خرج اكثر من خمسة آلاف عراقي في تظاهرة حاشدة في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق منددين بتردي الخدمات العامة في المحافظة وعدد من المحافظات العراقية.
وطالب المتظاهرون بوضع حد لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي المستمر والذي عبر عنه المتظاهرون بانه وصل حدا لايمكن احتماله.
يشار الى ان ساعات انقطاع التيار الكهربائي وصلت في بعض مناطق الجنوب الى نحو عشرين ساعة يوميا، ووسط اجواء حارة جدا، حيث تجاوزت درجة الحرارة 50 درجة مئوية.
وهذه ليست التظاهرة الاولى، اذ خرج قبل ذلك الآلاف من اهالي مدينة البصرة لنفس الغرض، ورافق التظاهرة اعمال عنف نتج عنها مقتل واصابة عدد من المتظاهرين برصاص الشرطة، التي حاولت السيطرة على الاحتجاجات.
وقد افادت مصادر صحية في البلاد بوفاة مصاب على الاقل متأثرا بجروح نتيجة اطلاق النار عليه.
وطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في بيان صدر عن مكتبه، اهالي البصرة بـ الهدوء وضبط النفس، وتفويت الفرصة على اولئك الذين يحاولون استغلال هذه القضية واثارة الفوضى وعدم الاستقرار في المحافظة ، حسب تعبيره.
كما ارسل المالكي وفدا الى البصرة لاجراء تحقيق وامر بارسال كمية اضافية من وقود الديزل الى اصحاب المولدات الاهلية التي يعتمد على عملها الغالبية من العراقيين في سد احتياجهم من الكهرباء.
كما امر المالكي باحالة عدد من مسؤولي قطاع الكهرباء الى التحقيق، حسب البيان الرسمي.
وقد رفع المتظاهرين لافتات تقول: يا أعضاء مجلس المحافظة اطفئوا مكيفاتكم، وان كنتم عاجزين عن توفير الكهرباء لا تقودوا البلاد ، وشعار: السجن أكثر راحة من بيوتنا .
كما حملوا نعشا كتب عليه: موت الكهرباء، ويا رئيس الوزراء البصرة لا نريد النفط. نريد الكهرباء والماء .
واتهم اعضاء في قائمة دولة القانون الذي يترأسها المالكي جهات سياسية، لم يسمونها، بالوقوف وراء المظاهرات، وقالوا انه تلك الجهات تريد وقف المالكي عن سعيه لولاية ثانية لرئاسة الوزراء .
الا ان مصادر اخرى قالت ان التظاهرة كانت عفوية، وخرجت للتنديد بواقع خدمات المحافظة المتردية. وتعد مدينة البصرة ثاني أكبر مدينة عراقية من حيث عدد السكان، وأغني مدن العراق في انتاج النفط الخام.
الا ان البصرة تعيش اوضاعا اقتصادية صعبة للغاية حيث تتردى او تنعدم الخدمات في بعض الاحياء، فضلا عن غياب حركة النمو العمراني في المنفذ التجاري الوحيد شمال الخليج.
يذكر أن محطات الكهرباء العراقية تعمل بحوالي ثلثي قدرتها البالغة 11 ألف ميغاوات بسبب تعرضها لهجمات متكررة من مسلحين، كما انها عانت لعدة سنوات من الاهمال.
وقد وقع العراق في ديسمبر/كانون الأول من عام 2008 عقودا قيمتها ثلاثة مليارات دولار مع شركتي جنرال الكتريك الامريكية وسيمنز الالمانية لإضافة 11 ألف ميغاوات للجهد الكهربائي