هل فكرتم يوما أن تجعلوا من أبنائكم قادة في المستقبل؟ فصغار اليوم ينعتون بأطفال الانترنت والثورة التكنولوجية بدلاً من أن نطلق عليهم صفة الاطفال القياديين والمتميزين.
والسؤال الذي يلحّ على كثير من الآباء: كيف نربي أبناءنا ليصبحوا شخصيات بارزة قيادية؟ كما أن مهمة تربية وإعداد طفل متوازن، ناجح، سعيد، نافع لنفسه ومجتمعه تعد تحدياً كبيراً يواجه كل اسرة وخاصة في ظل وجود مؤثرات خارجية لا يمكن للأهل التحكم بها، تؤثر بصورة أو بأخرى على شخصية وخلفية الطفل.
والمطلوب من الأب والأم العمل على اعداد جيل قائد يثق بنفسه ويتحدى العقبات التي تعترض طريق أمته وهدف ضروري في تربية النشأ القادم وزرع الصفات التي تكسبهم القدرة على الثبات في هذا الزمان، فما الصفات المطلوبة في إنشاء جيل قيادي؟
أهم الصفات المطلوبة في إعداد طفل قيادي
1 - التفوق علميا والاتصاف بالذكاء وسرعة البديهة.
2 - الالتزام بالمسؤوليات أيا كان نوعها.
3 - الثقة بالنفس.
4 - الطموح والهمة العالية والنشاط.
5 - حاسم في قراراته.
6 - قوي الشخصية ومتكلم جيد ومنطلق في التعبير.
7 - حكيم وعاقل.
8 - التواضع.
9 - العطاء والالتزام المتواصل
10 - التأثير الايجابي في من حوله.
11 - تحديد ومعرفة اهدافه.
12 - القدرة على الإقناع وإدارة مجموعة من الطلاب.
13 - أن يتصف بالنظام والالتزام بالوقت والمرونة.
14 - أن يكون أمينا وصادقا.
15 - أن يراعي مشاعر الآخرين ورغباتهم ولا يكون متعصبا لرأيه ورؤيته فقط.
16 - ان يهتم بمظهره سواء في النظافة او المظهر العام.
نصائح مهمة للأهل
1 - بعد هذا العرض يسهل على الاب والأم ان يزرعا هذه الصفات في الطفل ويكون الاهل والمربون قدوة للأطفال في كل شيء وأن يتسموا بهذه الصفات حتى يمشي الاطفال على خطاهم.
2 - تشجيع الاهل للطفل دوماً بإعطائه الثقة بنفسه والثناء على كل شيء جيد يفعله.
3 - مساعدته على فهم معاني القيادة الحقيقية وعدم استخدامها كلفظ فقط او كصورة وان يشعروا بأهميتهم في الاسرة والمجتمع.
4 - تربية الطفل على الدين والقرآن وتعريفه بنماذج مشرفة من الأنبياء عليهم السلام والصحابة الذين تميزوا وبرزوا فهم خير اسوة وقدوة ومثل.
5 - عدم استخدام اسلوب القسوة مع الطفل وانتقاده باستمرار وعدم معاملته بحنان واحتواء كاف؛ لأنه يؤثر على شخصيته ويصبح امرا صعبا فلا يصبح شخصا متوازنا وقياديا وناجحا.
6 - تحميل الطفل المسؤولية من الصغر وجعله يمارس هوايات يبدع فيها ويريها لأهله ويرى مدى انبهارهم بنجاحاته ويجعله واثقا من نفسه.
7 - ان يلاحظ الاهل اذا كان الطفل يتخذ من العنف والبلطجة وإيذاء الاخرين سواء من اخوته او زملائه في المدرسة وسيلة للتعبير عن قيادته فهذا لا يجعله قائد بالعنف ولكن القيادة هي الصفات التي وضحناها في السابق.
8 - المدرسة لها دور كبير في تكوين شخصية قيادية للأطفال من جذورها الأولى وتعمل على كشف القابليات القيادية لدى الاطفال وتمرينهم على قيادة الجماعة وتوجيهها.
9 - العمل على مراقبة الطفل والناشئ والحذر من ان يقع في الغرور والتعالي نتيجة نجاحه، او شعوره بالتفوق بسبب ما يقوم به من أعمال لئلا تنشأ لديه عقدة الكبرياء والتعالي بدلاً من شعوره بالقيادة.
10 - نقطة مهمة يخطئ في فهمها كثير من الاهل وهي ان الطفل ذا الذكاء العالي يجب ان يكون من ذوي الدرجات العالية في الدراسة وتقول ان هذا خاطئ، صحيح ان هناك علاقة بين الذكاء العقلي والتحصيل الدراسي لكنهما لا يصنعان من الشخص انسانا ناجحا وقائدا ولكن الذكاء العاطفي الوجداني يصنع منه القائد وهو اقوى من الذكاء العقلي ومثال على ذلك عباقرة البشرية مثل؛ اينشتاين ودافنشي وإديسون طردوا من المدرسة وقيل عنهم اغبياء ولكنهم كانوا عباقرة في حياتهم وأصبحوا من القادة.
11 - ان يجعل الاهل البيت جو منافسة فالأطفال والشباب يحبون التحدي والقائد متحد اكبر فالمطلوب مساعدة الأولاد على تحقيق الاهداف، وإعطاؤهم الفرص في اختيار ما يحبون، وقدرتهم على التحمل والصبر والإصرار على الحق وتكون لهم آراء خاصة نتبناها كأولياء أمور قبل الآخرين فنقوي الجانب القيادي من البيت.
كيف نركز على الطفل في السنوات الأولى ليصبح قائدا؟
1) ان 90 % من شخصية الطفل تتشكل في السنوات السبع الأولى؛ حيث تتشكل عند الطفل المفهوم الذاتي الذي فيه التقبل والإدراك والقيم ومن اهم سنوات عمر الانسان على الاطلاق.
2) الطفل لديه المقومات في السبع السنوات الأولى فلديه حب الفضول والاكتشاف وكثرة الحركة تعبر عن هذه الرغبة أنه يريد ان يتعلم اشياء كثيرة ولديه القرار؛ لأنه يريد ان يعتمد على نفسه ويتعلم اشياء جديدة وتوقعات الطفل كلها إيجابية.
3) ان مهارة قوة الاستقلال والاعتماد على الذات تبدأ في السنتين الأوليين من عمر الطفل فهو يريد ان يأكل بمفرده، ويلبس بمفرده دون مساعدة وهذه بدايات تشكيل مهارة وهي الاعتماد على الذات.
4) مهارة حل المشكلات التي تواجهه دون تردد بأي وسيلة كانت دون الاعتماد على الآخرين فبعض الآباء يخطئون حينما يركزون على اشياء يمكن تعلمها من السبع سنوات الأولى مثل الحفظ فلا تشدد عليه كثيراً، لأن التركيز الاساس يجب ان يكون على تعلم المهارات ففي هذا السن يتعلم الكثير منها، ومن هذه المهارات التي تصنع القائد والإداري الناجح منذ الصغر: الشجاعة، القدرة على اتخاذ القرار، الثقة بالنفس، الصورة الايجابية عن النفس والتقبل الذاتي.
5) من المهم ابعاد الطفل قدر المستطاع عن العاب الكمبيوتر و"البلاي ستيشن" لأنها تعلم الطفل الاتكالية والسهولة في الحياة فكل شيء بضغطة زر، وكذلك تؤصل العنف والإحباط الذاتي فهذه الالعاب اخطر من التلفزيون، فعلينا ان ننمي الهوايات لدى الطفل مثل الرسم، الفك والتركيب، النادي العلمي، التعامل مع الاخرين، منافسة الاخرين فهي التي تنمي في الطفل حب القيادة ويصبح قائد منذ الصغر.
6) المرحلة العمرية من 7 – 18 سنة تتشكل فيها 10 % من شخصية الانسان وهي ليست قليلة ففيها اعادة تشكيل شخصية الطفل عن طريق الاقناع واللين والتفاهم، وقوة اتخاذ القرار، وقيمة الوقت.
7) اعطاء الشاب فرصة اختيار التخصص المناسب له بما يتلاءم وطبيعته الشخصية وماذا يحب ان يدرس وليس الحق للأهل في اختيار ما يريدون.
إن تربية الطفل المثالي والنموذجي حلم بعيد المنال ولكن على الانسان ان يبذل كل ما يستطيع وان يجعل لطفله بيئة صالحة يعيش فيها ويعوده على الصفات الحسنة والايجابية عموماً، وجعله ناجحا في امر او اكثر وإيجاد جو من الصداقات الصحية له، واستثمار سنوات الطفولة الأولى في تعليمه المهارات اللازمة في بناء شخصيته وتدريبه على مواهب مختلفة فكلما كانت طفولته زاخرة بكل ما هو مميز ومليئة بالحب والحنان والمتابعة وإشراف واع من الأهل كان الطفل صاحب شخصية قيادية متوازنة يتأثر ويؤثر في الاخرين بإيجابية "وما نزرعه اليوم نحصده غدا".