صباحكم كما انتم ...خير كله .
صباحكم كما انتم ...خير كله .
اساورها تعبثُ بمعصمها ..تُنطق بُكمه ..و عطرها يضجُّ معلنا ً وفودها ..و كعبها عالي الكعب يطرق ابواب الارَضين السبع ...توقظُ حتى الاموات ...
تلك الكريستاليةُ المشعة ، نبيّةُ الضوء و مولودةُ الفجر ...ما زالتْ تقف في نهاية مسارها امام بابه الاصمِّ الموصد ...ترتدي غضب الشمس ...لتُمطر على اعتابهِ سماؤها ...و ارضُه الصحراء لا تُنبت الا الشّوك ...
تخلع اساورها ...تلبس شوكه في معصميها ...و تنزف حُبا ً...حُباً ...حُبا ً.
اغنية المساء انت ....و ابتهالات نوره ...مساؤنا لا كالمساءات المظلمة ...يا اغنية القمر التام .
لا يعرفني مثل دعاء امي ....يمسكني من معصم الوجع المتوشح بالصمت ...يرفعني بكفيها ...للسماء ..دعوة لا ترد .
اشعر بالضيق ...بالضيق ....بالضيق ..هل تكفي ثلاثية للتعبير عن قلب قلق ؟بالتأكيد لا .
اذكر انني في جلسةٍ اليوم َ مع صديقة كانت تشعر بخيبات أمل ....تفلسفت كثيراً حول مفهوم اننا جميعا بشر ..و من الممكن ان نمارس الخذلان في لحظات ضعفنا ..و ان الخذلان بضاعة تدور بيننا ..و ان علينا ان نسامح ...اشعر الان بالسخف ...للفكرة ...لأن قضمة كبيرة من خذلان جعلتني اغص ّ فجأة ....
لابد ان صديقتي شعرت بسخفي ايضا ً...مدينة انا لها بتحمل وجبة من سخافتها يوماً ما .
اكبر خيباتنا ..تجيء حين نحسن الظن بأنفسنا ..ادين لنفسي ايضا ً بالاعتذار .
تعرف متى عليها ان تتوقف على كتف الطريق ..لتسند اليه رأس تعبها من المسير ...لتستنشق بعمق ٍ نسيم الصمت على نية سبات ...تعرف متى تنزع عن كتفيها معطف عتبهم جميعا ً لتبدو اكثر شباباً حين تترجل ..
تعرف كل ذلك ..لأنها لا تتعرف نفسها صورة في مرآة ..و لم تكتشفها في عيون الاخرين ..هي تعرفها لانها الصديقة الأهم ...
و من حق اصدقائنا ان نريحهم احيانا ً...و لو اضطررنا للتخلف عن ركب آخرين .