"ألا ليت الشباب يعود يوماً" عبارة قد نسمعها كثيرا في محيطنا، وتعبّر عن مدى الأسى الذي يعتري الإنسان لخسارته سنوات عمره الشابة وندمه على عدم استغلال وقته في أمور أدركها متأخراً بعد فوات الآون.
هذا الأسى الذي يعتري كبار السن، دفع بممرضة أسترالية وتدعى "بروني وير" الى تأليف كتاب بعنوان " أكثر خمسة أشياء نندم عليها عندما نكبر"، سألت فيها كبار السن عن أبرز الأشياء التي ندموا على فعلها أو عدم فعلها فيما لو عادوا إلى سن الشباب، ولاحظت الكاتبة وجود خمس رغبات مشتركة ذكرها معظم هؤلاء العجزة، وهي:
أولاً: تمنيت لو أنني خصصت وقتاً أطول لعائلتي وأصدقائي بدلا من إضاعة العمر كله في روتين العمل المجهد.
ثانيًا: تمنيت لو كانت لديّ الشجاعة لأعيش لنفسي ولا أعيش الحياة التي يتوقعها أو يريدها مني الآخرون. فقد عبّر معظمهم عن ندمه على إرضاء الغير، كرؤسائهم في العمل، أو الظهور بمظهر يُرضي المجتمع أو من يعيشون حولهم.
ثالثًا: تمنيت لو كانت لديّ الشجاعة لأعبّر عن مشاعري بصراحة ووضوح. فالكثيرون كتموا مشاعرهم لأسباب عديدة مثل الخجل، أو التضحية.
رابعًا: تمنيت لو بقيت على اتصال مع أصدقائي القدامى أو تجديد صداقتي معهم. فالأصدقاء القدامى يختلفون عن بقية الأصدقاء كوننا نشعر معهم بالسعادة ونسترجع معهم ذكريات الطفولة الجميلة، ألا ان مرحلة العمل وبناء العائلة تسحب هذا الاهتمام بأصدقائنا حتى نفقدهم نهائياً أو نسمع بوفاتهم فجأة.
خامساً: تمنيت لو أنني أدركت مبكراً المعنى الحقيقي للسعادة. فمعظمنا لا يدرك إلا متأخراً أن السعادة كانت حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة. وتقول الكاتبة ان السعادة كانت اختياراً يمكن نيله بجهد أقل وتكلفة أبسط ولكننا نبقى متمسكين بالأفكار التقليدية حول تحقيقها.
وبهذه الملخصات، تدعو الكاتبة الى ضرورة تعلم دروس الشيخوخة "في سن الشباب" وقبل وصول الفرد الى مرحلة يعجز فيها عن تعويض ما فاته من الحياة.
منقول