تكوين أسرة وتربيتها تربيةً صالحة مهمّة شاقة ومعقدة بحدّ ذاتها، والأرجح أن تزيد مشقةً وتعقيداً مع اتساع حجم الأسرة وازدياد عدد أفرادها، وذلك ما لم تتحلّى الأم بالفطنة الضرورية لتطبيق النصائح والإرشادات التالية:
كوني منظّمة واعتمدي لهذه الغاية: رزنامة لتحديد مهام ونشاطات كل يوم، تبعاً لتوقيتها وأهميتها، فضلاً عن تتبع أعمال كل فرد من أفراد أسرتك؛ مكان خاص ومعروف لوضع الرسائل والفواتير المهمة حتى تتمكّني من دفعها في حينها؛ لوح ممغنط للاحتفاظ بالمعلومات المهمة وإبقائها في متناولك.
ضعي جدولاً مقدماً بقائمات الطعام التي تنوين تحضيرها على امتداد أسبوع، مع الأخذ بعين الاعتبار الوجبات المفضلة لكل فرد من أفراد الأسرة والوجبات السريعة والبديلة. بهذه الطريقة، ستتحين لنفسك مجال التسوق والتبضّع للأشياء الضرورية مرة في الأسبوع كما ستحفّزين أطفالك الأكبر سناً على مشاركتك في إعداد الطعام والمائدة فور الانتهاء من دروسهم.
حاولي كسب الوقت في منتصف الأسبوع عن طريق تسخير يوم الأحد لتحضير أكثر من وصفة ووضعها في الثلاجة حتى يحين وقت استهلاكها.
عوّدي أطفالكِ منذ الصغر على فرز ملابسهم بين الأبيض والملوّن، فتسهل عليك مهمة غسلها وطيّها التي لا بدّ أن تقومي بها في شكل يومي حتى لا تتراكم وتعمّ الفوضى في المنزل.
علّمي أطفالكِ منذ سن مبكرة توضيب الألعاب وإعادة الأغراض إلى مكانها بعد الانتهاء منها، حتى لا تضيع أو تسبّب الفوضى في المنزل.
لا تدعي الفوضى تعمّ المنزل وإحرصي على ترتيب الأغراض وفرزها للتخلّص من القسم الذي لم يعد مفيداً منها، من وقتٍ لآخر.
أطلبي من أطفالك مشاركتكِ في المهام المنزلية وحدّدي لكل واحد منهم المطلوب منه في بداية كل أسبوع، مع الحرص على أن تكون هذه المهام مناسبة لعمرهم وقدراتهم. إن أردتِ يمكنك أن تحوّلي هذه المهام إلى متعة عن طريق تشغيل الموسيقى والسماح لهم بالغناء تزامناً، ومفاجأتهم بتحليات وملصقات وألعاب صغيرة مخبّأة.
دعي كل طفل من أطفالكِ يشعر بأنه كيان مستقل وفريد. وليكن لكل واحد منهم أسلوبه الخاص في الملابس ومساحته الخاصة لتوضيب أغراضه وتنظيمها. وفي بداية كل أسبوع، حدّدي أحدهم مساعداً رسمياً لك حتى يقدّم لك يد العون ويحدّد مهام الآخرين. بهذه الطريقة، ستتفادين الجدال، لأن كل واحد من أطفالك سيعلم بأنّ دوره سيحين قريباً.
اسعي إلى تمضية وقت ثمين وخاص مع كل طفل من أطفالك على حدة. واعلني الأمر بشكل رسمي وواضح على جدول أعمال الأسرة حتى يكون بعلم الجميع.
اسمحي لكل طفل من أطفالك أن يختار نشاطاً واحداً يمارسه بعد المدرسة،إذ إنّ هذا النوع من الأنشطة سيساعده على التركيز على ما هو عليه وما يحبّه فعلاً.
حاولي أن تُقوّي الروابط بين أطفالكِ، من خلال تحميل الأكبر سناً بينهم مسؤولية الأصغر سناً، فيتولون تدريسهم وتحضير وجباتهم ويلبون احتياجاتهم لكن ضمن حدود طبعاً.
حضّري مقدّماً كل ما يلزم لخروجكِ من المنزل برفقة الأطفال. فوضع الملابس جانباً مع الأحذية والجوارب والملابس الداخلية والحفاضات والألعاب والوجبات الخفيفة قبل ليلة سيسهّل خروجك على الوقت ومن دون ارتباك.
امنحي زوجك بعض الاهتمام وتذكّري دائماً بأن التفاصيل الصغيرة هي التي تُبقي العلاقة متّقدة بينكما.
وفي الختام، لا تنسي بأن تخصّصي لنفسكِ بعض الوقت الذي تشاهدين فيه التلفزيون أو تمارسي فيه الرياضة أو تأخذين قيلولة أو تقرأين كتاباً أو بكل بساطة تسترخين!
م