ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻋﻤﻰ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ
ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ...
ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺸﺮ ﺑﻌﺪ .... ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ .. ﺗﻄﻮﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻌﺎ .."
ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ .... ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ... ﻭﻛﺤﻞ
ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ...
ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﻷﺑﺪﺍﻉ .. ﻟﻌﺒﺔ .. ﻭﺃﺳﻤﺎﻫﺎ ﺍﻷﺳﺘﻐﻤﺎﻳﺔ .. ﺃﻭ
ﺍﻟﻄﻤﻴﻤﺔ .. ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ...
ﻭﺻﺮﺥ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ : ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﺪﺃ .. ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﺪﺃ ... ﺃﻧﺎ
ﻣﻦ ﺳﻴﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ .. ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﺪّ ...
ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻷﺧﺘﻔﺎﺀ .... ﺛﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﺗﻜﺄ
ﺑﻤﺮﻓﻘﻴﻪ ..ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ .. ﻭﺑﺪﺃ ...
ﺍﺣﺪ ... ﺍﺛﻨﻴﻦ .... ﺙﻼﺛﺔ ....
ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ ﺑﺎﻷﺧﺘﺒﺎﺀ .. ﻭﺟﺪﺕ
ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻘﻤﺮ ..
ﻭﺃﺧﻔﺖ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻮﻣﺔ ﺯﺑﺎﻟﺔ ... ﺩﻟﻒ
ﺍﻟﻮﻟﻊ ... ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ..
ﻭﻣﻀﻰ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ ... ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻗﺎﻝ
ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ : ﺳﺄﺧﻔﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ..
ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻘﻌﺮ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ .. ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ : ﺗﺴﻌﺔ
ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ... ﺛﻤﺎﻧﻮﻥ .... ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺛﻤﺎﻧﻮﻥ ..
ﺥﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺃﺗﻤﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ ﺗﺨﻔﻴﻬﺎ ...
ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺍﻟﺤﺐ ... ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ .. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﺮﺍﺭ ...
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﺭ ﺃﻳﻦ ﻳﺨﺘﻔﻲ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ
ﻣﻔﺎﺟﻲﺀ ﻷﺣﺪ ... ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﻛﻢ ﻫﻮ ﺻﻌﺐ ﺍﺧﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺤﺐ ..
ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ : ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺗﺴﻌﻮﻥ ....... ﺳﺒﻌﺔ
ﻭﺗﺴﻌﻮﻥ .... ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﺍﺩﻩ
ﺍﻟﻰ : ﻣﺎﺋﺔ
ﻗﻔﺰ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺳﻂ ﺃﺟﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺩ .. ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ
ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ..
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ .. ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺻﺎﺋﺤﺎ :" ﺃﻧﺎ ﺁﺕ
ﺍﻟﻴﻜﻢ .... ﺃﻧﺎ ﺁﺕ
ﺍﻟﻴﻜﻢ .... ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺸﻒ ... ﻷﻧﻪ ﻟﻢ
ﻳﺒﺬﻝ ﺃﻱ ﺟﻬﺪ ﻓﻲ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ..
ﺛﻢ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺮﻗّﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﺮ ...
ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ .. ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻣﻦ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻣﻘﻄﻮﻉ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ...
ﻭﺍﺷﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ ...
ﻭﺟﺪﻫﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ .." ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﺧﺮ ....
ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺍﻟﺤﺐ ... ﻛﺎﺩ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﺎﻷﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺒﺄﺱ .. ﻓﻲ
ﺑﺤﺜﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ... ﺣﻴﻦ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﺴﺪ
ﻭﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻪ :
ﺍﻟﺤﺐ ﻣﺨﺘﻒ ﻓﻲ ﺷﺠﻴﺮﺓ ﺍﻟﻮﺭﺩ ... ﺍﻟﺘﻘﻂ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ
ﺷﻮﻛﺔ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﻣﺢ .. ﻭﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﻃﻌﻦ
ﺷﺠﻴﺮﺓ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺎﺋﺶ ... ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻻ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺑﻜﺎﺀ ﻳﻤﺰﻕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ...
ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺤﺐ .. ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺠﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﻴﺪﻳﻪ .. ﻭﺍﻟﺪﻡ
ﻳﻘﻄﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ...
ﺻﺎﺡ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻧﺎﺩﻣﺎ :" ﻳﺎ ﺍﻟﻬﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ؟ ..
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ﻛﻲ ﺃﺻﻠﺢ ﻏﻠﻄﺘﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﻘﺪﺗﻚ
ﺍﻟﺒﺼﺮ ؟ ...
ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﺐ : ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻲ ... ﻟﻜﻦ
ﻻﺯﺍﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎﺗﺴﺘﻄﻴﻊ
أﻓﻌﻠﻪ ﻷﺟﻠﻲ ... ﻛﻦ ﺩﻟﻴﻠﻲ ...