القاهرة ـ ولاء نبيه
يَقبل كثيرٌ من الرجال الزواج من نساء أقل منهم في المستوى التعليمي والمؤهل الوظيفي، وغالباً ما يحقق لهم هذا الأمر قدراً من الرضا ويشبع رغبتهم في فرض شخصياتهم كرجال البيت، فيما يرفض آخرون الزواج من نساء تعلوهم في المؤهل العلمي، معتبرين أن ذلك ينقص من شخصياتهم ويشعرهم بالدونية.
افتقار المقومات
يقول محمد سمير "25 عاماً مدرس": "أرفض أن تعلوني زوجتي في مؤهلها العلمي لأن من مقومات الزواج الناجح أن يكون الزوج أكثر ثقافة من المرأة وأعلى منها في المؤهل الدراسي، وأكبر منها في السن"، ويرى أن افتقار هذه المقومات يعجّل بفشل الحياة الزوجية ويقلل من قيمة الرجل حتى بين أبنائه في المستقبل.
قصة حب
فيما يقول أسامة محمود "محاسب" إنه تزوج منذ ثلاث سنوات بزوجة حاصلة على مؤهل عال رغم حصوله على مؤهل متوسط، مؤكداً أنهما ارتبطا بقصة حب كان يصعب معها تنازل أي طرف منهما عن الآخر، مؤكداً أن زوجته لم تشعره بهذا الفارق على الإطلاق وأنه هو الآخر يسعد بنجاحها وتفوقها الوظيفي.
قرار سعيد
أما سامي طه "مؤهل متوسط" فقد اتخذ قراراً باستكمال دراسته والحصول على مؤهل عال بعد رغبته في الارتباط بفتاة جامعية، مؤكداً أن هذا القرار أسعد خطيبته واعتبرته دليلاً على تمسكه بها، حيث كانت تعلم مسبقاً رفضه للارتباط بأية فتاة تعلوه في المستوى التعليمي.
مقومات ضرورية
وفي هذا الإطار يقول الدكتور رشاد عبدالله أستاد علم النفس التربوي: "إن التوافق بين الزوجين في المستوى الثقافي والتعليمي من الأمور المهمة والمقومات الضرورية لإنجاح العلاقة الزوجية"، مشيراً إلى أن حصول الزوجة على مؤهل أعلى من الزوج لا يمكن اعتباره "في المطلق" سبباً يهدد استقرار الحياة الزوجية، وإنما هو أمر يختلف باختلاف تناول الزوجين له، فالزوجة إذا ما كان لديها قبول للأمر وغير مرغمة عليه وتشعر بأن هناك تقارباً فكرياً بينها وبين زوجها، فإن ذلك سيسهم في نجاح العلاقة بينهما، شريطة أن يكون الزوج على نفس القدر من التفهم وليست لديه عقد نقص،
مؤكداً أن هناك شرطاً آخر لا يقل أهمية وهو ألا يكون الفارق بين المستوى التعليمي والمؤهل العلمي شاسعاً كأن تكون الزوجة طبيبة أو أستاذة جامعية وزوجها يعمل في مهنة متوسطة للغاية، معتبراً أن هذه الفجوة قد تكون سبباً في إفشال الحياة الزوجية وعدم قدرتهما على التوافق، مشيراً إلى أنه توجد زيجات ناجحة عدة، كما يوجد في المقابل زيجات أفشلتها عقد النقص التي يعانيها الزوج أو تمرد الزوجة وتكبرها على زوجها، مشدداً على ضرورة أن يحسم الزوجان قرارهما قبل الزواج بقبول هذا الأمر أو رفضه حتى لا يصطدما بالواقع.