Friday 8 June 2012
وفاة عميد الصحافة اللبنانية غسان تويني
صحيفة النهار نعت مؤسسها تحت عنوان «رحيل... فجر النهار»
توفي ليل الخميس الجمعة أحد عملاقة الصحافة اللبنانية والعربية النائب والوزير السابق غسان تويني عن عمر ناهز 86 عاما بعد 38 يومًا قضاها في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، بعد صراع مع المرض. وتويني صاحب جريدة النهار اللبنانية كما إنه رأس تحريرها بالأعوام ما بين 1948 ولغاية 1999.
توفي ليل الخميس الجمعة غسان تويني الملقب بـ "عملاق الصحافة العربية" والسياسي والدبلوماسي اللبناني عن 86 عامًا، بحسب ما ذكرت صحيفة "النهار" العريقة التي تملكها عائلته.
وعنونت النهار على صفحتها الاولى "رحل... فجر النهار"، وكتبت حفيدته رئيسة مجلس ادارة الصحيفة نايلة تويني "هكذا قبل صياح الديك، رحلت"، مضيفة "لن ارثيك اليوم ولن ابكيك. لا عبارات لدي تفيك بعض حقك. امامك وانت سيد القلم، تسقط الحروف وتعجز الكلمات".
ويعرف غسان تويني بانه "عملاق الصحافة العربية" و"عميد الصحافة اللبنانية". وبدأ عمله الصحافي وهو في بداية العشرينات في جريدة النهار التي اسسها والده العام 1933. وما لبث ان دخل المجال السياسي ودخل البرلمان اللبناني وكان في الخامسة والعشرين من عمره.
تميزت حياته بمآس عدة، لدرجة وصف بان قدره يشبه "ابطال التراجيديا الاغريقية". فقد توفيت ابنته نايلة وهي في السابعة بمرض السرطان، وما لبثت ان لحقت بها زوجته الشاعرة ناديا تويني بالمرض نفسه.
بعد ذلك بسنوات، قضى نجله مكرم في حادث سيارة في فرنسا. وقتل نجله الصحافي والسياسي جبران تويني في عملية تفجير استهدفته في كانون الاول 2005. قبل ثلاث سنوات، توقف غسان تويني عن كتابة افتتاحيته في جريدة "النهار" بسبب العجز والمرض. لغسان تويني مؤلفات كثيرة ابرزها "دعوا شعبي يعيش" وهو عنوان خطاب القاه في الامم المتحدة خلال الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990)، و"حرب من اجل الآخرين".
ونعته صحيفة "النهار" في عددها الصادر اليوم الجمعة قائلة: (قبل سبع سنوات كتبها بخط يده "جبران لم يمت... و"النهار" مستمرة". فماذا تراها تكتب "النهار" في لحظة رحيله؟ وكيف تراها تتجرأ على نعيه وهو قاهر الفناء وأسطورة الايمان أمام المصائب والشدائد؟ أسلم نزيل الغرفة 929 في مستشفى الجامعة الاميركية الروح بعد 38 يوماً من جولته الأخيرة في نزاع مضنٍ مع قدره، ولا نقول أمراضه.
عملاق الصحافة اللبنانية والعربية وعميد "النهار" ومعلّم أجيالها المتعاقبة منذ تولى مبكراً مسؤولياته فيها وباني مجدها وصانع ألق الكلمة والفكر. النائب والوزير والسفير والديبلوماسي وصانع الرؤساء والعهود والسياسات في زمن مجد لبنان ومجد الرجال، كما في زمن الاحداث الكبيرة وزمن الكبار الكبار.
الصارخ "اتركوا شعبي يعيش" أمام مجلس الامن، ومطلق حقيقة "حرب الآخرين على أرض لبنان"، غسان تويني رحل بعد ثلاث سنوات من اشتداد جلجلة أقعدته حتى عن قلمه الساحر وافتتاحيات صباحات الاثنين، ذاك القلم الذي كان الاقرب التصاقاً بصاحبه الكبير والأحب اليه بعد احبائه. المؤمن الاسطوري الذي ذاق من تجارب قدره ما يفوق قدرة البشر على الاحتمال... من موت طفلته نايلة الى مرض زوجته ناديا وموتها، الى مقتل ابنه الثاني مكرم في حادث سير مفجع، الى ذروة الذروة في استشهاد ابنه البكر جبران في اغتيال وحشي... هذا المؤمن لم تفارقه شجاعة مذهلة حتى مع انقضاض هذا القدر على جسده المتعب فسرق منه القدرة على النطق وحرمه الكتابة في سنواته الثلاث الاخيرة وهو المالىء لبنان ودنيا العرب بموسوعيته المعرفية والصحافية في "النهار" والدراسات والمؤلفات والكتب.
86 عاماً من ملحمة انسانية مذهلة هي مزيج من كيمياء المجد الذي صنعه غسان تويني، أحد آخر الكبار والعمالقة في زمن التصق باسمه وطبعه بتوقيعه في الصحافة والفكر والديبلوماسية والسياسة ذات المعايير الاستثنائية، مقترنة بتجربة انسانية وشخصية لا يقوى على مواجهتها الا غسان تويني وحده.
معلم "النهار" والصحافة لا تقوى "النهار" على نعيه، بل تعاهد روحه وكل الارث الذي تركه للأجيال اللبنانية والعربية وما يمثل من امانة في عنق "النهار" على ان تبقى وفية لكل القيم والمعايير المهنية والوطنية والانسانية التي تختزنها سيرة كبيرها الراحل كما لكل حرف كتبه وكلمة قالها. وستبقى "النهار" مستمرة مستمدة من كبيرها الايمان في الاستمرار والشجاعة في الدفاع عن كل ما تركه لها مع الشهداء الذين ستقر عيونهم لانضمامه اليهم كبير الشهداء.
من اليمن إلى اليسار: عثمان العمير. غسان تويني. سلطان القحطاني. ميّ الياس
في الصف الثاني: نسرين عز الدين. عبدالله المسعود. سمر عبد الملك. مروة كريدية. خلف خلف. فهد سعود. ناصر الغنيم
نبذة عن حياته
لقب غسان تويني بـ"عملاق الصحافة العربية" بسبب عراقة صحيفة "النهار" التي تملكها عائلته والتي خرجت أجيالاً من الإعلاميين وأرخت لعقود من احداث المنطقة، وقد فضلها غسان تويني غالبا على السياسة التي اتقنها وتميز فيها بتجرده وترفعه عن المصالح الخاصة الصغيرة.
مناضل كان غسان تويني لم ترحمه الدنيا، لكنها لم تنل منه. ولعل الضربة الاقسى التي تلقاها كانت العام 2005 عندما اغتيل نجله النائب والصحافي جبران تويني في تفجير سيارة مفخخة، فخسر بذلك آخر فرد من افراد عائلته الصغيرة.
ويروي صحافيون في النهار ان غسان تويني الذي كان في باريس يوم مقتل ابنه وعاد في الليلة نفسها الى بيروت، اتصل بفريق التحرير ليملي عليهم عنوان الصفحة الاولى في اليوم التالي، وهو العنوان الذي صدرت فيه الصحيفة على ثمانية اعمدة "جبران لم يمت والنهار مستمرة".
بالقوة نفسها، وقف تويني في ماتم ابنه يدعو الى التسامح والتعالي عن الاحقاد. وقال في الكنيسة "أحسست ان هذه الجريمة التي طالت ابني، ومزقت كامل جسده، هي تحديدا جريمة تطال صورة الله. الله الذي خلق الانسان على صورته تم الاعتداء عليه مباشرة".
وبعد ان كان سلم ادارة جريدة النهار الى جبران تويني، لينصرف الى مؤلفاته وتقاعده، عاد وتسلمها بحماس سنوات الشباب وبشغف المهنة ذاته.
وبعد ان كان ابتعد عن السياسة، عاد وقبل، تحت ضغط محبيه والاوساط السياسية والشريحة الشعبية الواسعة الوفية لعائلته، بان يصبح نائبا في البرلمان للمدة المتبقية من ولاية ابنه والتي جاوزت الثلاث سنوات، وذلك من ضمن فريق 14 آذار الذي كان يشكل الاكثرية النيابية والوزارية في حينه.
ثم عاد وسلم الامانة مجددا في الجريدة والبرلمان الى حفيدته نايلة تويني، ابنة جبران. عرف غسان تويني بسعة علمه وثقافته ودبلوماسيته ومواقفه المستقلة، وان كان شكل في بعض الحقبات جزءا من ائتلافات سياسية معينة.
هو ابن عائلة ارثوذكسية عريقة من الاشرفية شرق بيروت. ولد العام 1926. في عام 1945، تخرج من الجامعة الأميركية في بيروت في الفلسفة. حصل على ماجستير في العلوم السياسية من جامعة هارفرد في الولايات المتحدة.
دخل البرلمان وكان لم يبلغ الخامسة والعشرين. وشغل مناصب وزارية مهمة. وكان مندوب لبنان الدائم في الامم المتحدة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في اوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحان اسرائيليان. وينظر اليه على نطاق واسع على انه "عراب" القرار 425 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 1978 والذي دعا اسرائيل الى الانسحاب من لبنان، الامر الذي لم ينفذ حتى العام 2000.
من ابرز مؤلفاته "اتركوا شعبي يعيش" في 1984، و"حرب من أجل الآخرين" عن الحرب الاهلية اللبنانية في 1985، و"سر المهنة وأسرار أخرى" في 1995.
اما كتابه الاخير فحمل عنوان "لندفن الحقد والثأر، قدر لبناني". وقد صدر باللغة الفرنسية بالتعاون مع الكاتب الفرنسي جان فيليب دو توناك، وهو عبارة عن سيرة ذاتية تروي محطات مهمة من حياة الصحافي والسياسي والدبلوماسي والانسان.
كتب غسان تويني الاف الافتتاحيات في صحيفة النهار، وكلفه بعضها دخول السجن بسبب جرأته ومواجهته السلطات في عز نفوذ ما كان يعرف ب"المكتب الثاني" (استخبارات الجيش) في الحياة السياسية على الدولة في حقبة الستينات واوائل السبعينات.
وسربت جريدة النهار بنود اتفاق القاهرة الشهير السري بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، ما احدث هزة في الساحة اللبنانية، وتسبب بسجن مرة اخرى لرئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير غسان تويني العام 1973، بتهمة "افشاء اسرار الدولة".
تركت السنوات آثارها على وجهه، الا انه ظل يطل عبر محاضرات او حلقات تلفزيونية خاصة او منتديات ثقافية، بشعره الابيض ونظارتيه الكبيرتين وسيجارته، وصوته الهادىء الواثق، يروي خبرات حقبة واسعة من تاريخ لبنان الحديث.
جاهر غسان تويني بايمانه المسيحي. الا انه آمن، كما كتب، بان "جوهر لبنان الرسالة هو الديمقراطية التي يجب ان يكون عاصمتها... أي الا يستوطنه الارهاب، ولا تتخمر في أرضه الاصوليات ايا تكن، مسيحية كانت أم اسلامية لا تمييز". كما دعا الى عروبة الحداثة والتجديد والانفتاح.
تزوج غسان تويني في الخمسينات من الشاعرة ناديا تويني، متحديا واياها كل التقاليد والاعراف، كونها متحدرة من عائلة درزية عريقة من جبل لبنان. ورزق الزوجان بثلاثة اولاد: نايلة التي توفيت في السابعة اثر اصابتها بالسرطان، ومكرم الذي قضى في حادث سير في فرنسا وهو في ربيع العمر، وجبران الذي كان في الثامنة والاربعين عندما قتل.
اما ناديا، فقد توفيت بعد اربع سنوات من وفاة ابنتها بالمرض ذاته. وتزوج غسان تويني مرة ثانية من شادية الخازن العام 1996.
ايلاف
وفاة الاعلامي اللبناني و مؤسس صحيفة "النهار" غسان تويني
توفي الإعلامي والنائب السابق ومؤسس صحيفة "النهار" غسان تويني فجر اليوم عن 86 عامًا في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.
"النهار" التي رثت الفقيد، كتبت:
"قبل سبع سنوات كتبها بخط يده "جبران لم يمت... و"النهار" مستمرة". فماذا تراها تكتب "النهار" في لحظة رحيله؟ وكيف تراها تتجرأ على نعيه وهو قاهر الفناء وأسطورة الايمان أمام المصائب والشدائد؟
أسلم نزيل الغرفة 929 في مستشفى الجامعة الأميركية الروح بعد 38 يوماً من جولته الأخيرة في نزاع مضنٍ مع قدره، ولا نقول أمراضه.
عملاق الصحافة اللبنانية والعربية وعميد "النهار" ومعلّم أجيالها المتعاقبة منذ تولى مبكراً مسؤولياته فيها وباني مجدها وصانع ألق الكلمة والفكر. النائب والوزير والسفير والديبلوماسي وصانع الرؤساء والعهود والسياسات في زمن مجد لبنان ومجد الرجال، كما في زمن الاحداث الكبيرة وزمن الكبار الكبار.
الصارخ "اتركوا شعبي يعيش" أمام مجلس الامن، ومطلق حقيقة "حرب الآخرين على أرض لبنان"، غسان تويني رحل بعد ثلاث سنوات من اشتداد جلجلة أقعدته حتى عن قلمه الساحر وافتتاحيات صباحات الاثنين، ذاك القلم الذي كان الاقرب التصاقاً بصاحبه الكبير والأحب اليه بعد احبائه. المؤمن الاسطوري الذي ذاق من تجارب قدره ما يفوق قدرة البشر على الاحتمال... من موت طفلته نايلة الى مرض زوجته ناديا وموتها، الى مقتل ابنه الثاني مكرم في حادث سير مفجع، الى ذروة الذروة في استشهاد ابنه البكر جبران في اغتيال وحشي... هذا المؤمن لم تفارقه شجاعة مذهلة حتى مع انقضاض هذا القدر على جسده المتعب فسرق منه القدرة على النطق وحرمه الكتابة في سنواته الثلاث الاخيرة وهو المالىء لبنان ودنيا العرب بموسوعيته المعرفية والصحافية في "النهار" والدراسات والمؤلفات والكتب.
86 عاماً من ملحمة انسانية مذهلة هي مزيج من كيمياء المجد الذي صنعه غسان تويني، أحد آخر الكبار والعمالقة في زمن التصق باسمه وطبعه بتوقيعه في الصحافة والفكر والديبلوماسية والسياسة ذات المعايير الاستثنائية، مقترنة بتجربة انسانية وشخصية لا يقوى على مواجهتها الا غسان تويني وحده.
معلم "النهار" والصحافة لا تقوى "النهار" على نعيه، بل تعاهد روحه وكل الارث الذي تركه للأجيال اللبنانية والعربية وما يمثل من امانة في عنق "النهار" على ان تبقى وفية لكل القيم والمعايير المهنية والوطنية والانسانية التي تختزنها سيرة كبيرها الراحل كما لكل حرف كتبه وكلمة قالها. وستبقى "النهار" مستمرة مستمدة من كبيرها الايمان في الاستمرار والشجاعة في الدفاع عن كل ما تركه لها مع الشهداء الذين ستقر عيونهم لانضمامه اليهم كبير الشهداء".
البيان
غسان تويني عملاق الصحافة العربية يرحل بعد معاناة
مناضل سياسي ترفع عن الصغائر ودعا للتسامح عقب مقتل ابنه
العربية.نت
أعلنت صحيفة "النهار" اللبنانية، وفاة النائب والوزير اللبناني السابق، غسان تويني، عملاق الصحافة العربية، فجر اليوم الجمعة، عن عمر يناهز السادسة والثمانين عاما، في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بعد معاناة مع المرض.
وقالت الصحيفة في نعيها إنها "ستستمر في مسيرتها الإعلامية في الدفاع بشجاعة عن كل ما تركه لها تويني، الذي عانى بمقتل ابنه جبران تويني في انفجار قبل 7 سنوات.
وتخرجت أجيال من الإعلاميين من صحيفة "النهار" التي تملكها عائلة تويني، وأرخت الصحيفة لعقود من أحداث المنطقة.
مناضل مترفع عن الصغائر
وغالباً ما فضل تويني الصحافة على السياسة، التي أتقنها وتميز فيها بتجرده وترفعه عن المصالح الخاصة الصغيرة، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وكان غسان تويني مناضلاً لم ترحمه الدنيا، لكنها لم تنل منه. ولعل الضربة الأقسى التي تلقاها كانت العام 2005، عندما اغتيل نجله النائب والصحافي، جبران تويني، في تفجير سيارة مفخخة، فخسر بذلك آخر فرد من أفراد عائلته الصغيرة.
ويروي صحافيون في "النهار" أن تويني، الذي كان في باريس يوم مقتل ابنه جبران وعاد في الليلة نفسها إلى بيروت، اتصل بفريق التحرير ليملي عليهم عنوان الصفحة الأولى في اليوم التالي، وهو العنوان الذي صدرت فيه الصحيفة على ثمانية أعمدة: "جبران لم يمت.. والنهار مستمرة".
وبالقوة نفسها، وقف تويني في مأتم ابنه يدعو إلى التسامح والتعالي عن الأحقاد. وقال في الكنيسة: "أحسست أن هذه الجريمة التي طالت ابني، ومزقت كامل جسده، هي بالتحديد جريمة تطال صورة الله. الله الذي خلق الإنسان على صورته".
وبعد أن سلم إدارة "النهار" إلى جبران تويني، لينصرف إلى مؤلفاته وتقاعده، عاد غسان تويني وتسلمها، عقب مقتل ابنه، بحماس سنوات الشباب وبشغف المهنة ذاته.
ورغم ابتعاده عن السياسة، عاد وقبل تحت ضغط محبيه والأوساط السياسية والشريحة الشعبية الواسعة الوفية لعائلته، أن يصبح نائبا في البرلمان للمدة المتبقية من ولاية ابنه، والتي جاوزت 3 سنوات، وذلك ضمن فريق 14 آذار، الذي كان يشكل الأكثرية النيابية والوزارية في حينه.
ثم عاد تويني وسلم الأمانة مجددا في الصحيفة والبرلمان إلى حفيدته نايلة تويني، ابنة جبران.
وعُرف غسان تويني بسعة علمه وثقافته ودبلوماسيته ومواقفه المستقلة، وإن كان شكل في بعض الحقبات جزءاً من ائتلافات سياسية معينة.
"لندفن الحقد والثأر"
وغسان تويني ابن عائلة أرثوذكسية عريقة من الأشرفية شرق بيروت. ولد العام 1926. وفي عام 1945، تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت في الفلسفة. وحصل على ماجستير في العلوم السياسية من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة.
ودخل تويني البرلمان دون سن الخامسة والعشرين. وشغل مناصب وزارية مهمة. وكان مندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات في أوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحان إسرائيليان. وينظر إليه على نطاق واسع على أنه "عراب" القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 1978، والذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من لبنان، الأمر الذي لم ينفذ حتى العام 2000.
من أبرز مؤلفاته "اتركوا شعبي يعيش" في 1984، و"حرب من أجل الآخرين" عن الحرب الأهلية اللبنانية في 1985، و"سر المهنة وأسرار أخرى" في 1995.
أما كتابه الأخير فحمل عنوان "لندفن الحقد والثأر، قدر لبناني". وصدر باللغة الفرنسية بالتعاون مع الكاتب الفرنسي جان فيليب دو توناك، وهو عبارة عن سيرة ذاتية تروي محطات مهمة من حياة الصحافي والسياسي والدبلوماسي والإنسان.
ضرائب الصحافة
كتب تويني آلاف الافتتاحيات في صحيفة "النهار"، وكلفه بعضها دخول السجن بسبب جرأته ومواجهته السلطات في عز نفوذ ما كان يعرف بـ"المكتب الثاني" (استخبارات الجيش) في الحياة السياسية على الدولة في حقبة الستينيات وأوائل السبعينيات.
وسربت جريدة "النهار" بنود اتفاق القاهرة الشهير السري بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، ما أحدث هزة في الساحة اللبنانية، وتسبب بسجن مرة أخرى لرئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير غسان تويني العام 1973، بتهمة "إفشاء أسرار الدولة".
وتركت السنوات آثارها على وجه تويني، إلا أنه ظل يطل عبر محاضرات أو حلقات تلفزيونية خاصة أو منتديات ثقافية، بشعره الأبيض ونظارتيه الكبيرتين وسيجارته، وصوته الهادئ الواثق، يروي خبرات حقبة واسعة من تاريخ لبنان الحديث.
وجاهر تويني بإيمانه المسيحي. إلا أنه آمن، كما كتب، بأن "جوهر لبنان الرسالة هو الديمقراطية التي يجب أن يكون عاصمتها... أي ألا يستوطنه الإرهاب، ولا تتخمر في أرضه الأصوليات أيا تكن، مسيحية كانت أم إسلامية لا تمييز". كما دعا إلى عروبة الحداثة والتجديد والانفتاح.
وفاة غسان تويني عميد الصحافة اللبنانية
يلقب تويني بأنه عملاق الصحافة العربية
توفي الجمعة غسان تويني، السياسي والدبلوماسي اللبناني المعروف، عن 86 عاما.
ويلقب تويني في لبنان بأنه "عملاق الصحافة العربية" و "عميد الصحافة اللبنانية".واعتبرت صحيفة "النهار" ، التي تمتلكها أسرة تويني، رحيله بأنه رحيل لفجر النهار.
وقال الوزير السابق والنائب الحالي مروان حماده "لقد غاب احد آخر ابطال حرية التعبير في لبنان وفي العالم العربي".
واضاف حمادة ان تويني "صنع من النهار الصحيفة المستقلة الكبرى في العالم العربي في وقت لم يكن احد يجرؤ خارج لبنان على كتابة سطرين لا يمجدان الحكام والانظمة الاستبدادية".
وبدأ تويني عمله الصحافي وهو في أوائل العشرينات في جريدة النهار التي اسسها والده العام 1933. وما لبث ان دخل المجال السياسي واصبح عضوا في البرلمان اللبناني وكان في الخامسة والعشرين من عمره.
وشغل مناصب وزارية مهمة. وكان مندوب لبنان الدائم في الامم المتحدة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات في اوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحان اسرائيليان للبنان.
وينظر الى تويني على نطاق واسع على انه "عراب" القرار 425 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 1978 الذي دعا اسرائيل الى الانسحاب من لبنان، الامر الذي لم ينفذ حتى العام 2000.
وقال وزير الثقافة السابق طارق متري المقرب منه لوكالة فرانس برس "خسرنا شخصية مارست السياسة المترفعة عن النزاع على السلطة التي تتمحور على الخير العام، السياسة التي يوجد بينها وبين الثقافة ارتباط حميم".
وكان تويني قد توقف قبل ثلاث سنوات عن كتابة افتتاحيته في جريدة "النهار" بسبب العجز والمرض.
لغسان تويني مؤلفات كثيرة ابرزها "اتركوا شعبي يعيش" وهو عنوان خطاب القاه في الامم المتحدة خلال الحرب الاهلية اللبنانية بين عام 1975 و1990 و"حرب من اجل الآخرين".
BBC