كلُ الشُجَيراتِ الرخيمةْ .. دروبٌ وطُرُقاتٌ سَلَكتـها كُلَ يوم
الحائِطُ الذي يميلُ رأسكَ إليهِ حينَ البكــآء ..
ورغيفُ الخـُــبزِ الخارجِ من قَلبِ التنور ..
حينَ تهجـرها ؛؛ فلا تترك ذكراها يتيـمـةً بدونِ من يرعاها ..
حينَ تنوي الغربة فلا تُـغَـرِّبْ ذكرياتكَ وتنفيها حيثُ لا موطِن
ضحكاتُ أصدقائكَ ،، مُشاغباتُ طفولتكَ ،،ومُشاحناتكَ معَ أقرانكَ
لا تنحرها وتُقدمْها قُرباناً لأنانيتِكَ ..
أَنْ تَــتَــوشَحَ بالغربةِ لا يعني أنَـكَ غريب ,,
أَنْ تُهاجِرَ لأرضٍ لم تَخرجْ من رَحمِها لا يعني أنَـكَ غريب ,,
ولكن .. أَنْ تُهاجِــرَ حاملاً امتعتك وتاركاً إنتماءَكَ ووطنيتكَ
وفاءَكَ لِــعراقــكَ المُــبَــجل ..هي الغربةُ بذاتها
أَنْ تَــتَــنَــصلَ من إنتمائكَ لتلكَ التربةِ الطاهرة ناكراً عرفانها ..تلك هي الغربة
حينها ...
لن تُــصبحَ غريباً على الأرضِ الجديدة
ولكنك سَـــتُــصبحُ غريباً على أرضكَ الأم ..
إنْ رَحــلتَ فلا تَنــسَ أن تضعَ حفنةَ ترابٍ مقدسٍ من حناياها في حقيبةِ سفرك ,,
ومن خُــيوطِ الشمسِ الذهبيةِ خُــذْ خَيطاً حَـنوناً تخيطُ بهِ جراحك متى ما فُتِــقَتْ في المهجر ..
ومن السواقي والجداولِ خُــذْ قطرةَ ماءٍ حلوةً خبّئـها بين ثناياك ولا تبتلعها ,,
ففي المهجر ..لن تجدَ من يَحنُ عليكَ
حين تموتَ ..لن تحتضنكَ تلك التربة بحنانٍ يُشابهُ حنانَ تربةِ وطنكَ
في المهجرِ ,,كلُ شيءٍ مختلف !!
حينَ تبكي لن تجدَ الحائط الذي تُـسنِــدُ رأسكَ عليه
ولن تجدَ بجانبهِ ..النخلةَ المعطاء ’’
لن تسلكَ الدروب التي تسألك عن حالك كل يوم ‘‘
ولا تَــنسَ ..
حين تُهاجر ؛؛ حَــذارِ أنْ تقتلَ ذكرياتكَ في وطنك ..
كي لا يقتلكَ لاحقا تأنيبُ ضميركـ .
إبتسامة فاترة