يوماً ما
سأهجر هذه الشوارع
و هذه المدينة العجوز
سيهجرني الطفل فيَّ
و يهجم عليَّ الكبر ..
يوماً ما
حين ألتفت نحوي
و أجدني
و أنتِ لستِ معي
حينها أعلم أني غادرت
دون أن أودعني ..
يوماً ما
حين يعود الغريب
ليحتضن العش
دون أن تراه الفراخ
تذكري أن النسور
تكره الموت المطمئن
و يفزعها الموت المريح ..
يوماً ما
يوقفني الزمن
و الساعة التي بمعصمي
لكن
لن أرحل في صمت
و لن أرحل في سكون
يظل شعري صدى القرون القادمة
رغماً عن وميض البروق
و عن قصف الرعود ،
حتى هذه العواصف
و هذه الأنواء
لن تفسد عليَّ موسيقى قصائدي ..
يوماً ما
حين يضيق بكِ المكان
و تقترب منكِ السماء
و ترين العالم
من فتحة الإبرة
تذكري
أنني بالأمس
كنت هنا ..
يوماً ما
إذا سألوكِ عني
و عنكِ
قولي دون فلسفة
و دون شك
لقد كان رجلاً
و كفى ...
مما راق لي