فقد أحدهم ولداً له, فقام أهله بالبكاء واللطم علية, وبقوا على هذا الحال أياماً, وفي أحد الأيام صعد الأب الى أحد غرف المنزل المتروكة, فوجد أبنه جالساً في أحد زويا الغرفة, فقال يابني أنت على قيد الحياة, أما ترى مانحن فيه على فقدك, فقال الولد أعلم ياأبي, ولكني وجدت بيض لدجاجة قد تركتة, وقد رقدت علية, بدل منها ولن أبرح مكاني حتى يفقس البيض, فنزل الأب الى أهلة وقال لهم وجدت أبني حياً ولكن لاتقطعوا البكاء واللطم".
سأم الشعب العراقي من البكاء واللطم, على مافقده من أموال منهوبة ومسروقة, من بعض ساسة البلد ومافيات الفساد, وبعض ضعفاء النفوس, حتى أصبح يتمنى أن يفقس البيض الذي يرقدون علية. أغلب ساستنا يمتلكون ملفات فساداً ضد المتهمين بالسرقة والمفسدين, والتي هي عبارة عن أدلة دامغة, لعمليات السرقات وغسيل الأموال والصفقات التي نهبوها من خيرات البلد, ويلوحون بها بين الحين والأخر, لغرض الضغط عليهم لتحقيق مكاسب معينة, او للتغطية على فسادهم, او من باب (سدلي وسدلك).
تكلم رئيس الوزراء السابق, عن أمتلاكة أطنان من الوثائق وملفات الفساد,ضد أغلب ساسة البلاد, وأنه مستعد لكشفها أمام القضاء, ولكن سرعان ماخفت هذا الصوت, وبدء بالتلاشي وضاعت أمال العراقيين, حسب ما خيل لهم, بكشف أكبرالسرقات في التاريخ, والتي يتحمل الرجل جريرتها, وأثمها الأكبر لكونها حصلت في فترة حكمه, والتي تعتبر من أسوء الفترات في تاريخ العراق, فأصبح الرجل يرقد على تلك الملفات كما يدعي, ونحن نلطم منتظرين أن تفقس او تفوح منها رائحة البيض الفاسد, لكثرة الرقود عليها.
تلك الرائحة النتنة لاطاقة لأحد على تحملها, وبالتالي سيشم العالم والشعب العراقي, تلك الرائحة الكريهة, وتنتشر مع الريح في جميع أنحاء البلاد, ولاتوجد طريقة للاخلاص منها, سوا أتلافها وحرقها للتخلص منها, وسيكون الراقد عليها منهك القوى لايستطيع الدفاع عن نفسة, أمام الشعب والقضاء, والذي سيتوقف عن البكاء واللطم, ليعلن أنه وجد ما كان مفقود, ليطلق العنان لفرحة, رغم رائحتكم النتنة التي لاطاقة لأحد بتحملها, فلاتطيلوا الرقود على فسادكم فأنه سيفقس عن قريب.