النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

جَرسُ المدرسة

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 1167 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    яokấ
    تاريخ التسجيل: May-2010
    الدولة: العـــراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,501 المواضيع: 201
    التقييم: 163
    مزاجي: happy ^_^
    المهنة: طــالـــبــة
    أكلتي المفضلة: بريــاني$ دولمهـ
    موبايلي: l pad
    آخر نشاط: 14/August/2013
    مقالات المدونة: 3

    جَرسُ المدرسة




    جَرسُ المدرسة


    وقُرِعَ الجَرسُ يأمرُه بدخولِ الحِصّة ...
    انتشلَه شيطانٌ من الجِنّ لئيمٌ وأحضَره من جِنان الأندلسِ الساحرة .. جرجَرَهُ من ربيعِها ، من أنهارِها وأهوائها وأندائها ، وأفيائها ، وأطيارِها ..
    كانتْ وُرَيْقاتٌ خُضرٌ من عنقودِ عِنَبٍ أحمرَ تَدَلّى إلى الأرضِ ؛ تُداعبُ خدّه المُسَلّمَ أمرَه إلى كفِّ التربة البَضّةِ الحنون .. كانَت رائحةُ الرّياضِ تَعْبِقُ بأنفاسه ؛ فتطيرُ به فوقَ رؤى الشّعرِ .. وكانت تُداعبُه نسماتٌ مُخمليّةٌ سافرت طويلاً فوق المُوَرّدِ ، والمُوَرّسِ ، والمُمَسَّكِ ، والمُصَنْدَل .. وكانَت الظلالُ تَلْحَفه ؛ فتردُّ إليهِ قلبَه الطفلَ ، وتُعيدُه إلى مرسمه ، إلى ألوانِهِ وخيالاتِه ..
    إنّه يعشقُ الطبيعةَ ويحِنُّ إليها ، وهي تتجلّى له حين يقرأ شعرَ الطبيعة في الأندلس ؛ فيطيرُ إلى عناقيد العنب ، وأوراق الكرمة ، ورطوبة التربة ، وغَرِدٍ ، وظِلٍّ ، وماءٍ وأنسٍ .. هنالكَ يجدُ بعضَ روحه الضائعةِ – منذ سنين - في رمال الصحـراء تحتَ شمسِ الغربة ..
    قبل قليل ، قُبيلَ أن يُصميَ صوتُ هذا الآمرِ الناعقِ مَسْمَعَهُ ؛ كانَ يقرأ لابن سهلٍ الإشبيليّ :


    الأرضُ قد لبستْ رداءً أخضرا***والطّلُّ يُنثَرُ في رُبـاها جَوْهـرا
    وكأنّ سوسَنَها يُصافحُ وردَها***ثغـرٌ يُقبّلُ منــه خـدّاً أحمرا
    والنهرُ ما بينَ الرياضِ تخاله***سـيفاً تعلّقَ في نجادٍ أخضــرا
    ولابنِ سِفْر المرّينيّ :

    في أرضِ أنْدَلُسٍ تلْتَـذُّ نَعْمـاءُ ***ولا يُفارقُ القلـبَ فيها سَـرّاءُ
    وليسَ في غيرِها بالعَيْشِ مُنْتَفَعٌ***ولا تقومُ بحقِّ الأنسِ صَـهْباءُ
    أنْهارُها فضّةٌ والمِسكُ تربتُهـا***والخزّ روضتُها والدّرُّ حَصـْباءُ
    ولِلْهـواءِ بهـا لُطْفٌ يرِقُّ بـهِ***مَنْ لا يَرِقُّ ،وتبدو منه أهْـواءُ

    يا سالمُ يا بُنيّ ، لِمَ لَمْ تُحضر كتابَ " اللغة العربيّة " ؟!
    - نسيتُه ..
    وكيفَ تنساه ؛ وأنتَ النجيبُ اللبيبُ ! ؟
    - غير مهمّ ..
    كيف يا بني يا سالم ؟ ! وفيه النصوص ، وفيه الأنشطة والتطبيقات ؟!
    آمل ألا تنسى خيرَ رفيقٍ في الأنامِ مرّةً أخرى ..


    أبنائي الأعزّاء :
    على شاطئ غزّةَ الأبيّةِ تجري أحداثُ نصّنا اليوم .. فأينَ تقبع هذه اللبؤة من وطننا الحبيب ؟
    - في مصر ..
    - في ليبيا ..
    - في الخليج ..
    - دمشق ..
    - تركيّا ..
    أبنائي ، إجاباتكم ، تجلب الأسى ، وتُقَطّعُ الأحشاء !!
    غزّة أيها الأحباب مدينةٌ أبيّة ، طاهرة ، نقيّة ، من فلسطين .
    غزّةُ أيّها الأحبابُ اغتصبوا بين يديْ أمِها كلّ أخواتها ، وبقيت هي ، تتشبّث بالطّهر وتشربُ من القهرِ والحرمان ..
    هذه غزّة ، فلنر في هذا النصّ ماذا جرى على شاطئها ، صباحَ ذلك اليوم المشؤوم ..
    أنصتوا جيّداً وأنا ألقي النصَّ عليكم ، وأرجوكم يا أحبّائي ، حين أنتهي ، أرجوكم أن تُحاكوني في الإلقاء وأن تُحاولوا التفوّقَ عليّ :

    بِنْتٌ ، ولِلْبِنْتِ أهْلٌ


    ولِلأهْلِ بيتٌ ولِلْبَيْتِ نافِذتانِ وبابْ


    وفي البحْرِ بارجةٌ تَتَسلّى بصَيْدِ المُشاةِ


    على شاطئِ البحْرِ : أربَعَةٌ ، خَمْسَةٌ ، سبعةٌ


    يسقطونَ على الرملِ والبنتُ تنجو قليلاً


    لأنّ يداً مِنْ ضَبابْ


    يداً ما إلهيّةً أسْعَفَتْها


    فَنادَتْ :

    - أستاذ .
    - ختروش .. ماذا تريد يا ختروش ؟!
    - " أسير الحمّام " ..
    - لا ، لن تذهب إلى الحمّام .. لقد ذبحتَ موسيقا النصّ يا ختروش ! تعلّمْ أدبَ الاستماع يابنيّ اجلسْ ولا تُقاطعْ بعدَ الآن ..
    - يُتابع :




    لأنّ يداً مِنْ ضَبابْ


    يداً ما إلهيّةً أسْعَفَتْها


    فَنادَتْ : أبي


    يا أبي قُمْ لِنَرْجَعَ ، فالبَحْرُ ليسَ لأمثالِنا


    لَمْ يُجِبْها أبوها المُسَجّى على ظِلِّهِ


    في مَهَبِّ الغيابْ


    دمٌ في النخيلِ ، دمٌ في السّحابْ


    يطيرُ بها الصوتُ أعلى وأبعدَ


    مِنْ شاطئِ البحْرِ


    تصرخُ في ليلِ برّيّةٍ


    - أستاذ ..
    - منصور .. ماذا تريد يا منصور ؟!
    - أشرب الماء ..
    - لا .. لن تشربَ الماءَ ، لقد أزهقتَ روحَ الشعرِ يا منصور ! ألا تصبرُ على العطش ساعة وأنت الشابّ الفتيّ ؟! اجلس يا بنيّ ولا تُقاطعْ ..
    - يُتابع :

    تصرخُ في ليلِ برّيّةٍ


    لا صَدى لِلصّدى


    فتصيرُ هيَ الصّرخةَ الأبديّةَ في خَبَرٍ


    عاجلٍ لم يعُدْ خبراً عاجِلاً عندما


    عادتِ الطّائراتُ لِتَقْصِفَ بيْتاً بنافِذَتَيْنِ وبابْ


    - أحسنتم يا أحبائي .. وأشكركم على حُسن الإنصات00 والآن مَن يَودّ أن يُمْتِعَنا بِعَذب إلقائه ؟
    .....................
    - ما لكم غيرَ متحمّسينَ للإلقاء ! ؟ والإلقاءُ يا أبنائي يُقوّي ثقتكم بأنفسكم، ويُذهب عنكم الخوفَ من مواجهة الآخرين.. حسناً ، أنا سأختار ... قُمْ يا سعيد – أسعدَ اللهُ أيامَكَ – وألقِ علينا المقطعَ الأول هيّا أيّها الجريء الهُمام ..
    - بَيْتٌ ، وللبيتِ أهلٍ ..
    - بِنتٌ ، ولِلْبِنتِ أهلٌ .. ارفع صوتَك يا سعيد ، وحاولْ أن تستعين بتعابير وجهك ما استطعتَ .
    - بِنتٌ ، ولِلْبِنتِ أهلٌ / ولِلأهْلِ بِنْتٌ ولِلْبِنتِ نافِذتانِ وبابْ ..
    - ولِلأهْلِ بيتٌ ولِلْبَيْتِ نافِذتانِ وبابْ .. شكراً يا سعيد ، تفضّلْ اجلس ، واقرأ بشكلٍ أجود في المرات القادمة ..
    - أكملْ يا راشد .
    - لأنّ بدا مِنْ ضَبابْ / بَدا ما إلْهِيّهْ أسْعَفَتْها فنادت ..
    - لأنّ يداً مِنْ ضَبابْ / يَداً ما إلهيّةً أسعفتْها فَنادَتْ .. ونحن لمّا نصلْ إلى هنا بعدُ يا راشد ! انتبه ولا تدع ذهنك يشرد يا بنيّ ، لأن شرود الذهن في الصفّ طالما أخّرَ الطالبَ في تحصيله الدّراسيّ ..
    والآن – أبنائي– وقبلَ أن نُبحرَ في النصّ أودّ أن نتعرّف معاً إلى مُبدعِه الشاعرِ " محمود درويش " أمامَكم ، في الكتاب ، بطاقةٌ تُعرّف به ، اقرؤوها قراءةً صامتةً ، وسأسألكم عمّا قرأتم بعدَ قليلٍ .
    - يا ختروش لا تُكلّمْ " مُصبّح " ..
    - القراءة صامتة يا " سيف " فلا تَجْهَرْ بها ..
    - دعْ عنكَ " منصور" يا " حَمَد " ليفهمَ ما يقرأ ، لا تُكلّمه ..
    - القراءةُ الصامتة يا أبنائي أدْعى إلى الفهْمِ والاستيعاب .. فلْيقرأ كلٌ منكم بعينيه وعقلِه وحَسْب .
    ..............................................
    - توقّفوا عنِ القراءةِ لو سمحتمْ .. مَنْ يُخبرنا عن مولد الشاعر، مكانِه وتاريخه؟ تفضّلْ يا " سيف "
    - وُلدَ في " عكّا ".. أستاذ .
    - أحسنتَ ، متى ؟
    - عام 1941 .
    - أحسنتَ ، وبارك الله فيك يا " سيف " أنا أشكرك جزيلَ الشكر . منْ يذكر لنا عناوين بعض دواوين الشاعر ؟
    - أوراق الزيتون .
    - لا ، لا أستاذ : ابن سينا ، ولينين ، ودرع الثورة الفلسطينية .
    - يا " منصور" ، هذه أسماء جوائز حصل عليها الشاعرُ ، وليست عناوينَ لدواوينه .. انتبه لما تقرأ !
    - أستاذ ، أستاذ : آخر دواوينه اسمه " معجم البابطين للشعراء العرب المُعاصرين ط1 " ..
    - يا " ختروش " يا بنيّ ، أنتَ تقرأ علينا اسمَ المصدر الذي نُقلت عنه بطاقة التعريف بالشاعر! ألا تلاحظ أنّ ما قرأتَ اسمٌ لمعجم ، لا لديوان .. انتبه يا ختروش لِما تقرأ !
    - أودّ الآنَ أن أطرحَ عليكم بعضَ الأسئلةِ ، وأرجو أن تتعاونوا في مجموعاتكم لاستخلاص الأجوبة السليمة من استقراء النص المعروض أمامَكم.. السؤالُ الأولُ : أينَ وقعت حادثةُ اعتداءِ البارجةِ الإسرائيليّة على عائلةِ هذه البنت ؟
    - في فلسطين أستاذ ..
    - أين بالتحديد ؟ لا تُجيبوا بسرعة ، بل فكّروا ، وتأمّلوا النصّ جيّداً ، وتشاوروا ، ولْيُجب واحدٌ من كلّ مجموعة ، لا المجموعة كلّها ..
    - أنا أستاذ .
    - تفضّل " حمد " .
    - في غزّة ، على شاطئ البحر .
    - رائع ، أحسنت يا حمد ، وأحسنت مجموعتك ، بارك الله فيكم جميعاً.. السؤال الثاني : كم شخصاً بريئاً قُتلَ فيها ؟ عودوا إلى النصّ و استقرئوا الجواب ..
    - عشرة .. أستاذ
    - ( أكثر ، أستاذ ، أكثر .. كان علْ بَحرْ مو بْواحِدْ ولاّ اثنين .. كْثير نَفَرات يْروحون البحر ، أنا أغول أكثر عن عشرين نَفَرْ ماتَوْا.. )
    - ( أستاذ .. أستاذ ، أنا أغول ثلاثين ، هذه بارجة ، أستاذ ، ( مُبْ بُندغيّة صيد ) ..
    - أنا.. أنا .. أنا أستاذ ، أنا جمعتهم من النصّ !
    - كيف يا " راشد " ؟! ماذا جمعتَ ؟!
    - أستاذ ، أربعة زائد خمسة زائد سبعة ، يستوي المجموع ستة عشر .. صحْ أستاذ ؟
    .......................
    هنا في هذه اللحظةِ ، وفي الثانيةِ المناسبة ، سَمع رنيناً عَذْباً ، رائعاً ، كأنّه السـحرُ الحلال يهبطُ على أذنيه ليُعْلمَه بانتهـاءِ الحصّـة.. وهبطتْ إليهِ معـه " من المكـانِ الأرفعِ " روحُهُ .. ومعها دمُهُ وأعصابُهُ وهَدْأةُ قلبهِ .. فلملمَ كتبَه وأوراقه وجرجرَ قدميه ، وخرج من باب الصفّ ..
    في منتصف الطريقِ بين غرفة الصّف وغرفة المدرّسين ، وفي أعلى الجدار، قريباً من السـقف كانَ الجرسُ مُعلّقاً ، وقد سكت لتوّه من آخرِ رنينٍ له ..
    وقفَ تحته دقائقَ ، يتأمّله ويُفكّر .. ثم تابع طريقه وهو يتمتمُ باستغراب : " ولكنّه الجرسُ نفسُه " !!


  2. #2
    من المشرفين القدامى
    المڶڪـہ ..!
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 10,018 المواضيع: 943
    التقييم: 724
    آخر نشاط: 17/May/2011
    مقالات المدونة: 4
    عاشت ايديج فروش ابدعتي


  3. #3
    من أهل الدار
    яokấ
    منوورة غــلاي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال