و ها قد اقبل يوم لن يجيء الصبح فيه بملامحه ...
ببرود سلامه ...
بمحاولاته المستمرة للتظاهر بأنه غير معني بها ...
و فصامه بعد ثانيتين، حين يعود ، ليمر عشر مرات ٍببابها المفتوح ...كطفل يتمنى نهاية الخصام .
ها قد اتى يوم ...لن تبتسم فيه من الاعماق حين تتطلع الى حيرته ..و صمته ..
و لن تشعر بأنها امراة طيبة القلب بعد الان ...كما اعتادت ان تشعر حين تعطف على عينيه بنظرة ...
ها قد اتت .......نقطة نهاية الكلام ....و الصمت ...و كل شيء .
الوجوه صحائف ....بعضها لغوٌ ، كتب لنعرض عنه ...
مثل الايمان بانها ستمطر ، فقط لأن هاتفك المتذاكي يخبرك بهذا ، فيما الشمس تمسح جبين السطوح المبتلة بكذبة الصباح عبر شباكك ...
تولد امرّ الحكايا ، فقط لتئدها ضحكات لا مبالٍ بالراوي المتعب سهراً.
هل كان يظن انها ستمقته فقط لأن ملامحه الشرقية ...كانت شرقية جداً هذا الصباح ..و ذاك الصباح ...و كل صباح !!!!
ربما ظن ذلك ...ربما .
انا امرأة يمكنها ان تكون قاسية ..لكنها تحتفظ بتهذيبها حتى النهاية ....و قلة من هم كذلك .
المقاعد في الخارج تغرق بالندى ...والسماوات تهدهد صخب المدينة الغافي ...
البرد يفترش الطرقات العارية من المارة ..و بعض مركبات تبعث اضواءً على استحياء حين تمر مسرعة ...كان ذلك حين اعلنت ساعة هاتفها انتصاف الليل ...
صم وجيبُ قلبها سمعَها ...و تسمرت حدقتاها على شاشة الهاتف السوداء المغلقة ...
و كمن تستنطق ابكما ً ، بقيت تحدق فيها بترج ٍ أحمق ...
صوته المغامر ، العابر للقارات ...الدافيء النبرات ، يكاد يختفي من ذاكرتها ...
كلماته التي لم تكن يوما ً قاطعة ...ذابت مع الايام ..
حتى نكهة الانتظار الاول فقدت نكهتها ...
تذكرت انها منذ امدٍ بعيد تركت سلة الامل على قارعة طريق غريب ...و غادرت حافية .
نيسان عاد يخادعها ....كما تفعل اضواء السيارات بعتمة الليل ...
لكن الاضواء تمر...و نيسان آخر سيرحل ...سيهز اغصانها و يرحل ...دون ان يهبها قداحه ...و دون ان يتركها تذبل في سلام .
يدها مازالت قابضة على الهاتف الميت ..ضغطت على الزر طويلا ً ....كتمت انفاسه ...و انفاس انتظارها ...ذرفت دموعها الموسمية ....و علقته على الصليب ..بانتظار نيسان آخر.
احيانا ً نكون بحاجة لكم ٍ من حب ...يعجز البشر عن تقديمه .
الأحلام التي تبقى أحلاما لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو على ما حدث مرة واحدة وما كنا ندري انه لن يتكرر
أحلام مستغانمي
في قصص الحب ..يكون الرجال دائما نقطة انقطاع الحديث ...وهو ما يسبق خاتمة الرواية ..
اسفاً ...
الصباح الذي يلي ليل عاصفة ..صباح ٌ مغمور بالتسامح ....مغسول من لعنة التذمر ...رغم ان في قاع كأسه خيطاً من اسى ...يرفض ان يذوب في شاي النسيان ...
صباحكم ....برشةلونه .
رد مع اقتباس