مدخل ~
في كل الفصول ما انتظرت سوى الخريف ، خُنت كل الفصول معه ،
لأنني أشبهه ، أو لأنّ " لا يشبهني إلاّ الخريف " حسب قول نزار.
لعلّها حالة شعريّة ، ثمّة ركن داخلي لا يتوقف فيه المطر ،
حتى وأنا في ثيابي الصيفيّة ، أفتح مظلّة الكلمات ، لأحتمي منه .
فلا أغادر البيت إلاّ قليلا لاعتقادي أنها تمطر ،
بينما الجميع من حولي ذاهب للبحر .
الخريف يشبهنا ، يريحنا من زيف البهجة ،
يخلع عنا أوراق الماضي الصفراء ، ويعِدُنا بأوراق خضراء تجدد شهيتنا للحياة ،
فنسعد رغم علمنا أنها ستصفّر أيضا وتتساقط ذات يوم .
كم من قصائد كتبها الشعراء وهم يمشون فوق سجاد الأوراق الصفراء
المتساقطة من الأشجار، تساقط الأحبة من شجرة القلب العارية بعد الفقدان .
كم جلسوا وحيدين على مقاعد الفراق ،في حدائق الخريف الموحشة ،
لحظة مؤاخاة الحزن، بين الإنسان والطبيعة.
~أحلام مستغانمي~