انشاء عن الوطن .. لطلاب المدراس العراقية
في
انشاء عن الوطن
دموعي تنهمر دوما من أجلك يا وطني , يا ملاذي يا ملجئي , ففيك قضيت اروع ايام ولحظات طفولتي التي مهما هبّت رياح الكون لن تمحى من ذاكرتي , ففيك اصطدت الفراشات كلّ صباح ولاحقت ظلّي تحت أشعة الشمس الذهبية , على ترابك حُفرت أوّل خطواتي الصغيرة , طالما سهرنا انا وصحبي تحت نجومك وعلى أرضك نمتّع أعيننا ونكحلها بجمالك , وسنبقى لك أوفياء مهما طال الزمن ومهما أشتدت مصاعب الحياة وظلم البشر وقسوة قلوبهم فأنّا على العهد باقون , أنّه لشرف لي أن أموت في سبيل وطني الذي عشت به ايام حياتي , حلوها ومرّها , بل هذا جلّ الشرف لأنّك يا وطني بمثابة حبّ شجيّ في اعماق القلب يشدو ويصدح بداخلي كالنار الملتهبة المستمرّة للنهاية , ففداك روحي وحياتي ,ولبيك يا وطني , ولدت فيك وحييت فيك ولن أموت الا على ترابك , وقسما بالله العظيم , لو اجتمع كل البشر وعذبوني وضربوني وحرقوني لن أخونك ساعة ولن استهين بك يوما ولن ادع الاعداء القساة من ان يلوثوا ترابك ويبددوا شعبك , عاداتك , تقاليدك , وكل ذكرى في كل زاوية من زواياك .
انشاء عن الوطن
وطني آاليت آلا ابيعه وان لا أجعل غيري له الدهر مالكا
الوطن هو ذلك البيت الكبير الذي نعيش فيه ونتنعم بخيراته ونشم هوانه ونحمي انفسنا به من كيد الأعداء وغدرهم و آوانا وفتح لنا جناحاه وضمنا الى صدره و راعنا بحبه وعطفه الأموي .
ونحن كأفراد هذا المجتمع نعتز بالإنتساب إليه ونطمع دائما ان نراه حرا شامخا مرفوع الرأس جميلا مزدهرا قويا بحيث لا يدنو أحد من الطامعين والمغتصبين على اختراق حدوده وتدنيس أرضيه وتمزيقه الى أشلاء وتفكيك وحدة أبناءه وتشتيت شملهم طبعا هذا كله لا يتحقق إلا بالتضحية والفداء بكل غال نفس رخيصا للوطن .
ان الوطن ملك للجميع وحماية أمنه وسيادته من مسؤلية المجتمع وكل حسب مجال عمله لأن للقلم والسيف فوهة واحدة من أجل الدفاع عن الوطن ومقدسته حيث ما تدق ساعة الحق ويطرق ناقوص الخطر ويدون العدو من الأرض الطاهرة تلسع شرارة الفداء والنضال والإستشهاد والكفاح من أجل التحرير والحفاظ على وحدة الأراضي وطرد الأعداء من الوطن وعلى الأبناء أن يقدموا بدمائهم الطاهرة للأرض الحبيبة وينظفوها من دني الأعداء ويعلنوا بصوت عال نحارب في سبيلك أيها الوطن وفي سبيل مقدستك وحاضرنا و مستقبل الأجيال اللاحقة لتبقى أرضنا عزيزة مصانة مرفوعة الرأس شامخة كشموخ الجبال العالية كما يقول الشاعر :
نبدل الأرواح نفديها لإحياء الوطن هل سوى الأرواح للأوطان في الدنيا ثمن
إن الإنسان الذي لا يمتلك كيانا و لا وطنا بلا شك هو إنسان فاقد لذاته وشصخصيته وهو مجرد من الحضارة والتقدم و اذا كانت ابتعدت عن الوطن لأي سبب من الأسباب فلا بد أن يصيبك لوم وتقريح من قبل المجتمع يقول الشاعر :
بلادي وإن جارت على عزيزه قومي وإن شجوا على كرام
انشاء عن الوطن
حياة بلا وطن.. ولا وطن بلا حياة.. وشيجتان مترابطتان تمثلان أمتزاج الانسان بأرضه، بطينة بترابه، بحره وبقرّه، بغناه وفقره، بل بظلمه وعدله، فالحرمان والبعد عن الوطن من أشد الأشياء شجنا ولوعة ووجعاً على النفس والقلب. بل هو الشقاء الذي لا شقاء بعده.
فالوطن هو محفظة الروح، وحينما تغادره فأنت تنسل من جذرك ومن محفظة روحك.
الوطن وشم في باطن القلب وظاهره،يلوح في الذاكرة والوجدان. هو ذلك الهاجس الجميل الذي تحمله في زوايا قلبك، وغبار أمتعتك،وخبايا نفسك، وفوق أهدابك، تغمض عينيك عليه فتشعر أن نفسك تفيض حناناً،وحباً، ورضا.الوطن هو أن يسكنك وتسكنه هو أنت، وأنت هو.. حتى وإن أقلقك، وأتعبك بوعثاء السير في دروبه، ومهما قسا عليك فلا مفر منه إلا إليه.
لا يعرف حب الأوطان إلا من كابد مواجع الابتعاد، وعذابات الرحيل.
من جرب البعد لا ينسى مواجعه .
ومن رأى السم لا يشقَى كمن شربه .
لا يعرف حب الوطن إلا أولئك الذين أخرجوا من ديارهم، أو أولئك الذين أجبروا على الرحيل عنها، أو الذين قذفت بهم صروف الحياة، فراحوا يتكسرون على موانىء التغرب، وشواطىء الرحيل. فاؤلئك هم ضعفاء الناس.. تغلق في وجوههم دروب الحياة كلما أغلقت في وجوههم بوابات أوطانهم، فتضيق عليهم الأرض بما رحبت، وينغلق عليهم فيها ما اتسع، ومهما تدانت أطراف الكون، وتقاربت أبعاده، فإن الوطن دائما يشب ويكبر، ينمو، ويتسع، ويتطاول في عيون محبيه.. إن للوطن حبا يلج باطن القلب، ويلج في خبايا الذاكرة، له رائحة لا يشمها الاّ النازحون عنه النازفون بالشوق والحنين إليه.
يظل الوطن بجباله، ونخله المتطاول عزا ومهابة.. يظل برمله وسرابه، بقادته ورجاله، بأطفاله وشيوخه، بحره وبرده مخبأ للقلب، ومتكأ للطمأنينة. فهو الأب الحاني الكبير الذي نقسو عليه في بعض حالاتنا فيحنو علينا.. نأخذ منه فيعطينا، ونعصيه أحياناً فيبرنا، ويمنحنا بلا أذى.. ومهما حاولنا رد جميله فإنا لن نستطيع إلا أن نزداد عشقاً وحبا له، وبرا به، نتسامح معه حتى في لحظات خطئه، مثلما هو متسامح معنا في لحظات خطئنا وتقصيرنا. فالذين لا أوطان لهم هم حقا مساكين فلا أمن لهم، ولا عز لهم. بل الذين لا أوطان لهم لا بواكي لهم! فهل نحن نتعاطى مع الوطن كما يتعاطا معنا. نبادله حبا بحب ووفاء بوفاء؟ لست أدري ولكن ما أكثر الذين يحلبون اشطار الوطن، فيبنون أعشاشاً بعيدة عن شجره.. بل ما أكثر الذين يأكلون ثمرة، ويرمون بالحجارة شجره.. ما أكثر الذين لا يفهمون من الأوطان إلا أن تكون أمكنة جباية، ونهب.. بل ما أكثر الذين نهبوا، وتضخمت بطونهم، وحقائبهم من خيراته، ثم صاروا ينظرون إليه بجحود، وتنكر ونكران…. بل هناك من هم أسوأ منهم وهم أولئك الذين يحاولون تمزيق وحدته الاجتماعية، والفكرية بسكاكين حقدهم وكراهيتهم.. ووالله إني لأسمع لبعض الأقلام صريراً كصرير الخناجر في جسد الوطن طعناً، وتمزيقا، كل ذلك بأسم الوطن بينما هم في الواقع ينفذون أجندتهم، ويعملون على تحقيق مآربهم، ويكيدون له كيداً، تحت ذرائع مختلفة، وبوجوه مختلفة، وبأقنعة مختلفة.. يلبسون لباس المسوح وأنيابهم تقطر بالدم والسم… وكم أشعر بالأسى والألم بسبب ذلك الترويج لما ينثرون وينشرون من أذى ومقت. بل أشعر أننا اذا تركنا أولئك وهؤلاء في غيهم، فإننا نمارس عقوقاً بحق الوطن. بل نرتكب أكبر معصية تاريخية في حقه، ومن ثم فإنه أصبح لزاما علينا وعلى كل المخلصين والغيورين أن نقف بكل حزم في وجوه أولئك الذين يمارسون الإرهاب الخفي، والحقد الخفي.. فكل شيء يمكن التسامح فيه الا العبث ببيتنا الكبير.. لقد صار حتما علينا أن نكافح كل الأوبئة والجرذان التي تحاول ثقب وتخريب أسس بنائه.. فهذه أبسط مبادئ الوطنية الحقة. فالوطنية تنبه وحذر وهمّ واهتمام وحرص واستيقاظ، وليست كما يتوهم البعض بأن الوطنية مجرد عباءة نرتديها في المناسبات ثم نخلعها ونعلقها على مشجب الاهمال والنسيان