مرحبا بكل من حضر
مرحبا بكل من حضر
الوقوف على اعتابك ..حكاية اخرى ...مليئة بالتردد ...مليئة بالتراجع المضمر ....مليئة بالرغبة في الولوج ...و الخوف منه...
لم لا تبسط الامر فتذبح العتبة و تمهد المدخل ...!
الرسائل ممزقة الاجنحة ..لا تصل ...لا في الوقت المحدد و لا بعده ..
شعلة الاطفال في نموها لا تأخذ لهيبها إلا من الوالدين
فلا تتقد هذه الا باضمحلال تلك .... رفقا ، رفقا .
مساؤكم بار بالوالدين ورأفة بشيبتهما
لو ان لي ان اكتب ما اسمع من افكار تغلي في دماغي ....لانصهرت في عرف الاخرين ...
الاخرون الذين اساؤوا ...و ما زلنا نحرص الا نسيء اليهم .
و اخافني... كما يخاف احمق توشك العرافة على ان تقلب فنجانه ...فنجانه الذي ارتشفه حتى اخر مرارته ..
لوحدي تماما مع دمعة في صالة القلب تتضايف ..و تخنقني .
في الاوقات التي يهرب فيها النوم بلؤم ...يصدف فيها دوما ان تنتهي كل الاشياء التي يمكن ان تشغلنا ...عما يدور في رؤوسنا من قرف.
تواجها ....
توسطهما الم ...اغرقها بالدمع ....و اعتصره بكف الصمت .
استمرت تبكي لدقائق بدت له عمرا ...نشجت ...و انهارت ..
كل ما بدا عليه انفاس فقدت نظام ايقاعها ..
كان قلبه يشاركها البكاء ، تمنى لو انه استطاع ان يضمها اليه ..لمرة اولى و اخيرة ..لكنه حفظ حق المسافة الفاصلة بينهما .
نجح اخيرا في سماع صوته :
- كفي عن البكاء ....لن يغير هذا من الامر شيئا ..لم تعذبين قلبي ؟
سددت له نظرة مبتلة ...جاوزت في معانيها كل العتب ...و التعب .
سمعها تحاول ان تقول :
- احقا انا التي تعذب قلبك ! انت مجنون ام مجنون ؟
طأطأ رأسه ...كان يشعر في اعماقه انها لا تفهمه ..و احس بالظلم .
- لا ترحل .
كانت ترجوه .
- لا استطيع التراجع الان ..انا مرتبط بعهد اكبر من هذا الحزن .
- لا ترحل ....لا تتركني ...سأموت بعدك .
سمع نفسه يمازحها بأسى : يالها من خيانة عظمى ..تموتين و تتركينني!
نظرت اليه متوسلة مرة اخرى : - لا تذهب.
اشاح بنظره لكي لا يكسر زجاج المسافة...
سمعها تتحدث و هي تدك شفتيها : لا فائدة اذن !
ليمت هذا القلب اذن بتوقيت لا تختاره انت ....ليمت دون انتظار ...دون ان يمر بباب القلق الدامي ...و الامل الكاذب في ان تجيء مرة اخرى ...دون ان يحلم بالمستحيل الذي قد لا يكون مستحيلا في الحلم فقط ..
استدارت ...
أغمض عينيه ...
ودعها قبل ان تودعه .