النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

حميدة المصفاة ... أم الإمام الكاظم (عليه السلام)

الزوار من محركات البحث: 871 المشاهدات : 3515 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    سَرمَديّة
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 32,335 المواضيع: 2,167
    صوتيات: 152 سوالف عراقية: 98
    التقييم: 11955
    مزاجي: الحمدلله ، جيد
    المهنة: legal
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ 21 ساعات
    مقالات المدونة: 19

    حميدة المصفاة ... أم الإمام الكاظم (عليه السلام)

    نساء فاضلات
    حميدة المصفاة ... أم الإمام الكاظم (عليه السلام)


    لا شك أن الله تعالى كما يختار لحججه أطهر الأصلاب ، فهو يصطفي لهم الأرحام المطهرة ، والحجور العفيفة المنحدرة من أصول زاكية ؛ إذ لا يخفى مدى تأثير الأم ، وانعكاس صفاتها وملكاتها النفسية والخلقية على ولدها ؛ وبذلك تتظافر عوامل الوراثة مع المواهب الذاتية التي منحها الله للمعصومين (عليهم السلام )؛ ليصبحوا في أعلى مراتب الكمال الإنساني .

    التخطيط الإلهي في اختيار أمهات المعصومين:

    الملاحظ في أغلب أمهات المعصومين (عليهم السلام ) أنهنَّ من الجواري ، وهذا لحكمة أرادها الله تعالى ، وأرادها الأئمة (عليهم السلام) ، وإنما وقع اختيار الأئمة ( عليهم السلام ) على هؤلاء الجواري من دون سائر النساء ؛ لعلمهم ( عليهم السلام ) بأنهنَّ قد جمعن شرائط الاقتران بالمعصوم ، وصلاحيتهنَّ لإنجاب الإمام المعصوم ، والذي يدل على الاختيار الخاص للأم التي ستلد الإمام قبل ولادته بعشرات السنين ما ورد عن جابر بن عبد اللّه قال : ( دخلت على مولاتي فاطمة الزهراء . . . ، فقلت لها : يا سيّدة النساء ! ما هذه الصحيفة التي أراها معك ؟
    قالت : فيها أسماء الأئمّة من ولدي . . . أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة أُمّه جارية اسمها حميدة المصفّاة ) .

    ومما يؤيد هذا الوجه أن الإمام (عليه السلام ) قد يختار واحدة بعينها من دون سائر الجواري اللاتي عرضن للبيع ، وقد تكون غير صالحة بحسب المعايير المادية للبيع والشراء كأن تكون مريضة في ذلك الوقت - كما سنرى في الرواية اللاحقة - إلا أن الإمام ( عليه السلام ) لا يختار غيرها ، بل تذكر المصادر أن هذه الجارية - مثلاً - قد تمتنع عن الاستسلام لأي مشترٍ يتقدم لشرائها حتى يكون الذي يشتريها هو الإمام ( عليه السلام ) بالذات مع إنها في ظروف لا تملك من أمرها شيئاً الأمر الذي يؤكد على أن هناك تخطيطاً إلهياً متقناً لأن تكون هذه المرأة قرينة للإمام ، وقد أعدّها الله تعالى لتصبح أماً للمعصوم ( عليه السلام ) .
    هذا بالإضافة إلى أن المرأة التي يقع اختيار الإمام ( عليه السلام ) عليها ليست من عامة الناس ؛ بل من أشرف النساء ، وذات مكانة في قومها غير إنها وقعت في الأسر وجرّها ذلك إلى سوق النخاسين .

    إن اكرمكم عند الله أتقاكم:

    لا شك أن كون أم الإمام (عليه السلام) من الجواري لا ينقص من مكانة الإمام ومنزلته في الأمة ؛ لأن المعيار الإسلامي في تقييم الأشخاص هو التقوى وقد أكّد القرآن الكريم في آياته ، والرسول العظيم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سيرته على ذلك ، وكانت النظرة إلى جميع الناس على أساس من التساوي ونبذ الفوارق العرقية والنسبية ، ولذا رفع الإسلام من شأن (سلمان) الفارسي الأصل حتى صار يُنسب إلى أهل بيت العصمة فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( سلمان منّا أهل البيت ) بينما وضع (أبا لهب) العربي الأصل والقرشي النسب ، وهو عم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بل ونزل الوحي بلعنه في سورة قرآنية كاملة .
    لكن سلوك بعض الخلفاء المخالف للإسلام أحيا النعرات الجاهلية ، وأعاد الطبقية إلى المجتمع الإسلامي ، وأسَّس لمنهج مخالف لما أراده الله ورسوله ، وحتى صار العربي يأنف من الاقتران بغير العربية ؛ لذا يروي لنا التاريخ أن (عبد الملك بن مروان) الأموي لام الإمام السجاد -عليه السلام - بشدة عندما أبلغه جواسيسه نبأ زواج الإمام من جارية له ، لكن الإمام -عليه السلام- ردَّ عليه بجواب أفحم حجته .
    لقد أراد الأئمة -عليهم السلام- إظهار فساد هذه السياسة بإجراء عملي ، وبدأوا بأنفسهم ، وتزوجوا الجواري , وأولدوهنَّ خير البنين والبنات .

    أم الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام):

    من أمهات الأئمة اللواتي كنَّ أمهات ولد زوجة الإمام الصادق ، وأم الإمام الكاظم (عليهما السلام) ، وهي السيدة حميدة المصفاة ابنة صاعد البربري ، وقيل : اسمها نباتة ، وتلقّب لؤلؤة ، ويقال : إنّها أَنْدلسية ، وفي مصادر أخرى أنها مغربيّة ، وكانت من التقيات الثقات ومن أشراف الأعاجم .
    وصفها الإمام الصادق -عليه السلام- بقوله : ( حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها ، حتى أُدِيت إليَّ كرامة من الله لي ، والحجة من بعدي ) .
    وهذا القول في وصفها يدل على ما ذكرناه سابقاً من وجود تخطيط إلهي متقن في شأن هؤلاء النسوة ليكنَّ - دون غيرهن- أمهات للمعصومين .
    ومن فضل السيدة حميدة ومكانتها العلمية ما يظهر من بعض الروايات أن الإمام الصادق -عليه السلام- كان يأمر النساء في أخذ الأحكام إليها ، وكان -عليه السلام- يرسلها مع (أم فروة) تقضيان حقوق أهل المدينة .
    وهي التي وهبت لابنها الإمام الكاظم -عليه السلام- الجارية المسماة (تكتم) والتي كانت من أفضل النساء في عقلها ودينها ، وأوصته بها قائلة : (يا بني إن تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها ولست أشك أن الله سيطهر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك فاستوص بها ) .
    لقد ذكرنا سابقاً أن اختيار أية امرأة لتكون أماً للمعصوم لا يأتي اعتباطاً فاختيار السيدة (حميدة) هذه الجارية لتكون زوجة للإمام الكاظم -عليه السلام- ، وتوقعها أن يكون من نسلها ذرية طاهرة يدل على علم خُصّت به ، أو ذكاء توسّمت من خلاله بشخصية الجارية (تكتم) ، ومستقبلها المشرق في عالم الإمامة .

    مع الإمام الباقر (عليه السلام):

    دخل أحد الأصحاب على الإمام الباقر -عليه السلام- وكان ابنه الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائماً عنده ،فسأله لأيّ شيء لا تزوّج أبا عبد اللّه فقد أدرك التزويج ؟ قال ( عليه السلام )- وكان بين يديه صرّة مختومة - : سيجيء نخّاس من أهل بربر فينزل دار ميمون ، فنشتري له بهذه الصرّة جارية .
    قال : فأتى لذلك ما أتى ، فدخلنا يوماً على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال : ألا أُخبركم عن النخّاس الذي ذكرته لكم ؟ قد قدم ، فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرّة منه جارية ، قال : فأتينا النخّاس ، فقال : قد بعت ما كان عندي إلاّ جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الأُخرى ، قلنا : فأخرجهما حتّى ننظر إليهما ، فأخرجهما . فقلنا : بِكَم تبيعنا هذه المتماثلة ؟ قال : بسبعين ديناراً ، قلنا : أحسن ، قال : لا أُنقص من سبعين ديناراً ؟ قلنا له : نشتريها منك بهذه الصرّة ما بلغت ، ولا ندري ما فيها . ففككنا الصرّة ، ووزنّا الدنانير فإذا هي سبعون ديناراً ، لا تزيد ولا تنقص ، فأخذنا الجارية فأدخلناها على أبي جعفر ( عليه السلام ) وجعفر قائم فأخبرْنا أبا جعفر بما كان ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال لها : ما اسمكِ ؟ قالت : حميدة .
    فقال ( عليه السلام ) : حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة ، فقال ( عليه السلام ) : يا جعفر خذها إليك ، فولدت خير أهل الأرض : الإمام موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) .
    هذه الرواية تدل على اهتمام الإمام المعصوم -عليه السلام- في اختيار الأم التي ستلد الحجة ، وتخطيطه وسعيه لإتمام الأمر بحسب ما أطلعه الله عليه من علم بخفايا الأمور .

    السيدة حميدة وولادة الإمام الكاظم (عليه السلام):

    روي عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبد الله -عليه السلام- في السنة التي ولد فيها ابنه موسى -عليه السلام- ، فلما نزلنا الأبواء وضع لنا أبو عبد الله -عليه السلام- الغذاء ولأصحابه ، وكان -عليه السلام -إذا وضع الطعام لأصحابه أكثره وأطابه ، فبينا نحن نتغذى أتاه رسول حميدة : إن الطلق قد ضربني ، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا .
    فقام أبو عبد الله -عليه السلام- فرحاً مسروراً فلم يلبث أن عاد إلينا حاسراً عن ذراعيه ضاحكاً سنه ، فقلنا : أضحك الله سنك ، وأقرَّ عينك ما صنعت حميدة ؟ فقال : وهب الله لي غلاماً ، وهو خير من برأ الله ، ولقد خبّرتني بأمر كنت أعلم به منها ، قلت : جعلت فداك وما خبّرتك عنه حميدة ؟ قال : ذكرت أنه لما وقع من بطنها وقع واضعاً يديه على الأرض ، رافعاً رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أن تلك إمارة رسول الله -صلى الله عليه وآله- ، وإمارة الإمام من بعده .
    ولشدة سرور الإمام الصادق -عليه السلام- بولادة السيدة حميدة أنه أوْلَمَ بالمدينة - بعد عودته من الأبواء - لمدة ثلاثة أيام متواصلة كما جاء في الرواية عن منهال القصاب ، قال : خرجت من مكة أريد المدينة فمررت بالأبواء ، وقد ولد لأبي عبد الله موسى (عليهما السلام ) ، فسبقته إلى المدينة ، ودخل -عليه السلام- بعدي بيوم ، فأطعم الناس ثلاثاً ، فكنت آكل فيمن يأكل ، فما آكل شيئاً إلى الغد ، حتى أعود فآكل ، فمكثت بذلك ثلاثاً أطعم حتى أرتفق ، ثم لا أطعم شيئاً إلى الغد .
    أرتفق تعني : أتكأ على مرفق يده ، أو على المخدة وامتلأ ، مما يدل على فخامة الوليمة التي أقامها الإمام الصادق -عليه السلام- احتفاء بمولوده المبارك .
    وهكذا عاشت السيدة حميدة في بيت الإمام الصادق -عليه السلام- ، تلك البيوت التي أذن الله لها أن ترفع ويُذكر فيها اسمه وحيث منبع الطهر والعفاف والقداسة ، فإذا انضم إلى ذلك الاستعداد التام كانت النتيجة هي بلوغ الغاية الممكنة في الاستقامة والكمال ، والسعي الدائم والدؤوب في خدمة الدين ، والدعوة إليه والتضحية في سبيله .

    المصادر :
    1- الأنوار البهية / الشيخ عباس القمي
    2- مستدرك سفينة البحار / علي النمازي الشاهرودي
    3- مستدركات علم الرجال / علي النمازي الشاهرودي
    4- موسوعة المصطفى والعترة / الحاج حسين الشاكري
    5- الفاطمة المعصومة / محمد علي المعلم

  2. #2
    من أهل الدار
    ✌عســل ذي قـار✌
    تاريخ التسجيل: November-2014
    الدولة: فـي جـزر ٱلصـمت ..
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 10,736 المواضيع: 228
    صوتيات: 4 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 4608
    مزاجي: برتقالي
    المهنة: مبـرمجة
    أكلتي المفضلة: ٱلبيتزا
    موبايلي: هونر
    مقالات المدونة: 30
    احسنتي النشـر عزيزتي
    شـكراااا الك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال