5-9-2015
مع تفاقم أزمة محاولة دخول لاجئين سوريين إلى دول أوروبية، تبرز تساؤلات بشأن أسباب عزوف هؤلاء عن التوجه إلى دول الخليج الغنية والقريبة في نفس الوقت من وطنهم.
وعلى الرغم من أن هؤلاء اللاجئين من الأزمة السورية يعبرون الحدود لسنوات عديدة إلى لبنان والأردن وتركيا بأعداد غفيرة، فإن أعداد الذين يتوجهون إلى دول عربية أخرى، لاسيما دول الخليج، أقل بكثير.
ويمكن للسوريين، رسميا، التقدم بطلب الحصول على تأشيرة سياحية أو تصريح عمل لدخول دول الخليج.
لكن العملية مكلفة، فضلا عن وجود قيود غير مكتوبة تطبقها دول الخليج تجعل من الصعب على السوريين الحصول على تلك التأشيرة.
ومعظم الحالات الناجحة هي لسوريين يعيشيون في دول الخليج يمدون فترة إقامتهم، أو يدخلون البلاد لوجود أسرة هناك.
غير مرحب به؟
يأتي ذلك ضمن عقبات واسعة النطاق أمام السوريين الذين يتطلب الأمر حصولهم على تأشيرة نادر الحصول عليها لدخول معظم الدول العربية.
فبدون تأشيرة لا يستطيع السوريون حاليا دخول دول عربية باستثناء الجزائر وموريتانيا والسودان واليمن.
ودفعت الثروات النسبية والقرب من سوريا العديد، على الصعيدين الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية، إلى التساؤل بشأن ما إذا كانت هذه الدول لديها مسؤولية أكبر من دول أوروبا تجاه السوريين الذين يعانون على مدار أكثر من أربع سنوات من الصراع الدائر وظهور جماعات "جهادية" في البلاد.
ونشر المستخدمون صورا توضح محنة اللاجئين السوريين إلى جانب صور أخرى لأناس غرقوا في البحر، وأطفال يحملونهم فوق أسلاك شائكة، أو أسر تنام في ظروف قاسية.
ونشرت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحمل اسم "الجالية السورية في الدنمارك" فيديو لمهاجرين يسمح لهم بالدخول إلى النمسا عن طريق المجر، وهو ما دفع أحد المستخدمين إلى طرح سؤال : "لماذا نفر من منطقة بها أشقاؤنا المسلمين، الذين ينبغي أن يتحلوا بمسؤولية أكثر تجاهنا، إلى دولة توصف بالكافرة؟"
ورد مستخدم آخر قائلا : "أقسم بالله العظيم، العرب هم الكفرة".
"افتحوا لهم"
كما جذبت القصة انتباه وسائل الإعلام الأقليمية والقوى السياسية.
ونشرت صحيفة "مكة"رسما ساخرا، تداوله المستخدمون على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر رجلا يرتدي الزي الخليجي التقليدي ينظر من باب تحيطه أسلاك شائكة ويشير إلى باب عليه علم الاتحاد الأوروبي، ويستنكر في تعليقه ايصاد الباب بوجه اللاجئين.
لكن على الرغم من مناشدات وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أن الموقف الخليجي غير محتمل التغيير لصالح اللاجئين السوريين.
وعلى صعيد الوظائف، التي تركز معظمها في دول الخليج، مثل الكويت والسعودية وقطر والإمارات، تعتمد الدول على العمالة المهاجرة من دول جنوب شرق آسيا وشبه جزيرة الهند، لاسيما العمالة غير الماهرة.
وفي الوقت الذي يشغل فيه العرب من خارج دول الخليج وظائف تتطلب مهارات في مجالات مثل التعليم والصحة، فهم يواجهون إتجاه "التأميم" في الوقت الذي تهتم فيه الحكومتان السعودية والكويتية على وجه الخصوص بأولوية توظيف المحليين.
وربما يعاني السكان الوافدون أيضا من تهيئة حياة مستقرة في هذه الدول نظرا لاستحالة حصولهم على الجنسية.
ففي عام 2012 على سبيل المثال، أعلنت الكويت عن تبني استراتيجية رسمية لتخفيض عدد العمالة الأجنبية في الإمارة بواقع مليون شخص على مدار عشر سنوات.
http://www.bbc.com/arabic/middleeast...ee_gulf_states