كشفت مصادر سياسية مقربة من حزب الدعوة ان "الحزب بقادته الكبار يعملون حاليا على تهيئة مؤتمر عام للحزب يتم فيه اعلان فصل المالكي والمجموعة التي تحيط به، في خطوة للحفاظ على سمعة الحزب وارثه".
وبحسب المصادر التي تحدثت لوكالة (اور)، واشترطت عدم ذكرها، فان "الحركة الانشقاقية هذه المرة ستبدو انفصالا مختلفاً، سيعلن فيه عزل "مجموعة المالكي" فقط، التي همشت قيادات الحزب وتسببت بتضرر سمعته وتهكم الشارع على انصار الحزب بـ"الدعوجية" بعد تفشي الافساد والفساد والتقاعس عن تقديم الخدمات وعن التفرد وشيوع المحسوبية".
ولفتت المصادر الى ان "المرشحين الاوفر حظوظا هم علي الاديب وخضير الخزاعي لتولي رئاسة الحزب وهناك من يدفع باتجاه اعادة ابراهيم الجعفري، ولكنهم قلة، امام انصار الاديب"، مضيفة ان "الاديب والخزاعي ابرز القيادات التي عاملت المالكي بحدية ولم يخشون مصارحته او انتقاده علانية في اجتماعات الحزب، حتى انه ابتعد منذ فترة عن كل الاجتماعات وتقاليده المعتادة".
المصادر ذاتها تكشف عن ان "قيادات حزبية من الدعوة دخلت في مفاوضات ماراثونية مع كتل واحزاب سياسية اخرى من اجل ترتيب ملف رئاسة الوزراء في حال الاصرار على سحب الثقة من المالكي، لتضمن ان لا يتم ابعاد الحزب خارج كعكة الحكومة المقبلة". واكدت ان "اربع قيادات من حزب الدعوة عقدت مؤخرا اجتماعات مع قيادات من التيار الصدري والعراقية والتحالف الكردستاني بشأن سحب الثقة من المالكي".
ويرى مراقبون ان (انقلاب القصر) ضد المالكي يأتي بعد ان بات الكثير من القيادات تشعر بالعبء الذي يشكله، وخشية من ضياع السلطة من ايديهم، بعد ان تحول الحزب الى دويلة من مناصب وامتيازات وخطوط خلفية وامامية، فضلا عن رسمه لسياسة البلاد، وان سقط فأن الضربات ستنهال عليه من اقرب الحلفاء بعد سنوات قليلة لم تبق وداً حقيقياً وشراكة رصينة معهم ولاسيما "المجلس الاعلى" الغريم القديم، والتيار الصدري "الغريم الجديد"، او حزب الفضيلة "المنطقة الرخوة" في التحالفات.
وبالمقابل ان قيادات من ائتلاف دولة القانون المقربين من المالكي، تتمثل بالنائب علي الشلاه والامين العام لمجلس الوزراء علي العلاق، وبعض رؤساء الهيئات المستقلة التي اصبحت تابعة لجماعة المالكي كالهيئة اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺒﺚ واﻻرﺳﺎل وشبكة الاعلام العراقي وقيادات امنية كقاسم عطا والناطق الحكومي الرسمي علي الدباغ، بحسب المصادر "يسعون لافشال اي مساع من داخل الدعوة لسحب ايديهم عن المالكي بتقديم الامتيازات وما شابه لاستدراج الكوادر الوسطية بالحزب لضمان اصواتهم لصالح المالكي فيما لو حصل مؤتمر عام للحزب".
وفي التفاصيل، بحسب المصادر فان " المجموعة التي تحيط بالمالكي فانها تعاني من تشظي، فالشاهبندر يقود مجموعته بالضد من الدباغ ومجموعته، وينشط نجل المالكي مع مجموعة من اقاربه في تشكيل نطاق قوة ونفوذ تعتمد على جهاز المخابرات وبعض الاجهزة الامنية الخاصة ".
وبالعودة الى حالة التذمر الحزبية، التي يعيشها "الدعوة" فأن اطرافاً عدة ترى ان (جماعة المالكي)، "لا يمتون الى الحزب بصلة خصوصا بعد ان تسلم المالكي السلطة والتفت حوله كوادر اغلبهم من قدامى البعثيين وهو ما اكدته القيادات الكردية التي راقبت واحصت 460 بعثيا كبيرا يديرون مواقع مهمة عسكرية وامنية ومدنية، عينهم المالكي على مر سنوات حكمه منذ عام 2006 وحتى الان".
ويتماهى الرأي الكردي مع أراء القادة الاوائل من الحزب امثال سليم الحسني مؤرخ حزب الدعوة، وهاشم الموسوي الذي انشق عن حزب الدعوة في عام 1999 عندما اعلن عن تنظيمه واسماه "الدعوة الاسلامية " بلا تسمية حزب، بدفع من خضير الخزاعي وعبد الكريم العنزي وكانت ترجمة لعقدة غياب "القيادة"، ومن ثم انشق العنزي واعلن عن "تنظيم العراق لحزب الدعوة"، والحزب تم دمج كل اذرعه بما فيها تنظيم عز الدين سليم عندما تولى الجعفري رئاسة الوزراء، الذي ما لبث ان انشق، وهو الانشقاق او التشظي الثالث في تاريخ حزب الدعوة.اما الانشقاق الاول فهو بتاريخ 1981 والذي قاده عز الدين سليم، ورغم ان هذه الانشقاقات في الحزب حصلت الا انها لم تكن مبررة حيث لم يختلف المنشقون على فكر الحزب بل اختلفوا على اليات اختيار رئيس الحزب ومساعديه.











وكاله اور