أظهرت الصحف في الشرق الأوسط الخميس 3 سبتمبر/أيلول عموما صدمة وحزن لغرق طفل سوري قبالة السواحل التركية، ملقية باللائمة على الانسانية والدول الغربية والعرب.
وبينما تناولت الصحف المصرية قمة الرئيسين المصري والصيني قبيل العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة انتصار الصين على اليابان في الحرب العالمية الثانية، اهتمت الصحف الخليجية بشكل أكبر بالقمة المرتقبة بين العاهل السعودي والرئيس الأمريكي.
"بأي ذنب غرق"
الصحف العربية اعربت عن صدمتها لغرق طفل سوري قبالة السواحل التركية فتداولت صورته وهو مسجى على الشاطيء بكامل ملابسه وألقى الكتاب ورسامو الكاريكتير باللوم على العرب والغرب والانسانية لغرق الطفل.
الرأي الكويتية نشرت صورة ملونة للطفل على صدر صفحاتها وتساءلت بـ"أي ذنب غرق!"
كما نشرت الوطن الكويتية كاريكتير لمحمد ثابت يرسم فيه الطفل الذي أعطاه شخص يلبس الدشداشة ومكتوب عليه عربي ظهره ليأخذ صورة سيلفي يظهر الطفل فيها.
وصور ناصر الجعفري في الغد الأردنية الطفل وله اجنحة كلملائكة وكتب بيت شعر للشاعر الفلسطيني محمود درويش قال فيه "حرف الضاد (نسبة للغة العربية) لن يحميك.. فاختصر الطريق عليك".
ألقت الدستور الأردنية باللائمة على فيسبوك الذي أصبح "حلقة الوصل بين اللاجئين في أوروبا ومهربيهم".
أما عماد العريان، فقد القى باللائمة على الدول الغنية في مقال له بالبيان الإماراتية، قال فيه "القوى الكبرى مسؤولة مسؤولية مباشرة عن صناعة تلك الظاهرة وتفاقمها بمخططاتها التي أدت إلى تفجير الإضرابات والفوضى والخراب في دول الشرق الأوسط وساهمت بتدخلاتها وسياساتها المغرضة ونظرياتها حول الفوضى الخلاقة في تمدد الإرهاب".
غير أن هشام ملحم في "النهار" اللبنانية اتهم الخليج بخذلان اللاجئين السوريين، فقال "أما عدد اللاجئين السوريين الذين استضافتهم دول الخليج الميسورة؟ الجواب: صفر كبير".
وفي كلمة لها تحت صورة الطفل الغارق، قالت الجمهورية اللبنانية مرددة هاشتاج انتشر في الساعات الأخيرة "الإنسانية تلفظ على الشاطئ".
قمة سعودية-أمريكية
إلى ذلك، تساءلت الصحف الخليجية عما إذا كانت القمة السعودية-الأمريكية المقرر عقدها في البيت الأبيض غدا ستشهد "تحالفا أم فراقا" في ظل خلافات بين الدولتين.
واستنكر حمود أبو طالب الدور الأمريكي في عكاظ السعودية. فقال "لاشك أن الزيارة تأتي في وقت حساس تشتعل فيه الساحة الشرق أوسطية بأزمات أسوأها ما يحدث في الساحة العربية على وجه الخصوص. انحسار التفاؤل بقرب الحلول بسبب تقاعس المجتمع الدولي، وأمريكا بالذات، عن تقديم مبادرات صادقة وحقيقية وفعالة لإطفاء الحرائق وتجفيف أنهار الدماء".
وحذر الكاتب واشنطن قائلا إنه " من حق أمريكا أن تبحث عن مصالحها في أي مكان، اقتصادية كانت أو سياسية، ولكن ليس أخلاقيا أن تساهم في إشعال الحرائق وتدشن الدمار في الأمكنة التي لم تعد تروق لها... وستقرأ أجيال المستقبل يوما ما عما فعلته بكثير من الشعوب".
واستبعد الكاتب محمد فهد الحارثي في سؤال وجاوب عليه عما إذا كانت الزيارة ستمثل "تحالفا أم فراقا"، أن يكون هناك هو الفراق.
وقال في البيان الإماراتية إن "تشابك المصالح السعودية-الأمريكية وعمقها التاريخي، يجعل من الصعوبة، المجازفة بهذه العلاقة. ووجود خلافات تكتيكية أمر طبيعي بين أي بلدين. ومن المهم استثمار هذه العلاقة وتطويرها لمصلحة السعودية أولاً وقضايا المنطقة".
غير أنه عدد "اخطاء" واشنطن بداية من العراق "وتسليمه بطريقة غبية وساذجة لإيران" وانتهاء "بالاتفاق النووي الإيراني"، بحسب الكاتب.
ووجد خالد بن حمد الملك في "الجزيرة" السعودية أن القمة فرصة لأوباما لحل أزمات الشرق الأوسط.
واستطرد قائلا "هي فرصة لأوباما الذي لم يبق في ولايته الثانية الكثير من الوقت لمعالجة هذه الأزمات على النحو الذي يحقق الأمن والاستقرار في منطقتنا، معتمداً في ذلك على ثقته في رؤية الأصدقاء وفي طليعتهم الملك سلمان بن عبد العزيز".
وتوقع حسين عبد الحسين في الرأي الكويتية أن "يدعم سلمان أوباما في إيران في مقابل دعمه في سوريا واليمن".
وقالت افتتاحية الرأي في رسالة لأوباما حول معاناة السوريين وفي إشارة لما قاله لهم في بداية أزمتهم بأنه يسمع صوتهم، "ليتهم ما سمعوا صوتك أبدا".
"التنين والمارد"
من جانبها، أبرزت الصحف المصرية القمة المصرية-الصينية التي سبقت حضور الرئيسي المصري عبد الفتاح السيسي للعرض العسكري في بكين. كما نشرت الصحف على صدر صفحاتها صورة للسيسي مع نظيره الصيني شى جين بينج.
وقالت الجمهورية في عنوانها الرئيسي"التنين الصيني يفتح ذارعيه للمارد المصري في قمة المكاسب".
واهتمت الشروق الجديد بالجانب الإقتصادي، مشيرة إلى أن "الصين تدخل العاصمة الجديدة بحضور السيسي".
وفي الافتتاحية، قالت الأهرام إن مصر التي تربطها "علاقة مصالح متبادلة" مع الصين إلى جانب تمتع الشعبين بحضارة عريقة ومشتركات كثيرة "يتعين عليها أن تتعلم من التجربة الصينية في التقدم والازدهار".
وفي نفس الصحيفة، قال منصور أبو العزم إن الصين مستهدفة من واشنطن، بحسب رأيه.
وتساءل "هل لديك شك فى أن الولايات المتحدة ترغب فى تفكيك وتفتيت الصين على غرار ما فعلت فى الاتحاد السوفيتى السابق، وما تفعله، وسوف تفعله فى العالم العربي؟ السياسة لعبة قذرة، والسياسة الدولية ليس لها أخلاق"، على حد تعبيره.
وناقش القضية ذاتها بشيء من التفاؤل جميل مطر في الخليج الإماراتية. فقال "من حسن حظنا، كمراقبين أو دارسين للعلاقات الدولية، أن نكون شهوداً على خطوات قيام أول إمبراطورية في التاريخ الحديث، أي في عصر الحقوق السياسية والثورات المدنية والاحتجاجات الاجتماعية، عصر الرفض العنيد والمتجدد للظلم والهيمنة الخارجية واللامساواة".
وأضاف "من حسن حظنا أيضاً أن نكون شهوداً على شعب المليار وثلاثمئة مليون نسمة، يستعد لصياغة علاقة إمبراطورية جديدة مع شعوب المليون نسمة، والخمسة ملايين والمئة مليون، وأن نكون شهوداً في السنوات القليلة المقبلة على توقيع حزم من الاتفاقات التي ستعقدها الصين لتدفع بها عن نفسها تهمة ’الاستعمار الجديد‘".
BBC