سنوات مرت وأنا ﻻ زلت أتذكر تلك الجملة الكوميدية التى كتبها الأستاذ الذي أنهكته سنوات الحصار العشرة التي مرت بوطني الباسق،
كتبها على السبورة ورذاذ الطباشير يتطاير أمام عينيه التي أضعفها تصحيح كراسات الأجيال السابقة على ضوء الفانوس المصنوع عراقيا (نفط العرب للعرب) كان يكتابتها متباهيآ بخطه العربي الأصيل وفي صدره حرقة لعروبة اغتصبت منذ إنتاج سايكس بيكو،
وأنا أجهش بالضحك الهستري في قلبي على تلك النكتة التي أوهمونا بها طغاتنا، كان يشرح لنا المضاف والمضاف إليه . . وأن المضاف إليه (تغمض وتكتبه مجرور فاهمين بويه) قالها بلهجتنا الجنوبية الجميلة ،
كانت على وجهه الوسيم الخمسيني ملامح الشعور بالذنب لأنه يشارك حكامنا في إيهام الآجيال بأن النفط عربيا خالصا !
مما راق لي