مظفر النواب - شاعر الغزل المبدع -الشاعر السياسي المنتحرشلون اوصفك وانت دفتر ... وانة جلمة
عيونك زرازير البراري بكل مرحها
القيت مفاتيحي في دجلة وماعاد هنالك مفتاح يفتحني
ها انا اتكلم من قفلي من ضاع على ارصفة الشام سيفهمني
هذا الشاعر (الرسام السيريالي)
نعم انه يرسم اللوحات السيريالية بكلماته
هنالك قلعة صمت
في القلعة بئر موحشة كقبور ركبن على بعض
آخر قبر يفضي بالسر إلى سجن
السجن به قفص تلتف عليه اغاريد ميتة
ويضم بقية عصفور مات قبيل ثلاثة قرون
نلكم روحي
منذ قرون دفنت روحي
منذ قرون وئدت روحي
منذ قرون كان بكائي
ابحث عن ثدي يرضعني
فأنا خاو
واريد حليب امرأة بانائي
كان مظفر النواب استاذي في متوسطة الفجر في الكاظمية حيث كان يدرس الرسم واللغة العربية
طريقته في التدريس تختلف عن جميع الاساتذة - حيث المعتاد كان مدرس الرسم يأتي بقنينة او قارورة او اي شيء ويقول ارسموا ويتركنا ليدردش مع استاذ آخر
اما هو جاء في اول درس وقرأ علينا قصة فيها وصف لكوخ وجنبه شجرة وساقية ثم قال كل واحد رسم صورة في مخيلته ارسموا هذه الصورة
في الدرس الثاني رسم على اللوح شارع واشجار نخيل بشكل منظور وشرح لنا مامعنى الافق ونقطة التلاشي هذا كله ونحن في المتوسطة
وفي احد الايام ونحن خارجون من المدرسة رأينا سيارة وبعض من الحرس القومي حاملين رشاشات يبحثون عن الاستاذ مظفر
عرفنا بعدها ان مظفر النواب هرب خارج القطر
دارت الايام لالتقي به في دمشق كنت جالسا انا واحدى الصديقات السوريات في مطعم صيفي في الربوة بدمشق
فقالت لي ذلك الشخص يشبه مظفر النواب الذي لديك كتابه وعندما التفت علمت انه هو فقلت لها انه هو اترغبين ان يجلس معنا
فلم تصدق فتقدمت نحوه وطلبت منه ان يجلس معي فقال انا انتظر المخرج جواد الاسدي فقلت اجلس معي ريثما ياتي فجلسنا سوية
وهنا طلبت منه ان يحدثني عن حادثة محاولة اختطافه في اثينا (حيث كنت اسمع قصصا مختلفة) فقال:
كان هنالك شاب وفتاة عراقيين يلاحقاني كثيرا في اثينا ويبديان حبهما لي ولشعري ويطلبان مني زيارتهما في البيت
وفي احد الايام لبيت الدعوة لاتفاجأ بعدها بانهما كانا مرسلين من قبل مخابرات السفارة العراقية
اعتقلوني عدة رجال وزرقوني بأبرة مخدرة وتركوني مع شخص واحد يحمل مسدسا وذهبوا ليهيئوا عملية نقلي
هنا قال مبتسما (كما تعلم انا كثير الشرب) لم تؤثر في الابرة فطلبت من الحارس كاس ماء فلما ذهب الى المطبخ توجهت الى الباب ومن حسن الحظ ان الباب لم يكن موصدا.
توجهت مسرعا الى السفارة الليبية وكان الوقت المغرب. فطلبت من الحارس الاتصال بالسفير واخباره عن اسمي . وبعد دقائق معدودة جاء السفير حيث امضيت عدة ايام في السفارة الى ان نقلوني الى ليبيا.
بعدها لم يستطع مظفر النواب العيش في ليبيا وكانت علاقته غير جيدة مع الرئيس حافظ الاسد فطلب من الرئيس ياسر عرفات مرافقته الى سوريا واجراء مصالحة مع الرئيس الاسد
كنت دائما اجده في مقهى السياسيين والمثقفين (مقهى الهافانا)
وهنا كلمة اخيرة : حادثة اثينا جعلت مظفر النواب لايثق بأحد حيث وبالرغم من كوني احد طلابه ويعرفني جيدا لم يلبي اي طلب استضافته في بيتي على الاطلاق