرر الأطباء اختبار عينة من دم هيكوكس للتأكد من سلامتها، وكانت النتيجة سلبية، لتبدي تعجبها من افتقار الأطباء لطرق التعامل معها ومع زملائها الذين سيخوضون التجربة ذاتها عند عودتهم.
وواقعة هيكوكس لم تكن الوحيدة، ولكنها حدثت بعدما تسببت أخطاء مبكرة في علاج رجل ليبيري توفي بالمرض في دالاس في إصابة ممرضتين بالفيروس، ما أثار المخاوف في البلاد.
أما في بريطانيا، فالأمر ليس مختلفا، حيث زعم عاملون بإدارة الخدمات الصحية عدم استعداد المستشفيات البريطانية للتعامل مع تفشي إيبولا المميت، وذلك بعدما تسببت حالة اشتباه في إحداث فوضى في إحدى أكبر المستشفيات في العاصمة لندن.
وقال عاملون بالمستشفى لصحيفة "مترو" البريطانية إن الطاقم الطبي سمح للمريض باستخدام المراحيض العامة، وباستضافة زوار، على الرغم من خطورة ذلك بالنسبة لآخرين.
المصدر
http://m.skynewsarabia.com/#!/web/article/697769