رسالة إلى الله
من جثّةٍ صغيرةٍ طافية
(( على رتمِ الموج
جيئةً وذهاباً
جثّةُ السمكةِ النّافقةِ
وجثمانُ الصغيرِ ))
تعالَ إلَيَّ أيُّها البحر
تعالَ من موجِكَ
من حضنِ أُمّنا الغافية
من موتنا الوافر
لنشيخَ فوقَ رخامِ الوقت
كطفلٍ عصفور مُنكَّسٍ
كبتلات بلد
كان يلمُّ أشلاءنا
كان يَغزِلُ الشتاءَ غربالاً لِأرواحنا
كان يَستَعجِلُ الوقت لإطعامنا
لإيواء طفل حاول أن يسافر
فاصطادهُ الموجُ
قم يا صغيري
قم اجمعْ صمتكَ كلَّهُ
لترميهِ قبنلةً نفير
قم يا حبيبي
قم إلى غَرَقِكَ
أو إلى حريقكَ
أو إلى حبل المشنقة
يا ولدي أيتها الجثّةُ الطافيةُ
أنتَ جثمانُ لغةٍ عاجزةٍ
لبلدٍ ذهبَ خلف غوايةٍ
عاد منها أخرساً وبمقبرة
عاد هباءً , موجاً , زَبَدْ
أضاع صيرورةً أبد
متنقّلا بين انفجارات الترددِ
على حيازة التشردِ والجفاف
وعلى مسيرة الخلاف والاختلاف
أنا .. أبداً لا أبكيك
أنا .. أبكي انهزامي فيك
أبكي كفي العجوز
أبكي احتراق السنبلة
كانت تطعمُ الريحَ , الضِفافَ , الندى
بددتها تحولات .. ومرحلة
يا أيها الصغير القادم من الأشياء
الذاهبْ الى العدمْ
خذ في طريقك رسالتي الى الإله
.. ربي
لماذا يفيقُ كلُّ هذا الموت
دفعة واحدة في كبد المدينة
.. ربي
لِمْ لَمْ تشفع للصغير آلافُ الجباه
المرابطة معظم الوقت في السجود
ألى أين تذهبُ روحهُ
ومِسبَحَةُ أُمّه الغَرْقى
تسألك أن تشمَلَهُ بعطفِكَ
..... وأنْ يعودْ
هالا الشعار