قال الشاعر:
تكثّر من الإخوان ما استطعت فإنّهم****بطونٌ إذا استنجدتهم وظـهـور
وليس كثيراً ألف خلًّ وصـاحـبٍ **** وإن عـدواً واحـداً لـكـثـير
وأنشد الإمام أحمد بن يحيى ثعلب رحمه الله:
من عفّ خفّ على الصــديق**** لقاؤه وأخو الحوائج وجهه مبذول
وأخوك مَنْ وفَّرْتَ ما في كيسـه****فإذا اســــتعنت به فأنت ثقيل
وقال آخر:
إن أخا الصدق من يسعي معك **** ومن يضر نفسـه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعـك **** شتت فيك شملـه ليجمعك
وليس أخي من ودني بلسـانه **** ولكن أخي من ودني وهو غائب
ومن ماله مالي إذا كنت معدما **** ومالي له إن أعوزته النوائب
وقال آخر:
فإذا ظفرتَ بذي الوفـــ ــاء فحُط رحلكَ في رِحابهْ
فأخوك مَن إن غـاب عنـ ـك رعى ودادك في غيابهْ
وإذا أصابك ما يســـوءُ رأى مصـابكَ من مصابهْ
ونراه يَيْجَعُ إن شكـــوتَ كـأن ما بك بعض ما بــهْ
وقال آخر:
وما المرء إلا بإخوانه **** كما يقبض الكف بالمعصم
ولا خير في الكف مقطوعة **** ولا خير في الساعد الأجذم
وقال آخر:
أخوك أخوك من يدنو وترجو **** مودته وإن دعي استجابا
إذا حاربت حارب من تعادي **** وزاد سلاحه منك اقترابا
وقال آخر:
كم من أخ لك لم يلده أبوكا **** وأخُ أبوه أبوك قد يجفوكا
صاف الكرام إذا أردت إخاءهم **** وأعلم بأن أخا الحفاظ أخوكا
كم إخوة لك لم يلدك أبوهم **** وكأنما آباءهم ولدوكا
لو كنت تحملهم على مكروهة ****تخشى الحتوف بها لما خذلوكا
وأقارب لو أبصروك معلقاً **** بنياط قلبك ثم ما نصروكا
الناس ما استغنيت كنت أخاً لهم **** وإذا افتقرت إليهم فضحوكا
وقال آخر
لعمرك ما مال الفتى بذخيرة **** ولكن إخوان الثقات الذخائر
قال الشاعر:
إذَا مَا حَالَ عَهْدُ أَخِيك يَوْمًا **** وَحَادَ عَنْ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ
فَلاَ تَعْجَلْ بِلَوْمِك وَاسْتَدِمْهُ **** فَإِنَّ أَخَا الْحِفَاظِ الْمُسْتَدِيمُ
فَإِنْ تَكُ زَلَّةٌ مِنْهُ وَالا **** فَلاَ تَبْعُدْ عَنْ الْخُلُقِ الْكَرِيمِ
قال الامام علي عليه السلام
فلا تصحب أخا الجهل **** وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى **** حليما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء **** إذا ما المرء ماشاه
وللشيء من الشيء **** مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب **** دليل حين يلقاه
وقال آخر
إذا كنت في كل الأمور معاتباً **** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أو صـل أخاك فإنـه **** مقـارف ذنـبٍ مرةً ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ****ظمئت وأيّ الناس تصفو مشاربه
وقال آخر:
واحذر مؤاخاة الدنيء لأنه يعدي **** كما يعدي الصحيح الأجرب
واختر صديقك واصطفيه تفاخراً **** إن القرين إلى المقارن يُنسب
اهداء الى العزيز ابن العماره