رمقت العالم من حولي باحثا عن الحقيقة
عن الأمل .. عن بقايا الحب .. عن تلك الأيام الجميلة ..
عن عفوية البشر .. وبساطة الناس .. عن الزمان الصعب ..
والمواقف الشامخة .. عن ذبذبة الإيمان في عروق الأمة ..
عن علاقة المصحف بدمائنا .. وعلاقة المسجد بكياننا ..
عن ذلك الطفل الذي يركض خلف والده باكياً خشية أن يعيده
لأحضان أمه خائباً وهو يرجو الوقوف خلف الإمام ويمثل
دور المصلي الصغير ؟..
أين تلك الطفلة التي تهوى سجادتها الصغيرة وتنفرد
في زاوية المنزل بوجه ملائكي مؤمن وكفين مرفوعتين للسماء ؟..
أين دم الطفولة الذي يصرخ بعنف (لا نكذب لأن الله يرانا..
لا نسرق لأن الله معنا..لا نخطئ لأن الله يراقبنا )
أين ذلك الشاب الذي يمتدحه الناس أمام والده ؟..
أين ذلك الشاب الذي يتناول فأس الفلاحة من
أنامل والده قائلاً : "عنك يا أبتاه"؟؟..
أين الفتاة التي تقول الحب يعني الصمود ..
أمام طاعة الله..الحب يعني أن نصبر لننال رحمة المولى..
الحب شريك نرتبط به حبا في الله؟؟ ..
أين الفتاة التي تسارع لتجسيد دور الأم لحظة تمد يد العون؟..
بدا قلبي يبحث ذائباً .. ملوعاً بمرارة الزمن ..
أين الله من قلوب شبابنا؟؟.. أين الله من قلوب بناتنا؟..
أين الله في قلوبنا؟