من الشَّمسِ اللاهبةِ تُشرقين
تُشرقينَ تُفاحة
خَضراءُ يا بلد خَضراء
ونَمضي نتراءى إزاءَ بركَةِ الماء
نلمعُ صَفصافًا وحِنطة
سيتنـزَّلُ القَمرُ اللَّيلة
سيتنـزَّلُ عَلى الرَّملة
أعلم أنَّكِ ستَبكين
أعلم أنَّكِ في نفسِي يَقِين
أريدُ أن ألمسَ يدَيّكِ الشّاحبتين
لكنَّ الوقتَ يسرِقُنِي ؛
يسرِقُنِي إلى حِين
يسرِقُنِي ..
من الطُفولةِ حتى مَحطَّةِ الباص
إلى أين تأخُذَنِي يا ليل ؟
تأخُذَنِي إلى جهةِ النِّسيان
تأخُذَنِي مُنعَطَفًا في ذاكِرَةِ مَوّال
تأخُذَنِي إلى بحرٍ خائفٍ في الظّلام
تأخُذَنِي محمولاً على جفنِ ماء
لا أعرف ؛ ..
من سرقَ بَقِيَّتِي ؟!
سرقَها جِهَةَ الرِّيح
إن احتَجتُم إلي رواية ؛
سأعود ؛
سأعودُ من الوَقتِ القَرِيب
سأعودُ من وِلادةِ غَدٍ مكسُور ؛
سأعودُ ليَتَفَرَّسَنِي القَدر
لِدَيَّ ما يكفي من الماء
لِدَيَّ ..
حيرَتانِ تُزاوِلانِ الظِّلَّ القديم
أسمعُ صوتَ الخُطى على الصَّلصال
ولا أحدٌ يُراقبُ المَنفى
ما هو إلا أثرٌ على رَصِيف
أثرٌ يستدرجُ المَعنى
لاشيءَ سِواكِ
لاشيءَ سوى شُرفةٍ مهجُورة
ولاشيءَ سوى ظلٍّ يواصلُ النُّمو !
محمد الاسطل