بيروت - نسرين حاطوم
وجّه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط تحية إلى الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية لموقفيهما في موضوع استقبال اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب، واعتبر أن الحزب التقدمي الاشتراكي نظّم خلافه مع حزب الله في موضوع الثورة السورية.
موقف جنبلاط جاء في احتفال جماهيري تكريمي أقامه في دار الطائفة الدرزية في العاصمة اللبنانية بيروت تكريماً لروح الشيخ الدرزي وحيد البلعوس الذي قضى مع ستة وثلاثين آخرين في انفجارين في منطقة السويداء السورية.
وقتل البلعوس ورفاقه لدى تفجير سيارة مفخخة عن بعد لحظة مرور موكبه المؤلف من عدة سيارات، ومن ثم انفجرت سيارة أخرى أمام المستشفى الوطني بعد نحو ساعتين من التفجير الأول، وذلك أثناء تجمع أهالي القتلى والمصابين.
وعلى الفور، وجّه النائب جنبلاط أصابع الاتهام إلى النظام السوري، إذ قال حينها: الشيخ البلعوس كان يعارض نظام الأسد ويرفض تجنيد أبناء الطائفة الدرزية في صفوف الجيش السوري. وأضاف عبر حسابه على تويتر: "دقت ساعة الفرز، والتحية كل التحية لجميع الشهداء والمعتقلين من الشعب السوري الأبي".
الاحتفال الجماهيري في دار الطائفة الدرزية حضره وفق تقديرات القوى الأمنية اللبنانية عشرون ألف شخص، منهم فاعليات درزية وسياسية وحزبية لبنانية وممثلون عن أحزاب لبنانية كالجماعة الإسلامية وحزب الوطنيين الأحرار والقوات اللبنانية وتيار المستقبل، وغاب عن الاحتفال فعاليات درزية تختلف مع جنبلاط في موقفه تجاه الثورة السورية.
وفي الاحتفال الذي رفعت فيه لافتات مؤيدة للثورة السورية وصور للشيخ البلعوس ورفاقه، قال جنبلاط: "هناك شعب بأسره يقهر، يقتل، تدمر بيوته ومدنه، لا بد لي أن أحيي الموقف الكبير للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اللذين يحتضنان الشعب السوري المشرد. هذه هي رسالة اليوم. وإذا كان لي من توصية بعد نهاية هذا اللقاء أقول: عودوا إلى قراكم وضعوا صورة الشيخ وحيد البلعوس إلى جانب صورة حمزة الخطيب، وصورة آلان الكردي إلى جانب صور شهدائنا الكبار في لبنان رفيق الحريري وجميع شهداء ثورة الاستقلال. ضعوهم في بيوتكم، وعاجلا أم آجلا ستنتصر كلمة الحق".
نقدر المواقف والالتزامات
وأضاف "ليست مناسبة اليوم لتحدي أحد، نحترم جميع الآراء ونقدر المواقف والالتزامات، وكما تعلمون نظمنا الخلاف مع حزب الله حول الثورة السورية، هم في موقع ونحن في موقع، وكما تعلمون نفهم موقف رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، ولا نريد أن ينتقل أي توتر إلى أي جهة. هم لهم رأيهم ونحن لنا رأينا والشعب كل الشعب السوري سينتصر عاجلا أم آجلاً".
وكان الوزير السابق طلال أرسلان، وهو أحد المرجعيات الدرزية اللبنانية الكبرى أيضاً وأبرز حلفاء النظام السوري في لبنان، قد قدّم التعازي إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد بحصول التفجيرين في السويداء ومقتل الشيخ البلعوس.
مفوض الإعلام لدى الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس وفي حديث مع "العربية.نت"، أكد أن عدم حضور أرسلان المناسبة التي استقبلها دار الطائفة الدرزية كان متوقعاً، نظراً لموقفه المؤيد للنظام السوري، ونظراً لمضمون النعوة التي وزّعت قبل الاحتفال الجماهيري، كما شدد على أن هذه المناسبة ليست لتحدي أحد أو لاستفزاز طرف ما، مؤكداً على طابعها التضامني والإنساني مع الشعب السوري.
وكان الحزب التقدمي الاشتراكي قد وزّع نعوة قبيل الاحتفال باسم رئيسه النائب وليد جنبلاط، وجاء فيها: "وليد جنبلاط وعموم الموحدين الدروز ينعون إليكم شهيد العزة والكرامة المناضل البطل الشيخ "أبو فهد وحيد البلعوس" ورفاقه الشهداء الأبرار الذين سقطوا على أيدي نظام الغدر وانضموا إلى قافلة شهداء الثورة السورية".
جنبلاط اعتبر خلال كلمته في حفل التأبين الذي أقيم في الباحة الخارجية لدار الطائفة الدرزية أن الاحتفال هو مناسبة وطنية جامعة للتضامن مع شهداء جبل العرب، مع الشهيد الشيخ وحيد البلعوس ورفاقه. ولفت إلى أنهم أرادوها في الحزب التقدمي الاشتراكي رسالة من جبل كمال جنبلاط إلى جبل سلطان باشا الأطرش، ومناسبة تضامن مع جميع شهداء الشعب السوري من دون استثناء، ومن أطفال درعا إلى حمزة الخطيب إلى الشهيد الرضيع آلان الكردي وختم جنبلاط قائلاً: "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد".
http://ara.tv/wpz8d