عن التوحيد
عن التوحيد
يقول الله لعبده :
يا عبد, أنت لا تملك إلا ما ملَّكتك
لا تملك نفسك, فأنا خالقها
ولا تملك جسدك , فأنا سوّيتُه
أنت بي تقوم وبكلمتي جئت إلى الدنيا.
يا عبد , قل لا إله إلا الله ثم استقم, فلا إله إلا أنا ولا وجود حق إلا لي .. وكل ما سواي مني ..من صنع يدي ومن نفخة روحي
يا عبد, كل شئ لي فلا تنازعني مالي.
اردُدْ كل شئ إلىّ أثمره بيدي و أزيد فيه بكرمي .....أَسلِم إلىّ كل َّ شئ تسلم من كل شئ
اعلم أن عبدي الأمين علىّ هو الذي رد سواى إلىَّ
انظر إلىَّ كيف أُجري القسمة ترى العطاء والمنع اسمين لتعرفي عليك.
يا عبد, رأيتني قبل الدنيا وعرفت من رأيت وهو الذي إليه تصير ..ثم خلقت لك الأشياء أسدلتها حجاباً عليك ثم حجبتك بنفسك ثم حجبتك بنفوس الآخرين وجعلت كل شئ يدعوك إلى نفسه ويحجب عني ..ثم عدت, فبدوت من خلفها جميعاً وتعرفت إليك وقلت لك إني خالقها كلها إني أخلفتك عليها إنها أمانة عندك ...وعلى الأمين أن يرد الأمانة .. فهلا صدقتني ورددت كل شئ إلىّ وحفظت العهد
(وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) سورة الفتح آية 10
(وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) سورة طه آية 155
يا عبد خلقت لك كل شئ فكيف ارضاك لشئ
يا عبد, لا أرضاك لشئ حتى لو كان الجنة ولو رضيتها انت فقد خلقتك لي لتكون عندي عند لا عند وحيث لا حيث
خلقتك على صورتي واحداً , فرداً سميعاً, بصيراً مريداً متكلماً وجعلتك قابلاً لتجليات أسمائي .. ومحلا لعنايتي .
أنت منظري .. لا ستور مسدلة بيني وبينك
أنت جليسي ..لا حدود بيني وبينك
يا عبد, ليس بيني وبينك بين
أنا أقرب إليك من نفسك
أنا أقرب إليك من نطقك
فانظر إلىَّ, فإنى أحب أن أنظر إليك.