معك ....مرت السنوات مثل ريح ...يصعب اللحاق بها ...معاً كبرنا ..و تغيرت وجوهنا ...وحدهم رفاقنا القدامى مازالوا يروننا كما كانوا يفعلون اول الامر ..لا يرون مسالك السنين على ملامحنا ...ارواحهم هي من ترانا ..كما نراهم ...كلما جمعتنا الصدف .
اجمل ما في الامر ...اننا رغم افتراق الجميع .... ما زلنا انا و انت معاً .
حين اجلس الان في انتظارك في المساء...يخطر لي مثل طرفة...كيف قلبت السنين الامور ...و تبادلنا كراسي الانتظار ..يامن كان مُنتظري كل صباحٍ على كرسيه المقابل للباب في نادي الكلية العتيق ...فقط ليحظى بأول ( صباح الخير ) مني.
عمتَ مساءً .
سافر على اثير قلقها ...منح نفسه رحلة استجمام طويلة الامد من الصمت ..
خصصت مقعداً صبوراً و كتاباً ذكياً و فنجان قهوة ، ليشاطرنها وحدتها ، ريثما يصحو من سُكر الرغبة في البعاد .
امام المرآة ، اتخذت قرارها بأن تعود لنفسها ...ان تدلل الانثى التي جففت منابعها عبر رحلة الوفاء لسدوده ...
اغمضت عينيها ...و قطعت بسيف الماسكارا عنق الماضي .
- أمازلتِ تحبينه ؟
- بالتأكيد .
- و ماذا انت ِ اذاً فاعلة ؟
- كما افعل ُُ كل يوم ....حتى يجيء يوم ينشر فيه نعي ٌٌ لهذا الحب على صفحة لن يقرأها قلبي ..لأنه سيكون قد نسي .
و الفضل للأيام ...فلنمنحها الفرصة فقط.