أرغب بالحديث ، ولا حديث
يشرح ما يدور في .. خلجاتي
ناديت الحروف ، بلهفة كاتب
قد نال منه الحزن بالعبرات
و دما .. أسحمت سماء عيونه
فأنى له السكنى ، على الآهاتِ
كل طفولتي .. لم أعش طفلاً
أرمي أشياء ، أو أحدث أمراً
هناك في الطرقات
أو أقطف الأزهار .. و أسحقها !
ففي صغري .. ما كانت الأزهار مجرد زهرة !
أو كانت كالنباتات ..!
في طفولتي .. مسخى النار ، كان مشتعلاً
للأحباب و الأغراب ..
و من جاء سيراً ، أو جاء بالعربات
في طفولتي .. ما كان ليلي أسدفاً
بل كان يبصرني ، حين أسير به
فما كانت ظلماءه .. كالظلمات
في طفولتي .. كانت براءتنا
سواء .. صغارنا و كبارنا
و القول - كالفعل - واحد
بيننا جهرٌ وبين الله بالخلوات
في طفولتي لم أكن أعرف
أي النساء أمي .. !
كانت كل نساء قريتي أمي
و إن كنَّ بالعشرات
في طفولتي .. ما جعت يوماً
و لكن حين كبرت جعت !
جعت كثيراً .. ﻷشياء كثيرات
حيث مات أبي ، دون الوطن
مدافعاً عن المعتقدات
و التي أمسى عليها الدهر
مع وسام أبي .. في النفايات !
و أمي حين كبرت عرفتها
حيث أحنى الدهر ، ظهرها
بالنائبات ..
حين كبرت .. صارت سيوف الدهر صقيلة ..
و سهامه ، مثقفة ..
كريم هو ، حين يعطيني
يعطي .. بالمئات
وبعد موت أمي ! ماتت كل النساء ..
ما عدت أسمع .. قائلاً
" أسم الله " في العثرات
أأعيش بلا شمس ! أم بلا قمر !
أم بلا زاد .. أو شراب
فأنت جوهر ما ذكرت .. ورب الكائنات
أنا لا زلت بعينك طفل ..
إذن يا أم طفل .. من الذي سيوقظ طفلك
إلى الصلوات ؟
من يمشط شعره .. و يقرئه الدرس ؟
أرى حنينك في كل الكتابات
من يربط خيط حذائه ؟
بقيت حافياً بعدك .. أمي
أمشي على الجمرات !
من ذا الذي يأخذ عمراً
مثقلاً .. عجزت عن وصفه
كل الروايات
إني في - البؤساء - كنت هناك
و في - الحب في زمن الكوليرا - كانت بداياتي
أنا .. ألم .. و أوجاع
أنا ضعيف حتى في كتابة الكلمات
أنا كنت طفلاً .. سعيداً
هرمت .. في زمن الطفولة هذا
وشاخت كل السعادات
أستميحكم " درراً " بأن ..
تسمحوا بانصرافي
فقد ذكرت كل شيء .. في كتاباتي .
ولم يبقَ غير دمع ..
و أشلاء إنسان .. ممزق
بين أسطر عمره .. بالذكريات .
شكراً لمن يقرأ ، وخاصة إذا كسر التاء في نهاية الأبيات ..
و عذراً لركاكة النص ..
كانت خلجات وقت ظهيرة ..
ربما تكون أقرب لل " شقشقة "
اليتيم •••••••••••• جواد الزهيراوي .